الباحث عبد الرحمن خليفة يحاضر حول بجاية:

لو حرر عروج بجاية من الأسبان لأصبحت عاصمة للجزائر

لو حرر عروج بجاية من الأسبان لأصبحت عاصمة للجزائر
  • القراءات: 2141
❊لطيفة داريب ❊لطيفة داريب

أكد الباحث عبد الرحمن خليفة، على أهمية دراسة التاريخ لاستخلاص العبر وترسيخ أسس الهوية، مضيفا خلال الندوة التي نشطها مؤخرا بالمدرسة الوطنية لحفظ وترميم الممتلكات الثقافية، بعنوان "بجاية عاصمة الأنوار"، أن التراث هو كل ما تركه لنا أجدادنا، وعلينا أن نحافظ عليه ونسلمه لأولادنا وأحفادنا.

طالب خليفة بالافتخار بكل ما يتعلق بتراثنا، حتى بالقطعة النقدية الصغيرة التي تعبر بدورها عن عراقتنا، مشيرا إلى أن الأبنية التي تضم سبعة طوابق بمنطقتي "بالول" و«أغلوفان" بالقرب من أريس (الأوراس)، تعبّر بدورها عن قدرة أجدادنا، البناء في المرتفعات، بل بمعرفتهم كيفية تشييد بنايات بأكثر من طابق، رغم أنهم عاشوا في الماضي السحيق.

نوه الباحث بعمل الجمعيات لحماية التراث، مطالبا في السياق نفسه، الدولة بإنقاذ المعالم الجزائرية العديدة التي تشكو الإهمال ومعرضة للزوال، بالتالي اندثار جزء من تراثنا العريق. كما دعا إلى كتابة الحقائق كما هي، نافيا الحاجة إلى تزيين الأحداث وتجزئة التاريخ واختيار ما يناسبنا.

أما عن بجاية، فقال الباحث بأن كتابه الصادر عن تاريخ بجاية، يعد الأكثر غزارة من حيث المعلومات وعدد الصفحات، نظرا لأهمية هذه المدينة ودورها التاريخي، مشيرا إلى قرب صدور كتاب آخر وهذه المرة عن قلعة بني حماد.

اعتبر الباحث أن قراره إصدار كتاب عن بجاية، جاء بعد تجاهل الباحثين لهذه المدينة وحتى لمدن تنتمي إلى المغرب الكبير، من بينهم الباحث المغربي عبد الله العروي الذي كتب أن هذه المنطقة تشمل على قطبين هما؛ القطب الغربي من مراكش وفاس ومكناس، وقطب شرقي يضم تونس والمهدية،  وما بينهما مجرد منطقة يسكنها رحالة غير مستقرين.

أكد خليفة على عراقة مدينة بجاية، وتميّزها بجغرافية ساحرة، حيث تملك جبالا تشكل منطقة دفاع وبحرا يمثل الفضاء المتفتح على الآخر، لتكون أول عاصمة للمتوسط تحمل هاتين الصفتين.

كما عرفت بجاية بوادها الصومام الذي كان منبعا مائيا مهما جدا، علاوة على مينائها الذي كان يستقبل سفنا من مختلف دول العالم، ليتخطى بذلك  دول المتوسط إلى دول بعيدة. كما تملك أماكن خلابة، مثل رأس القرود وقمة قوراية وجزيرة جربة التي طالب خليفة بتصنيفها.

أضاف الباحث أنه تم اكتشاف في رأس القرود، مغارات وهياكل عظمية، تعود إلى أكثر من مليون سنة، وهو ما يؤكد عراقة هذه المدينة وأنها مأهولة بالسكان منذ زمن بعيد، كما أبرز كتابات لاتينية تكشف عن المرحلة الرومانية لبجاية.

كشف الباحث عن أهمية المعالم التاريخية الجزائرية، مشيرا إلى أن كل مدارس الهندسة الخاصة بالتراث تدرّس قلعة تيمقاد، لكننا لا نهتم بها ولا نعطي لها حقها، لينتقل إلى اختيار بجاية عاصمة دولة الموحدين، بعد أن كانت عاصمتهم قلعة بني حماد الواقعة شمال شرق ولاية المسيلة، منذ أن هاجم عليها بنو هلال، نظرا إلى موقعها الجذاب، لتصبح قطبا جماليا وعلميا عظيما.

تحدث بن خليفة أيضا عن استقطاب بجاية لعلماء مثل سيدي بومدين الذي عاش فيها 25 سنة، وبن خلدون الذي كتب عنها، وابن تومرت، شيخ عبد المؤمن بن علي الكومي الندرومي الجزائري الذي أطاح بالدولة الحمادية في الجزائر، لتنطلق دولة الموحدين وتعيد الأمور إلى نصابها، وتوحد المسلمين في الشمال الإفريقي والأندلس.

أما عن بجاية في الفترة العثمانية، فقال خليفة بأن بجاية احتلت من طرف إسبانيا سنة 1510، وحاول عروج تحريرها، إلا أنه لم يستطع وفقد ذراعه، مضيفا أنه لو حرر بجاية لاختارها عاصمة للبلد بدلا من المحروسة.

لطيفة داريب