المخرج المغربي سعيد خلاف:

ليس سهلا التعامل مع الجهل والمتجاهلين

ليس سهلا التعامل مع الجهل والمتجاهلين
  • 741
ج.الجيلالي ج.الجيلالي

قال مخرج الفيلم المغربي "مسافة ميل بحذائي"  السعيد خلاف بأنه كان سعيدا جدا بحصول فيلمه على جائزة لجنة التحكيم الخاصة، بالنظر إلى أهمية الأفلام المعروضة في مهرجان وهران للفيلم العربي الذي كانت طبعته التاسعة متميزة جدا. 

السعيد خلاف قال إن فيلمه مستنبَط من أحداث الدار البيضاء الدرامية؛ حيث إن فكرة العمل وإنجاز الفيلم جاءت بحكم التجربة والتأثر الذي لازمه من خلال وقائع الانفجارات التي تعرضت لها مدينة الدار البيضاء من طرف الإرهابيين الهمجيين، الذين حوّلوا السلم والسلام الذي كانت تنعم به المدينة إلى ما يشبه الحرب على النفس التواقة إلى العيش في حرية وكرامة.

ومن خلال هذه الوقائع المؤلمة والمؤسفة ـ يقول السعيد خلاف ـ حاول أن يقدم عملا راقيا عن حقيقة ما تعانيه هذه الفئات المحرومة والمضطهدة، التي أجبرتها الأيام والظروف على حياة التشرد، التي لم تكن أبدا اختيارا، بل أمرا مفروضا وحتميا لا مناص منه ولا خيار لهم فيه.

ومن هذا المنطلق فإن المخرج سعيد خلاف يؤكد أن موضوع الفيلم فرض نفسه عليه؛ حيث بدأت فكرة كتابة النص يوم وقوع انفجارات الدار البيضاء في 13 مارس 2003، ليربط الموضوع ببعض الأطفال الذين كانوا بدون حماية أو تأطير اجتماعي، ليعيش مع الفكرة أكثر من عشر سنوات كتابة وتصويرا وتركيبا، ويتم بعدها إخراج الفيلم في قالبه العصري من خلال استغلال التكنولوجيات الحديثة في عالم الإخراج.

وخلال حديثه إلى "المساء" عن الفيلم وآلام تصويره بدا المخرج الذي هو في الأصل كاتب سيناريوهات العديد من الأفلام، منها "رحلة إلى طنجة" و«الوجه الآخر" و«مملكة راية" وغيرها من الأفلام، غير أن ذلك لم يمنعه – كما قال – من الاهتمام بعالم الإخراج، الذي هو قريب منه وغير  غريب عنه، خاصة أن لديه الكثير من الاهتمامات في هذا المجال بحكم علاقاته وعيشه في كندا، التي عرف فيها الكثير من الأمور التي جعلته يقوم بإجراء العديد من المقارنات والمقاربات بين الشعوب الأمريكية والأوروبية، ومن ثم العربية، التي يقول في عمومها "إنه من الصعب جدا التعامل مع التخلف والجاهلين بالأمور"، وذلك انطلاقا من مكونات المجتمعات ورموزها ورؤاها المستقبلية وكيفيات التعامل مع الواقع التي تلعب الأدوار الأساسية في نشر الثقافة والرقي بعالم السينما.

وفي هذا الإطار يؤكد المخرج المغربي أنه تأثر كثيرا بالعمل السينمائي الأمريكي الذي منحه بُعد النظر في ضرورة بل وجوب التعامل مع ثقافة البلد من خلال أبنائه ورؤيتهم الفعلية للحياة؛ بمعنى أن المغربي، مثلا، لا يملك نفس الرؤية لأي موضوع كما هو الشأن عند الأمريكي على سبيل المثال.

ومن هذا المنطلق يعتبر سعيد خلاف أن حب الوطن وفهم ثقافة البلد هو الذي يمكّنه من طرح المشاكل الحقيقية بصدق وإخلاص وعقلانية، وبالتالي إمكانية التحدث عن كل ما من شأنه أن يساهم في ترقية المجتمع وتنوير الرأي العام بمختلف المواضيع الهامة والحساسة في مجال ترقية الفكر والإبداع الثقافي، الذي هو أصل كل المتغيرات الاجتماعية. 

وعن إنجاز مختلف العمليات التصويرية وبالتالي التمويل الخاص بالتجسيد الفعلي للعمل السينمائي يقول السعيد خلاف بأن مرافقة المنتجين والمبدعين بشكل عام، مهمة جدا في الإسراع بإنجاز الأفلام؛ لأنه من دون دعم لا يمكن الحديث عن الإنتاج الفعلي في عالم السينما.