إبراهيم نوال في ندوة "دور المهرجانات في الجزائر":

ليس هناك أزمة ثقافة بل غياب رؤية حقيقية

ليس هناك أزمة ثقافة بل غياب رؤية حقيقية
ندوة دور المهرجانات
  • القراءات: 612
دليلة مالك دليلة مالك

أكد إبراهيم نوال، أستاذ بالمعهد العالي لمهن فنون العرض والسمعي البصري، ومحافظ سابق للمهرجان الدولي للمسرح، أول أمس، في ندوة "دور المهرجانات في ترقية الفعل المسرحي في الجزائر"، التي احتضنها المسرح الوطني الجزائري، بمناسبة تواصل المهرجان الوطني الـ14 للمسرح المحترف، أن المهرجانات الجزائرية، بما في ذلك المسرح، لا يمكن أن نقلص في ميزانيتها، وأنه ليس هناك أزمة ثقافة، إنما الجزائر تحتاج إلى رؤية في خلق وتسيير المهرجانات. 

مذكرا بالتجربة البريطانية، في فترة الحرب العالمية، لما طلب من الوزير الأول تقليص ميزانية الثقافة، وكان رده "إذا أردت خوض الحرب، فإنها ثقافية أولا، وأنه لا يرى بريطانيا دونها، وإذا أردتم أكثر أطفئوا النور على كل بريطانيا، لكن الثقافة تنير على كل البريطانيين". وإذ يرى نوال أنه لابد من التمعن في هذه الكلمات ونفهم المعنى، لابد من الحديث كثيرا عن الثقافة والفنون، قبل الحديث عن المهرجانات، ذلك أن الجزائر مرت بمراحل عديدة.

يقول "إن الجزائر في فترة الستينات، كان بها لكل ولاية مهرجانها، وكانت تنظم أياما فنية وثقافية، وفي أحلك الظروف التي مرت بها البلاد، ففي فترة التسعينات، كان الفنان يواجه الظلاميين، لكن منذ عام 2016، طفا في المشهد كلمة الأزمة"، وشدد قائلا: "الأزمة ليست في الثقافة، التي من شأنها توعية المواطن وتكرس مفهوم المواطنة الحقيقة".وتابع "كلنا نعرف دور المهرجانات الثقافية، في السابق كان تأسيس المهرجانات بناء على رؤية"، وبالمناسبة، حيا الوزيرة السابقة خليدة تومي التي كانت تعمل وفق رؤية، منذ بداية عام 2000، بحيث خلقت 180 مهرجان، مستطردا بقوله: "ممكن أنه حدثت أخطاء، ووقع تبذير، وفي 2017، تقلص العدد بنسبة 57 بالمائة".     

ثم عاد للحديث عن مهرجان أفينيون المسرحي بفرنسا، الذي تأسس بفضل مجموعة من المبدعين، في أربعينيات القرن الماضي، هذه المدينة الصغيرة، أضحت اليوم، حسبه، مرادفا للحركة المسرحية في العالم، إذ تقدم حوالي 1800 عرض مسرحي في مهرجانها، بالتالي يمكن تصور حجم الإمكانيات والموظفين والمشتغلين فيها، وما يعود عليه من مداخيل، واليوم محرك البحث "غوغل" لما تريد السؤال عن هذه المدينة، لا يجيب إلا بمهرجانها العريق. والأمر نفسه بالنسبة للجزائر، يضيف إبراهيم نوال: "نحن لا نتكلم على البعد السياحي لهذه التظاهرات، ولا حتى على البعد الاجتماعي والثقافي".

وعرج على تجربته كمحافظ لمهرجان بجاية الدولي للمسرح، رغم أنه تعرض للنقد في نقل التظاهرة من العاصمة إلى بجاية، لكنه عمل مع المسرحي عمر فطموش على تقديم العروض في قرى المدينة، وقال إنه اشتغل أكثر من 1400 فنان في هذا المهرجان، من مختلف فنون الأداء.

الحديث اليوم عن أهداف المهرجانات، هو واضح وصريح في قانون تأسيسه، إذ ترمي إلى تشجيع والاهتمام بالفن المسرحي، مرافقة ودعم الإبداع الثقافي والفكري والفني في المسرح، مرافقة ورعاية الإبداع الفني المحلي والوطني، وجعل الإبداع المسرحي واضحا وظاهرا، من خلال الاستعانة بالوسائل الاتصالية. لما نرى ما طبق من هذه النصوص، هناك نماذج من الفعل المسرحي الذي اقترب من مجتمعه وناسه، بين أوساط القرى وساحات المدن.

وأكد أنه وقع في أخطاء خلال تسييره للمهرجان الدولي للمسرح ببجاية، لكن للحديث عن تقليص ميزانية المهرجانات أمر غير مقبول، وقد أعطى مثال مهرجان "أفنيوين" المسرحي الذي يشتغل بـ40 بالمائة من مداخيله، التي مصدرها بيع التذاكر، وهنا أشار إلى أن هذه المسألة أخطأ فيها، لأنه لم يستعملها في مهرجان بجاية، وتابع "أخطأنا أيضا في تفضيل أساتذة أجانب على الجزائريين، ودعوة أساتذة بعينهم دون غيرهم، لكن حياة المهرجانات لا يمكن أن نوقفها".