معرض عزيز عياشين برواق ”عائشة حداد”

لوحات تنبض روحا وتشع بنور الإسلام

لوحات تنبض روحا وتشع بنور الإسلام
معرض عزيز عياشين برواق ”عائشة حداد”
  • القراءات: 4553
❊  لطيفة داريب ❊ لطيفة داريب

عشرون لوحة تزين جدران رواق عائشة حداد، للفنان التشكيلي عزيز عياشين، الذي عرف بأسلوبه الفني الخاص، الذي يمزج فيه بين الحداثة والتقاليد، من خلال إبراز الهوية الجزائرية بلمحة عصرية محضة.

تقف لوحات عزيز عياشن شامخة في رواق عائشة حداد، كأنها تحمل الصباغة التي تغمرها بكل فخر، أو أنها تبرز المواضيع التي احتلت فضاءها بكل حب، لتكون بصمة لأعمال عزيز التي وإن اتخذت طريق الحداثة، إلا أنها لم تتنصل عن مقوماتها.

عن الجانب الروحي، تحدث عزيز بريشته، فهو لا يرى لفنه هدفا من دون أن يضع فيه الكثير من الروحانيات، فما جدوى فن لا يعكس ما تمليه الروح وما تشعر به النفس وما تقر به الوجدان.

في لوحات عزيز، تتراقص الرموز المعبرة عن بلدنا وديننا، ويجد الحرف العربي، الكوفي تحديدا، مكانا مرموقا فيها، أما عن الأشكال ففي أغلبها تتعلق بعالم العبادات، كالمساجد والزوايا والكتاتيب. فصاحبنا ملم بالثقافة الصوفية وقد وضع لها حيزا في أعماله.

في هذا، أوضح الفنان في تصريحات صحفية، أن العديد من مريدي المدارس والكتاتيب الصوفية، يزينون لوحاتهم عند اختتامهم للقرآن، ويحتفى بهم عن طريق (الوعدات) لحثهم على مواصلة تحصيلهم العلمي والديني. حتى أن البعض من الحفظة يعرضون لوحاتهم، لتحفيز الشباب على حفظ القرآن وجمع المال.

كما أضاف أن عالم الكتاتيب، يذكره بطفولته التي قضاها في هذه الفضاءات المشعة بالإيمان، والتي ناهضت الجهل بعد الاستقلال مثلما قاومت المستعمر الفرنسي، وحافظت على الهوية الجزائرية.

لوحات عزيز المتخرج من معهد الفنون الجميلة بمستغانم، والمتحصل على العديد من الجوائز، من بينها الجائزة الأولى للملتقى الدولي للفنون بفرنسا، تغمرها الرموز، فمن خلالها يعبر عن مكنوناته، عن ما تأثر به في طفولته الغضة، وعن أحلامه وآلامه أيضا.

عن الرمز، رسم عزيز، الشمس، السمكة، الحمامة، الخامسة التي تطرد العين، وكذا منابر المساجد ورمز الإسلام (النجمة والهلال)، والعديد من المباني ذات الهندسة الإسلامية، كلها تسبح في بحر من الألوان الترابية والحمراء والصفراء، كأنه عالم مضيء، يشع نورا، بسماء تغير ألوانها حتى أنها ترتدي لحافا أسودا في بعض الأحيان. كما رسم أيضا فيضا من المنمنمات، عرفانا منه لجمالها ومكانتها في الفن التشكيلي الجزائري.

أما عن شخوص اللوحات، فلا تظهر ملامحها، إلا أنه يبرز منها الخشوع والقوة، فهي قوية بإيمانها بالخالق الذي لا تزعزعه قائمة، في حين أن شغفه بالخط المغاربي، بارز بدون أدنى شك، وقد أضفى على اللوحات الكثير من البهاء، في المقابل، لون المساجد باللونين الأزرق والوردي. أما الخامسة فرسمها كبيرة الحجم أحيانا، حتى أنها احتلت كل مساحة اللوحة.

في المقابل، يهتم الفنان كثيرا بالفن المعماري الإسلامي، حيث استلهم منه، إضافة إلى ميله للفن المغاربي، وقد عرض أعماله في الكثير من الدول مثل فرنسا، تونس، إسبانيا، الصين، الإمارات العربية المتحدة وغيرها، كما تأثر بأعمال الفنانين محمد خدة وأمحمد إسياخم وإتيان ديني.

في معرض عزيز عياشين، نكتشف أن له مذهبه الفلسفي الخاص، فهو لا يرسم من أجل التسلية، بل يحمل رسائل لا بد أن تصل إلى الجمهور بصيغة أو أخرى، كما أوضح الفنان عزيز في تصريحات صحفية، أن مدرسته مدرسة جزائرية تبحث في التراث الجزائري، حيث استطاعت هذه المدرسة أن تدخل بعض الأساليب على التشكيل، كتوظيف الحرف العربي والأوشام والرموز الشعبية.

عن استعماله للخط المغربي الكوفي، قال عزيز؛ إن كل المخطوطات الموجودة في الجزائر هي بهذا الخط المغربي الكوفي الذي يرتبط بتراثنا وثقافتنا.