بثلاثة إصدارات جديدة

مبادرات نشر كتب لتعلم اللغة الأمازيغية في ورقلة

مبادرات نشر كتب لتعلم اللغة الأمازيغية في ورقلة
  • القراءات: 1230
❊ق.ث ❊ق.ث

تعززت الساحة الثقافية المحلية في ورقلة، بإصدار ثلاثة مؤلفات حول تعلم اللغة الأمازيغية التي نشرت بمبادرات ذاتية من طرف مهتمين بالدراسة والبحث في اللغة الأمازيغية بمتغيراتها، تأتي هذه المبادرات الثقافية لمرافقة وتعزيز جهود ترقية اللغة الأمازيغية والمحافظة على هذا التراث الثقافي الوطني المشترك، في ظل الحركة التي تشهدها الأمازيغية، لاسيما بعد دسترتها لغة وطنية رسمية، ثم ترسيم 12 يناير من كل سنة عيدا وطنيا، بقرار من رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة.

يعد الإصدار الذي يحمل عنوان "أوال ـ أنا" (لغتنا) آخر مؤلف للأستاذ خالد بن أحمد فرتوني، وهو كتاب شبه مدرسي لتعلم أبجديات اللغة الأمازيغية بالمتغير الورقلي الزناتي (تقرقرنت)، موجه للطور التحضيري والابتدائي، صادر في 2017 عن دار النشر "أنزار"

يحتوي هذا الإصدار في صفحاته 32 من القطع المتوسط، على الحروف الأبجدية للغة الأمازيغية ورسوم وصور توضيحية للمتعلم المبتدئ، باعتماد أسلوب بسيط وحروف لكلمات بالتيفيناغ والعربية واللاتينية لتقريب الفهم والنطق السليم.

وعن فكرة استهداف فئة الأطفال، قال الأستاذ فرتوني لـ«وأج"؛ "تولدت لدي بعد ملاحظتي أن استعمال اللغة الأمازيغية (الورقلية -تقرقرنت) في تراجع في أوساط هذه الفئة الناشئة، لاسيما بالوسط العائلي". وأضاف "بذلت جهدا في هذا الكتيب على النحو الذي يضمن تفاعلا ذهنيا بين الطفل المتعلم والكلمات وأيضا النطق السليم لديه، بغرض تحفيزه بطريقة سلسة تساعده على تذكر وحفظ ونطق اللغة الأمازيغية المحلية، باعتماد وسائل توضيحية بيداغوجية بسيطة".

سبق لنفس المؤلف، وهو أخصائي نفساني، أن نشر قاموسا "عربي-أمازيغي" لنفس المتغير من الأمازيغية (إيوالن تقرقرنت)                           

باستعمال أيضا كلمات بالتيفيناغ ونطقها ومقابلها بالعربية وأمثلة بالأمازيغية. ويتضمن هذا القاموس من الحجم المتوسط (155 صفحة) قواعد قراءة وكتابة الأمازيغية بالحرف اللاتيني وسلسلة من الضمائر اللغوية والصفات والنعوت وأدوات الاستفهام وأسماء الإشارة، وغيرها من الأدوات اللغوية والمعرفية في علم اللسانيات.   

جمع المؤلف في هذا القاموس الذي صدر في 2016 لنفس دار النشر، العديد من الكلمات الأمازيغية التي اندثرت مع مرور الوقت وأخرى مهددة بالزوال والمتداولة، بغرض استرجاع وتكريس استعمالها في الحياة اليومية للمواطن الورقلي.

كما حاول الأستاذ فرتوني في هذا الإصدار، أن يضع مقاربة بين المتغير الورقلي الزناتي والمتغيرات الأمازيغية الأخرى (الشاوي الميزابي والقبائلي)، بل وحتى متغيرات اللغة الأمازيغية على مستوى المنطقة المغاربية، معتمدا على رؤية متكاملة زادت من ثراء هذا العمل اللغوي.

من جهته، بادر الأستاذ بردودي عمر، مهتم بجمع التراث المادي الأمازيغي من منطقة الأوراس، بتأليف قاموس بعنوان "الفعل الأمازيغي" (أمياغ أمازيغ)، يضم مجموعة من الأفعال الأمازيغية في تنوع لساني يعكس ثراء الثقافة الأمازيغية، يمتد من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب الجزائري.

يتعلق الأمر بحوالي 6.500 فعل للمتغيرات الأمازيغية (الورقلية والنقوسية وتاشلحيت والميزابية وتازنتيت وتاشنويت وتشاويت وثاقبايليت).

اعتمد المؤلف على الكلمات بالعربية والأمازيغية والفرنسية بالترتيب الأبجدي، لتسهيل تلقين وتعلم ونطق تلك الأفعال بعد أن أجرى عليها مسحا شاملا، من خلال الرحلات واحتكاكه بمختلف متغيرات الأمازيغية.

أوضح الأستاذ بردودي في تصريح لـ«وأج"، أن هذا العمل يشكل إضافة أخرى ومساهمة في المحافظة على اللغة الأمازيغية بشتى متغيراتها، معتبرا في نفس الوقت أن الاختلاف بين تلك المتغيرات ما هو إلا ثراء لألفاظ الأمازيغية.

اعتبر أن مدينة ورقلة التي يقيم فيها، مخبر حقيقي للأمازيغية بالنظر إلى تعايش كافة المتغيرات بها، ملاحظا أن المواطن الورقلي "أصبح يستوعبها بفضل التواصل اليومي والدائم معها".

ولاحظ "أن القواميس التي صدرت ويتعلق الأمر خصوصا بقواميس فرنسي-أمازيغي أو أمازيغي-فرنسي-عربي، ونظرا لنقص في القاموس عربي ـ أمازيغي، ارتأيت أن أصدر قاموسا عربي-أمازيغي- فرنسي لتسهيل عملية البحث لدى المتعلم، متبوعا بفهرس لجميع الأفعال وتصريفها بالأمازيغية وكذا المترادفات والأضداد".

أجمع الأستاذان فرتوني وبردودي بالمناسبة، على أن جهود ترقية التراث واللغة الأمازيغية، والتي كان آخرها ترسيم 12 يناير عيدا وطنيا وعطلة مدفوعة الأجر بقرار من الرئيس عبد العزيز بوتفليقة،  تعد مكسبا في غاية الأهمية، من شأنها تعزيز مكونات الهوية وترقية الثقافة الوطنية بكل ثرائها وتنوعاتها.

أبرزا بالمناسبة، أهمية مواصلة جهود البحث والدراسة لإثراء الجانب الأكاديمي للغة الأمازيغية بكل متغيراتها، حيث تم التنويه في هذا الصدد بمشروع إنشاء الأكاديمية الجزائرية للغة الأمازيغية، واقترحا في هذا الخصوص، فتح فروع لها عبر الوطن بما يساهم في ترقية جهود البحث الأكاديمي حول الثقافة الأمازيغية عموما.

في الشأن ذاته، تم التأكيد على ضرورة أن تمتد هذه الجهود لتشمل دعم مبادرات النشر، باعتبار أن طباعة مثل هذه الإصدارات لتعلم الأمازيغية تشكل دعامة أخرى وتقدم إضافة في مسار تثمين والمحافظة على اللغة الأمازيغية وترقيتها.

 

ق.ث