الأديب واسيني الأعرج في مداخلة حول ”البيت الأندلسي”:

لنجعل من تعدد هوايتنا ثراء وليس همّا

لنجعل من تعدد هوايتنا ثراء وليس همّا
الأديب واسيني الأعرج في مداخلة حول ”البيت الأندلسي”: لطيفة داريب
  • القراءات: 519
لطيفة داريب لطيفة داريب

قال الأديب واسيني الأعرج إنّ تعدّد الهويات في البلد الواحد، ثراء كبير لكن قد يخلق الأزمات على المديين المتوسط والطويل إذا لم يستغل بذكاء، مضيفا أنّ هذه الهويات تحتمي بالدولة لكن في حال سقوطها أو زعزعتها، تبحث كل منها عن الحماية القومية ومن ثم العائلية، ليؤكد مسؤولية الدولة والمجتمع في احتضان كل هذه الهويات وإيجاد مكان لها، خاصة وأنّنا مرضى بهويتنا وديننا ولغتنا، في حين يجب أن تكون هويتنا مفتوحة أمام قيمنا الجديدة والأصلية.

 

حديث واسيني الأعرج عن الهوية كان خلال إلقائه لمداخلة بعنوان التخييل في إعادة تشكيل الهوية الأندلسية، البيت الأندلسي، في إطار المهرجان الدولي للموسيقى الأندلسية والموسيقى العتيقة أمس، بمكتبة قصر الثقافة، أكّد خلالها، موت البيت الذي يهجره أهله، وهو ما تحدّث عنه بإسهاب في روايته البيت الأندلسي التي صدرت في أكثر من بلد، آخرها لبنان.

وتأسّف واسيني تجاهلنا للهوية الأندلسية، كما طالب بضرورة الاهتمام بها لأنها تعد رافدا من روافد الهوية الوطنية، في حين أشار إلى عدم شعوره بالحنين إلى أرض لم تكن في الأصل مسلمة، بينما أكد رفضه لمحو آثار المسلمين في الأندلس لمدة تزيد عن ثمانية قرون، سواء من طرف إسبانيا أو من المسلمين، لأن التراث الأندلسي جزء من الميراث الإسباني، كما أن الميراث لا يتشكل مما نصنعه نحن فقط، بل أيضا مما يصنعه الآخرون. وفي هذا السياق، قال واسيني إنّ هناك فرقا بين اليهودية والماسونية وأن الكثير من اليهود حافظوا على الموسيقى الأندلسية رغم الإقصاء، مقدما مثال بعدم بث الإذاعة الجزائرية لأغانيهم.

وذكر واسيني، عدم اختيارنا لهويتنا، إلاّ أنّه دعا إلى تفتّحها خاصة في العالم العربي الذي انغلق على مجموعة من القيم ولم يعد هناك مكان لقيم جديدة أو حتى للأصلية منها، لينتقل إلى الحديث عن فحوى روايته البيت الأندلسي التي تحكي قصة مسيحيين، رجل موريسكي، وهو في الأصل مسلم وامرأة مرانية من أصل يهودي، عشقا بعضهما وقررا أن يتزوجا وأن يسكنا بيتا جميلا مثل القصر الذي يقفان أمامه في الأندلس، وتجري الأيام ويطرد الرجل من إسبانيا ويذهب إلى الجزائر ويشيد بيتا وهو قصر خداوج العمياء، وهنا يمزج واسيني الجانب التاريخي بالخيال، فيتطرق إلى تاريخ هذا القصر، ثم يعود إلى المخيال بطرد المرأة من الأندلس ومن ثم تلتقي بحبيبها في الجزائر ويسكنان القصر الذي يتعرض في الأخير للهدم.

بالمقابل، قال واسيني، إن الأديب بعد نشره لعمله، يخرج من يديه وللقارئ حرية قراءة العمل كما يشاء، وفي هذا قال إن هناك من اعتبر أن رواية البيت الأندلسي تحكي عن الفلسطينيين الذين تركوا ديارهم، وهناك من قال إنها تقصد الثورات العربية وبالضبط تخريب الثوار لبيوتهم بأيديهم، وهو ما نفاه الكاتب.