الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية

مؤتمر حول ”سؤال الحرية اليوم”

مؤتمر حول ”سؤال الحرية اليوم”
الدكتور عمر بوساحة
  • القراءات: 1724
❊ لطيفة داريب ❊ لطيفة داريب

تنظم الجمعية الجزائرية للدراسات الفلسفية التي يترأسها الدكتور عمر بوساحة، مؤتمرها الدولي السنوي أيام 11، 12 و13 أفريل من السنة المقبلة، حول سؤال الحرية اليوم، على أن يتم تحديد الفضاء الحاضن لهذه الفعاليات لاحقا.

جاء في إشكالية المؤتمر، أن الحرية شغلت عقل الإنسان عبر تاريخه الطويل، لا لشيء سوى أنها تطرح أسئلة مصيرية بكنه الوجود وجوهر كينونته، من حيث أنه إنسان يسأل، يحيا، يتكلم، يفكر، يبدع ويقرر، لذا نعثر في طريقنا -نحو الإمساك بمفهوم الحرية- على دلالات متعددة ومقاربات متباينة، تحددها المجالات التي يطرح فيها، ومن خلالها هذا المفهوم، الميتافيزيقية منها والأخلاقية، الاجتماعية، السياسية، القانونية، الصوفية، والفنية، بحيث نجد أن كل مجال من المجالات المذكورة وغيرها، يحمل في ثناياه وعيا متميزا بالحرية، يتمظهر في هذا الزخم النظري الكثيف والمتنوع، الحامل لسؤال الحرية والحالم بالإجابة عنه.

جاء في بيان الجمعية، أنه يكفي للتأكيد على صحة ما تم ذكره، في استعراض تاريخ الفلسفة، بداية من الفلسفة اليونانية إلى الفلسفات الراهنة، أي من فلاسفة اليونان إلى أفلاطون وأرسطو، ومن فلاسفة الإسلام، إلى الفارابي وابن سينا، دون أن ننسى الفرق الكلامية (المعتزلة والجبرية والأشاعرة)، إضافة إلى المتصوفة، أمثال ابن عربي، الجيلي وجلال الدين الرومي.

أما في الغرب، فقد كانت الحرية إحدى أكبر القضايا التي شغلت كبار فلاسفته في الفترة الحديثة والمعاصرة، نذكر منهم على سبيل المثال، ديكارت، لوك، لايبنتز، كانط، روسو، هيجل، ماركس، شوبنهاور، سارتر، روسو، ديوي، هيدغر، دريدا، نونسي، رونسيار، هابرماس، رورتي، راولز... وغيرهم.

كما كان سؤال الحرية حاضرا بامتياز في كتابات جل المفكرين العرب والمسلمين المحدثين، لأنه كان وما زال إلى اليوم، سؤالا مصيريا مرتبطا بمشروع التحديث الذي حلمت به المجتمعات العربية والإسلامية.

أضاف البيان أنه على اعتبار أن قيد الإنجاز في هذه الأرضية لا يفي بسرد كل الأسماء التي ساهمت في صياغة الوعي بالحرية، في دلالتها المختلفة لدى الشعوب العربية في العصر الحديث، فإن الجمعية تكتفي بالإشارة إلى البعض منهم، أمثال رفاعة الطهطاوي، جمال الدين الأفغاني، محمد عبده، خير الدين التونسي، عبد الرحمن الكواكبي، عبد الحميد ابن باديس، علال الفاسي وآخرون.

أما في الفكر العربي المعاصر، فالأسماء كثيرة، ويكفي أن نذكر منها: ناصيف نصار، عبد الله العروي، حسن حنفي، محمد عابد الجابري، عبد الله شريط، هشام شرابي، محمد أركون، علي حرب، داريوش شايغان، فتحي التريكي.

أشار البيان إلى أن المعالجة الفكرية في المجتمع العربي بالتحديد، أخذت في  أعضاء الجمعية، ثلاثة أوجه هي: الحرية في مقابل ترسيخ الوعي بمفهومها. الحرية في مقابل التحرر، أي مواجهة موجات الاستعمار، والحرية في مقابل التغيير الاجتماعي والسياسي.

كما تم التنبيه إلى أنه سيتم في هذا الملتقى، تناول سؤال الحرية من وجهة نظر تاريخية، بمعنى تكرار ما طرحه الغير في تاريخ الفكر والفلسفة - وإن كان هذا أمر مهم لا مناص منه لفهم المنطلقات-، إضافة إلى إعادة طرح هذا السؤال طرحا راهنيا بربطه بمفاهيم يُعتقد جزما أنها محايثة له ولا تنفك عنه، مثل المسؤولية، الإرادة، العدالة، الاستقلالية، الأخلاق والتغيير الاجتماعي.

أكدت الجمعية، حسب نفس البيان، أن هذا الطرح يتم انطلاقا من مسؤوليتهم كنخب مثقفة تحسن الاستماع إلى نبض مجتمعاتها، تعي جيدا ما تعنيه أصوات شعوبها العربية والإسلامية، والتي ارتفعت مع مطلع القرن الجديد مطالبة بالتغيير. وعليه، فإن هواجس كثيرة تراود المثقفين واستفهامات عديدة تثيرهم، تجمل في هذه التساؤلات:

ما مفاهيم الحرية ضمن المجالات المختلفة التي أنتجتها؟ إلى أي حد يمكن ربط مفهوم الحرية بالمفاهيم الأخرى المحايثة له والمنفتحة عليه؟ هل يمكن تحويل الحرية كسؤال فلسفي نظري إلى ممارسات ميدانية، تساهم في تغيير مجتمعاتنا العربية والإسلامية؟ بأي الآليات والكيفيات سيتم ذلك؟.

أما عن محاور الملتقى فهي: مفهوم الحرية، الدلالة والاستعمال، ميتافيزيقية، أخلاقية، اجتماعية، سياسية، قانونية، صوفية وفنية، التصورات الفلسفية للحرية، سؤال الحرية في الفكر العربي والإسلامي، سؤال الحرية والمفاهيم المحايثة، المسؤولية، الإرادة، العدالة، الحق والأخلاق، وراهن الحرية ومستقبلها في المجتمعات العربية والإسلامية.

للإشارة، حدد آخر تاريخ لاستلام ملخصات البحوث في 25 ديسمبر الجاري، أما آخر أجل لاستقبال المداخلات المقبولة، فسيكون في الخامس من مارس من السنة المقبلة، في حين سيكون تنظيم الملتقى الدولي أيام 11، 12 و13 أفريل المقبل.