الفنان الشاوي حميد بلبش لـ "المساء":

لن أتخلى عن التقاليد والقصبة والبندير

لن أتخلى عن التقاليد والقصبة والبندير
  • القراءات: 508
حاوره: ع. بزاعي  حاوره: ع. بزاعي 

يواصل الفنان حميد بلبش تألّقه وكلّه عزم على النبش في التراث لتطوير الأغنية الشاوية. متسلحا بالحس المفرط لتصوير مشهد تراثي بتدفق فني يحمل رسالة الفن ويجمع أصواتا تتقاطع عند غايات سامية، حاملا تصوّرا يراهن عليه لتطوير الأغنية الشاوية.. التقته "المساء" بعدما إحيائه للسهرة الثالثة من فعاليات الطبعة الـ42 لمهرجان تيمقاد الدولي بعد الغياب القهري عن الساحة بسبب جائحة كورونا. فأوضح أنّه لن يتخلى عن التقاليد والأدوات الموسيقية التراثية كالقصبة والبندير، وحاولت "المساء" في هذا الحوار استدراجه لجملة من التساؤلات تبحث عن إجابات شافية رد عليها فيما يلي.

** لبيت دعوة الحضور مجدّدا للمشاركة في الطبعة الـ42 من مهرجاتن تيمقاد، ما انطباعك؟

استقبلت دعوة المشاركة في هذه الطبعة الخاصة بفرح وسرور، وذلك إيمانا مني بالإسهام في إنجاح فعاليات المهرجان وذلك شرف لي وتكليف بمهمة لتمرير رسالة الفن من هذا المنبر وأنا في خدمة تراث المنطقة باستغلال خصوصيات المهرجان. فمشاركة فناني المنطقة أمر مهم ومنطقي، وعلى العموم فإنّ كلّ فناني المنطقة كان لهم شرف تمثيل الأغنية الشاوية بإتقان في طبعات سابقة.

** هل تعتقد بوجود دور لمثل هذه المهرجانات الثقافية للتشهير للفن الجزائري؟

أكيد بأنّ لمثل هذه المهرجانات دور لا يقل أهمية عن دور الإعلام في نقل صورة مشرقة عن الجزائر وإبراز خصوصيات تراثها، ولن أقصّر في واجباتي لتطوير الأغنية الشاوية والتشهير لها خارج الوطن كما فعلت ذلك مؤخرا بواشنطن وقبلها بفرنسا.

** لكن يدور حديث عن تقزيم دور الفنانين المحليين في هذا المهرجان، ما رأيك؟

لا أعتقد ذلك، فقد فُسح المجال لعديد فناني المنطقة وشاركوا في طبعات سابقة ومثّلوا الأغنية الشاوية أحسن تمثيل وليس ثمة ضرورة للظهور سنويا، لأنّ المهرجان ملك لكلّ الجزائريين ومسؤولو محافظة المهرجان يدركون جيدا أهمية تراث المنطقة في هذا المجال وأعطوا الفرص لكلّ الفنانين دون تمييز أو إقصاء.

**  في اعتقادك، أكان الخلل التقني الذي عطّل أجهزة الصوت سهرة الافتتاح مقصودا مثلما يشاع؟

لا أعتقد أنّ ثمة من يشوّش على المهرجان لتقزيم دوره فهو غني عن التعريف، وأعتبر الخلل أمرا عاديا، في غياب نتائج التحقيق في الحادثة، إذ تحدث مثل هذه الأمور حتى في أكبر المهرجانات. شخصيا لم تؤثّر هذه الحادثة على طموحاتي رغم أنّني كنت مبرمجا لسهرة الافتتاح.

** كيف تقيّم دعم السيدة وزيرة الثقافة والفنون للفانين ووقوفها إلى جانبهم؟

دون مجاملة فإنّ جهودها مباركة وما تقدّمه للقطاع وجب تثمينه لغاية الآن، نطمح لآفاق جديدة معها خصوصا وأنّها تقدّم برامج جدية لتطوير القطاع والإسهام في حلّ مشاكل الفنانين. 

** تحوّل كبير شهدته الأغنية الشاوية وأنت تلازم الركب، فأين تضع صورة التراث في هذا الزخم الفني؟

لكلّ فنان خصوصياته، أنا لست متميّزا أردّ على كلّ الأذواق، أعمالي الفنية المتنوّعة تنم عن حسّ ورغبة في تطوير الأغنية الشاوية في الإطار الذي رسمته لنفسي منذ بداية مشواري الفني وأملي كبير في النبش في التراث المنسي وتبليغه للأجيال.

** يبدو أنّ شباب المنطقة منشغلون بـ«الراي والراب" هل هو مبرّر للاكتفاء بالقول إنّ ثمة خلل في الأغنية الشاوية؟

في حقيقة الأمر تقديم البديل مطلوب وأصبح ضرورة حتمية في نشاط أيّ فنان لأنّه يصعب التحكّم في الأذواق من دون تقديم البديل، فالظاهرة الشبابيية حقيقة لا يمكن تجاهلها والفن تنافس، وهذا لا يمنعنا من العمل الجاد وهو ما يجرّنا للتفاؤل بمستقبل الأغنية الشاوية في وجود طاقات شابة يجب الاستثمار في قدراتها بتوفير الإمكانيات.

** هل تفكّر في تغيير اللون الذي تخوض فيه بحثا عن النجومية؟

ليس من أولوياتي هذه الفكرة ولا أبحث عن النجومية على حساب الفن، بالطبع لقد عمدت هذا الأسلوب ولا أعتقد في التنوّع مخرجا وكلّنا نعلم أنّ الموجة الشبابية تفرض نفسها في الساحة الفنية، شئنا أم أبينا، فهذه مفخرة للجزائر، فأنا منشغل في البحث عن الصيغ والأساليب الفعّالة لتطوير فن المنطقة الثري والمتنوّع. خصوصا وأنّ الأغنية الشاوية أصبحت مطلوبة بالمهجر وتعرف إقبالا كبيرا وهو ما وقفت عليه خلال مشاركاتي بمهرجانات كثيرة منها مؤخرا بواشنطن حفلة نشطت هناك حفلة كانت ممتازة.

** وماذا عن جديدك؟

يصدر لي خلال شهر ألبوم جديد يتضمّن أغان تراثية، إيمانا مني بضرورة مواصلة المشوار لتطوير الأغنية الشاوية التي أدركت مراتب هامة داخل وخارج الوطن.