النزل البلدي لسكيكدة

لوحات نادرة بحاجة إلى عناية أكثر

لوحات نادرة بحاجة إلى عناية أكثر
النزل البلدي لسكيكدة-لوحات نادرة بوجمعة ذيب
  • القراءات: 2634
❊بوجمعة ذيب ❊بوجمعة ذيب

ما زالت اللوحات الفنية المتواجدة بالنزل البلدي لسكيكدة ومعظمها من الأعمال الفنية النادرة التي لا تقدر بثمن، تعاني من أثر السنين بعد أن أصبحت ألوانها باهتة، بسبب غياب الاهتمام بها خاصة وأنها توجد في غير مكانها، حيث تكون في كثير من الأحيان ـ حسب المختصين ـ عرضة للعديد من العوامل المؤثرة كالرطوبة، والحرارة، والغبار، وأشعة الشمس وغيرها، والأخطر، فإنّ بعضها تعرّض للتغيير، مما أفرغها من محتواها وأفقدها جماليتها وقيمتها الفنية، رغم أنّ تلك اللوحات الفنية النادرة المتواجد أغلبها بمكتب رئيس البلدية، قد صدر في حقها قرار التصنيف بالجريدة الرسمية ليوم 29/12/2009 تحت رقم 77 على أن تبقى تلك اللوحات عند تصنيفها ملكا للمجلس الشعبي البلدي. للتذكير، فقد تعرضت خلال جانفي 2009 سبع لوحات فنية منها لوحتان نادرتان للتلف بسبب حريق أتى عليهم.

ما زاد الطين بلّة، حسب بعض المختصين الذين تحدثت معهم "المساء"، هو غياب المعاينات الدورية من قبل مصالح مديرية الثقافة، للوقوف على الأقل على وضعها وحالها، واقتراح أماكن خاصة بها للحفاظ عليها ولو في مكانها شريطة أن تكون في فضاء واحد، وحسب درجة حرارة معينة وإضاءة معينة ودرجة رطوبة معينة، حتى لا تفقد قيمتها الفنية بزوال ألوانها، وهذا ما لم يحدث، والدليل وضعها الحالي.

والأهم في كل هذا، فإن إعادة جرد كل اللوحات الفنية المتواجد بالبلدية سواء في المكاتب أو في غيرها من المخازن، مع ضرورة إيلاء أهمية للوحات الفنية العالمية للفنان التشكيلي المرحوم عبد العزيز رمضان، يبقى أكثر من ضرورة.

للتذكير، فإن كل اللوحات وقبل أن تمت عملية تصنيفها حسب بطاقية خاصة بكل واحدة حدّدت بموجبها قيمتها الفنية، قد تم إخضاعها إلى معاينة دقيقة في أحد المخابر المتخصصة وعلى أيدي مختصين.

وللإشارة، فإنّ الأرشيف البلدي لمدينة سكيكدة يزخر بكم هائل من اللوحات الفنية النادرة، فحسب الوثائق المتوفرة فإنه يوجد أكثر من ثلاثين لوحة تم اقتناؤها من قبل بلدية سكيكدة (فيليب فيل) أثناء الحقبة الاستعمارية وبالضبط خلال كل عهدات رئيس بلدية فيليب فيل "بول كيطولي" الممتدة من سنة (1864/1949) حتى وإن كان الفضل في وجود تلك اللوحات اليوم بسكيكدة يعود لزوجة هذا الأخير السيدة ماري التي كانت تجمع كل الأعمال الفنية لاسيما وأنها كانت شغوفة بالفن التشكيلي ومتأثرة بكبار الفنانين التشكيلين العالميين.

من أهم اللوحات ذات القيمة الفنية العالية التي لا تقدر بثمن، لوحات "الأرمل وضفاف السين" لجون فرانسوا رفائيلي، و«المرأة" لشارل شابلين وقد تعرضت للحرق خلال جانفي من سنة 2009 بالإضافة إلى لوحات نادرة لفنانين آخرين أمثال بوشو وشابنيان، وبوفيول أوكاص، وكل هذه اللوحات الأخيرة قد تمت استعارتها من المتاحف الفرنسية في مناسبات مختلفة كتدشين النزل البلدي أو الاحتفال بمئوية فليب فيل من طرف وزارة الفنون الجميلة الاستعمارية بداية من سنة 1914، زيادة إلى لوحات أخرى ذات قيمة منها لوحة "امرأة عارية" للفنان قسطنطين فو تم شراؤها يوم01 ديسمبر 1932 بسعر7 آلاف فرنك فرنسي قديم، كما تم اقتناء لوحتين أخريين لنفس الفنان" ساحة ماركي" و«المئذنة" سنة 1946 بسعر 10 ألاف فرنك فرنسي، إضافة إلى جدارية لنفس الفنان تمثل منظرا من الجنوب الجزائري بلغ سعرها 50 ألف فرنك فرنسي، كما توجد بالنزل البلدي ست لوحات للرسام العالمي موريس أوتريومنها لوحة "ساحة الربوة تحت الثلج" تم اقتناؤها سنة 1033 بسعر 10 آلاف فرنك فرنسي، وكذا لوحة نادرة للرسام البولوني الأصل آدم ستيكا بعنوان "قصة حب مغربية" تم شراؤها سنة 1932 بمبلغ مالي قدر آنذاك بـ6 آلاف فرنك فرنسي، كما قام رئيس بلدية فيليب فيل بول كيطولي، خلال نفس السنة، بشراء لوحتين من الفنان موريس ليفيس تم عرضهما  بصالون الفنانين الفرنسيين الأولى بعنوان "السهول العليا لسارت" والثانية "ضفاف المايان" والأكثر من ذلك فإن الوثائق القديمة الموجودة في أرشيف بلدية سكيكدة تشير إلى أن أكبر عملية اقتناء لعدد من للوحات الفنية الغالية تمت بين بول كيطولي والفنان خوسي أورثيقا الذي قام بإنجاز 24 لوحة صغيرة تمثل مناظر مختلفة من الجزائر وسكيكدة لم يبق منها سوى 16 لوحة.

مع الإشارة إلى أن الإطارات الخاصة بتلك اللوحات تم إنجازها من طرف حرفي من تيزي وزو من بين أهم اللوحات الناذرة لوحة الفنان إتيان ديني الشهيرة "الباسور"، وقد اقتنتها بلدية سكيكدة آنذاك بسعر يقدر بـ22 ألف فرنك فرنسي، وحسب مداولة المجلس الشعبي لبلدية سكيكدة بتاريخ 13/07/1970، تم إهداء هذه الأخيرة للرئيس الراحل هواري بومدين  سنة 1970...

كما يوجد أيضا سجادات فنية ذات قيمة كبيرة، منها قارب دانت ونساء الجزائر في بيتهن عن لوحتين شهيرتين لأوجان دولاكروا، وسجاد دانت وفرجيل في جهنم، وسجاد وصول الفرنسيين أمام أنقاض روسيكادا، وقد صنعت كلها بورشات أوبيوسون بفرنسا، وقد تم شراؤها خلال الفترة 1932

و1933 و1935 بسعر يقدر آنذاك ما بين 25 ألف فرنك فرنسي قديم و30 ألف فرنك فرنسي قديم.

 

بوجمعة ذيب