«ألوان دافئة لنفوس مجروحة" برواق "محمد راسم"

..ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل

..ما أضيق العيش لولا فسحة الأمل
الفنان عبد الرحمن عزوقلي
  • القراءات: 889
مريم. ن مريم. ن

يحاول الفنان عبد الرحمن عزوقلي أن يتخطى الشكل الذي تخطه ريشته المحترفة ليغوص في أعماق النفوس ويعبّر عن آمالها وآلامها بلغة الألوان، محاولا زرع غد جديد ممتدّ إلى الجمهور الذي تلتقط عينه إشراقة الأمل وتتحرّك جوارحه لفأل الخير .

استقبل الفنان عبد الرحمن عزوقلي "المساء" في معرضه الذي أقيم مؤخرا، برواق "محمد راسم" تحت عنوان "ألوان دافئة لنفوس مجروحة"، حيث قدّم لوحاته الـ27 ذات الألوان الدافئة، وأحيانا الداكنة التي تعبّر في المقام الأوّل عن الإنسان وعن تجليات الحياة التي غالبا ما تترك أثرها في نفوس البشر مهما كانوا أو اختلفوا.

قال الفنان "لوحاتي مرتبطة بالإنسان وأحاسيسه وآلامه التي غالبا ما تكون انعكاسا لما يجري في المجتمع، علما أنني لا أرسم من فراغ بل أحاول أن التقط كإنسان وأعبر كفنان عن هذا المجتمع وما يحويه من يوميات ومن تحولات، فرسمت عن الحياة البسيطة والعادية وعن ظواهر معاشة منها الهجرة ومنها المرأة وعن الأفارقة وغيرها من المواضيع، ورغم أنّ مواضيعي تعبير عن آلام وضيق لكنّها تحمل دوما الأمل كنوع من التشجيع على تجاوز كل ذلك بأمان، وقد يبدو للبعض أن لوحتي مثلا ما هي إلا مزيج بين الجرح والفرح".

عن التقنيات المستعملة، أشار الفنان إلى أنه يستعمل العديد من الأساليب الفنية منها الأسلوب الانطباعي، إضافة إلى أدوات فنية خاصة وكذا طريقته في تشكيل الألوان، إذ يرسمها على هيئة طبقات، حيث قال "أرسم الألوان ثم أمحوها وأرسم فوقها أخرى، وهكذا حتى الوصول إلى اللون النهائي لتتشكل بعدها الرموز والأشكال والحكايا، ومما رسمت هناك الرموز العالمية وهندسية والأمازيغية وكذا الشعر وبعض الشخصيات وغالبا ما تكون بلمسة تجريدية".

سادت الألوان القاتمة في المعرض، علما أنّ الفنان يفضّل أن يسمي هذه الألوان بالدافئة قائلا لـ"المساء" إنّ ذلك مقصود كي يصنع منها غموضا يواجه به المشاهد ليرى نفسه وجها لوجه مع اللوحة.

أغلب اللوحات من الحجم الكبير، ومما تضمنت أيضا موضوع المرأة التي تصبر على ضغوط الحياة وعلى الألم والحصار المضروب عليها، وهي إلى جانب ذلك الأم والزوجة والبنت والأخت والمجاهدة الصامدة، ورغم قساوة العيش تبقى المرأة ذلك الكائن الجميل المرهف الذي لم يتخل الفنان عن خصوصيته ولم يسلب منها تلك النعومة التي تبرز بهجة الحياة.

أشار الفنان أيضا إلى أنه عصامي التكوين رغم احترافية أعماله، وأنه سعى لتكوين نفسه من خلال الورشات الفنية والإقامات عبر العديد من دول العالم منها تونس، المجر، اسبانيا ثم الصين، هذه الأخيرة التي التقط منها فن الألوان والشخوص، التي غالبا ما تظهر في الأساطير الآسيوية القديمة وتتجلى في لوحات الفنان عبد الرحمن في شكل مصغر، كذلك دراسته لفن السيراميك بالصين أيضا، كما أكّد المتحدّث أنه مولع بكل ما هو تراث خاصة منه العربي والأمازيغي والإفريقي متوقفا عند الحكايات والأساطير التي تسحره. 

للإشارة، عبد الرحمن عزوقلي، فنان عصامي شاب زاول دراسته في تخصّص البيولوجيا ثم في البيئة البحرية، عرض لوحاته في العديد من البلدان منها فرنسا، تونس والمجر وغيرها.