البروفيسور مصطفى شريف لـ”المساء”:

لهذا نجحت الجزائر في مجابهة جائحة كورونا

لهذا نجحت الجزائر في مجابهة جائحة كورونا
  • القراءات: 790
حاورته: لطيفة داريب حاورته: لطيفة داريب

أكّد البروفسور مصطفى شريف لـ”المساء” معه على هامش تقديم كتابه “في مواجهة الجائحة، الإنسانية في تحد” الصادر عن المؤسسة الوطنية للاتصال والنشر والاشهار، أوّل أمس، نجاح الجزائر في مجابهة جائحة كورونا من خلال القرارات الشجاعة لحكّامها ووعي شعبها وجهود أطبائها.

لماذا هذا الكتاب؟

❊❊ أمام أزمة عالمية عميقة ومعقّدة، يلزمنا أن نفكّر وندرس ونعمل تحليلا لما يجري فعلا. الإنسانية في خطر ولهذا من واجب المثقفين والمفكّرين والعلميين إعطاء وجهة نظرهم، ونحن من هذه الأسرة، نساهم في تسهيل مهام مسيريّ بلدنا في مواجهة هذا التحدي الكبير.

هل قدمت حلولا فيه حول مجابهة هذا الوباء؟

❊❊ الكتاب هو محاولة للإجابة عن هذه التساؤلات، والبداية بتقديم تقييم يؤكّد أنّنا في خطر فعلا وأنّ المشاكل المطروحة تمسّ كلّ الجوانب الصحية والثقافية والاقتصادية والجيو- استراتيجية والسياسية والاجتماعية وغيرها، لهذا يجب أن نعتمد على نظرة متعدّدة الجوانب وتحليل متعدّد الجوانب أيضا، وأن نبرهن أنّ النظام العالمي غير عادل وغير ديمقراطي وغير عقلاني، وهذا من خلال الحوار الذي هو من وجهة نظري، أساسي، فبالحوار والمقاومة البنّاءة يمكن المساهمة في الحلول. والجزائر قبل كلّ شيء هي أمة الوسط، هي مفترق ومهد الحضارات الإنسانية. وقد عرفنا في تاريخنا محنا كبيرة استخرجنا منها دروسا، خاصة منذ عصر الأمير عبد القادر إلى تاريخ اندلاع الثورة المجيدة، فقد تعلّمنا ما هي حقوق الشعب من بينها حقها في تقرير المصير وأهمية التمتّع بالكرامة. نحن الجزائريون متمسّكون بثقافة الكرامة، أقول هذا بدون مزايدات وإقصاء الاخر، بل نريد فقط الدفاع عن هويتنا وسيادتنا وحقّنا في التطوّر والتقدّم.

بعد مرحلة التقييم، هل توصّلت إلى نتائج؟

❊❊ نحن الجزائريون، مسلمون ننتمي إلى حضارات متعدّدة، فنحن عرب وأفارقة وأمازيغ، تاريخنا غني، وقد علمنا ابن سينا وابن رشد وابن خلدون وغيرهم من العلماء الأجلاء، أننا مسؤولون عن تصرفاتنا، لهذا ستدفعنا الجائحة إلى ضرورة تغيير أسلوبنا في الحياة وتصرّفاتنا وفق تربية بناّءة وهذا بالوفاء مع الأصالة وفي نفس الوقت بالتفتّح على العالم.

كيف استطعت تأليف كتاب عن أزمة ما زالت قائمة ؟

❊❊ هذا ما أسميه بالتحدي، حيث يلزمنا التوجّه إلى المستقبل رغم أنّنا في عمق وجوهر هذه الأزمة التي لا أحد كان ينتظرها. هي موجودة ويجب أن نتصوّر نتائجها حتى ولو كان ذلك صعبا. نحن نعرف كلّ الأسباب التي أدّت بنا إلى هذا الوضع، وهي انزلاقات النظام الدولي الجديد الذي يتّسم بالظلم والاعتداءات على الطبيعة وكذا على حقوق الشعوب وعدم المساواة والتنصّل من الأخلاق. يجب أن نأخذ الدروس من كلّ ما يحدث ومن ثم العودة إلى القيم  العالمية الإنسانية وفي نفس الوقت إبداع وابتكار حياة جديدة وسليمة.

هل تعتقد أنك ستكون راضيا عن كتابك بعد انتهاء جائحة كورونا، أم أنك قد تجد توقعاتك بعيدة عن الواقع؟

❊❊ كل شيء واضح، نحن نعيش وقت السرعة وجائحة كورونا قد ظهرت منذ سنتين، والنتائج واضحة والرهانات واضحة والتوقعات أيضا، وفي هذا يجب أن نخبر الجميع فرادى وجماعات باستنتاجاتنا، وهذه مسؤولية مشتركة.

إذن هذه هي رسالتك التي أردت تقديمها في الكتاب الجديد؟

❊❊ نعم، هي مسؤولية مشتركة ويجب تصحيح انزلاقاتنا وتصرّفاتنا وتناقضاتنا. وأن نكون عقلانيين، فالحياة لها معنى فكيف لنا أن نتناقض مع مبادئها؟.

هل تعتقد أنّ الجزائر استطاعت مجابهة هذه الأزمة؟

❊❊ الجزائر بكلّ افتخار موضوعية عرفت كيف تواجه هذه الأزمة رغم الصعوبات، والأمور المعقدة التي لازمت هذه الجائحة. لا يوجد في العالم دولة نجحت مئة بالمئة في هذا الأمر، لكن الجزائر مقارنة بالكثير من الدول، نجحت. وأقول إنّ القرارات الشجاعة التي اتّخذت وكذا الوعي الذي تحلى به الشعب في غالبيته، وقيام مؤسّسات الدولة خاصة الصحية بدورها رغم حدود الامكانيات وصعوبة الوضع، كلّ هذه الأمور تؤكّد أنّ الجزائر نجحت في مهمتها هذه.

❊ هل سيخرج العالم سالما معافى من هذه الأزمة أم سيزداد انهيارا؟

❊❊ حتى الآن تجنّبنا الانهيار وهنا أتحدّث بالنسبة للعالم كلّه، لأنّ العلم خاصة الطبي منه واجه بقوّة الأزمة وحصل على التلقيح ولأوّل مرة في التاريخ في أقلّ من سنة. صحيح أنّ بعض الأصوات تنتقد لكن لا يوجد هناك بديل، إلا التركيز على العلم رغم الصعوبات وبعض الأشياء المجهولة.