الكاتب رشيد مختاري يصدر رواية جديدة ويصرح:

لنحلم ونتخيل طفولتنا بدلا من استذكارها

لنحلم ونتخيل طفولتنا بدلا من استذكارها
الكاتب رشيد مختاري
  • القراءات: 331
لطيفة داريب لطيفة داريب

قال الناقد الأدبي والكاتب رشيد مختاري، خلال تقديمه لروايته الجديدة "صور العائلة"، أول أمس بقصر "رياس البحر"، إن الخيال أقوى من الذاكرة، لهذا أكد أهمية أن نحلم ببلدنا بدلا من استذكاره، حتى نكون أقوى، وهو ما لا نقوم به حاليا.

تحدث الكاتب رشيد مختاري أمام الجمهور عن روايته الجديدة، الصادرة حديثا عن دار "شهاب"، فقال إنها تعد الجزء الأول لثلاثية عاد بها إلى الجذور، رغم أنها ليست بسيرة ذاتية، إلا أنها تضم على غلافها صورة والده، لهذا يمكن اعتبارها "صورة ذاتية". وتابع أن أحداث روايته استنطقها بلسان رجل بصيغة المفرد والمخاطب والغائب، وجد صورة قديمة له مع جده في بيت بطابق، التقطها والده الشهيد الذي بالكاد يعرف عنه شيئا، لتتكاثر الأسئلة في ذهنه عن ظروف التقاط الصورة والشخصيات الموجودة فيها، وعن صاحبها وأمور أخرى.

وهنا يعود الرجل، الذي لا نعرف له اسما، إلى الذكريات، ليس لأنه يحن إلى ماضيه، وبالأخص إلى طفولته، بل لأنه من خلال ذكريات العائلة، قد يصل إلى هدف أسمى، وهو إيجاد ذاكرة البلد. كما أن بمحاولته جمع صور العائلة في ألبوم، قد يكشف الكثير من الأمور الغامضة، مثل انخراط والده في حرب الفيتنام، حتى تجد عائلته ما يسد رمقها، وفراره من الجيش الفرنسي والتحاقه بصفوف جيش التحرير، وكذا عن علاقته بزوجته وعشيقته، وأسرار أخرى قد تضع الرجل في مسار آخر يتعلق بذاكرة البلد، وهكذا من خلال تشكيله لألبوم عائلته الذي سيمكنه ربما من فهم بلده، يضيف مختاري.

واعتبر الكاتب أن محاولة الرجل إعداد ألبوم متعلق بذاكرة البلد، مرتبط بمخيلة الطفولة التي تتسم حتما بالبراءة، لتكون رحلة البحث هذه مزيج بين الحميمية والتاريخ. مضيفا أن الصورة ليست برديفة للذاكرة، بل هي نقيضها، فالأولى ثابتة جامدة والثانية نشطة متعلقة بأحداث، فكيف للصورة أن تعبر عن الذاكرة؟ في هذا، أكد مختاري قوة الحلم على الذاكرة، وأننا حينما نحلم ببلدنا سنجعله أكثر قوة، بينما حينما نستذكره فإننا نساهم في قتله. ودائما مع الذاكرة، قال رشيد مختاري، إننا نشعر بها وهي فردية، بيد أنها تتصبغ بالسياسة حينما تصبح جماعية.

بالمقابل، أشار مختاري إلى اعتماد العديد من الروايات الجزائرية على الصور وحتى كتب السير الذاتية للمجاهدين، التي كشفت عن الوجه الحقيقي للمناضلين الجزائريين بعيدا عن كل تقديس، مثل ارتدائهم لألبسة عادية، علاوة على وجود روايات كُتبت اعتمادا على صور، وإن لم تضمها بين صفحاتها.

وتحدث ضيف "شهاب" عن أسلوب كتابته للجزء الأول من الثلاثية، وهو تكرار نفس الكلمات بمعاني مختلفة، مثل الأمواج التي تبدو أنها متشابهة، إلا أن الحقيقة غير ذلك، متأثرا في ذلك بجمالية نصوص الكاتبة الأمريكية فرجينيا وولف. أما عن شخصيات عمله، فتشبه نظيرتها في كتب محمد ديب، لا تنكفئ في الركض وقد تنفجر في أي لحظة، ومن الصعب تحديد معالمها.

وقال أيضا، إنه حينما يتحدث عن الطفولة لا يشعر بالحنين، بل يدفعه ذلك إلى طرح المزيد من التساؤلات، وكذا إلى محاولته في نصه هذا الذي أسسه ابتداء من صورة، إلى الجمع بين تقنية إنشاء صورة والطفولة. ليتساءل مجددا "أين نجد طفولة بلدنا؟".

وكشف الناقد الأدبي عن حبه الشديد للقراءة، حيث قرأ كل كتب فولكنر حينما كتب هذه الرواية، فقط لأنه يعشق القراءة، كما تحدث عن كتابته مثل كل كاتب، لجزء منه في كل عمل أدبي، لأنه لا معنى لكتاب ليست له أي علاقة بصاحبه.