عبد الرزاق بوكبة (المقهى الثقافي برج بوعريريج):

للأفق الافتراضي جمهور يفوق نظيره للنشاطات الواقعية

للأفق الافتراضي جمهور يفوق نظيره للنشاطات الواقعية
عبد الرزاق بوكبة
  • القراءات: 577
لطيفة داريب لطيفة داريب

كشف عبد الرزاق بوكبة عن تاريخ تأسيس صفحة المقهى الثقافي برج بوعريريج، والذي تزامن مع إطلاق المشروع الذي يحمل نفس الاسم في عام 2018، وقال إن إنشاء هذه الصحفة كان بهدف الإعلان عن نشاطات المقهى قبل انجازها ونشر تفاصيلها من بعد، وكذا بغية إضاءة المواهب المختلفة وربط الصلة بيننا بصفتنا ثقافية مستقلة والمتلقي المؤهل لأن ينخرط في الاهتمام بهذا المشروع”-يضيف المتحدث-.

تابع أن هذه الصفحة تديرها ثلاثة وجوه، متمثلة في رئيس جمعية فسيلة، والمشرف على مشروع المقهى الثقافي رشيد بن مومن، ونائبه عبد الرزاق بوكبة والمكلف بالإعلام على مستوى المقهى الثقافي، فاروق بن شريف. انتقل بوكبة للحديث عن أهم إنجازات الصفحة، وهي إطلاق مشروع المقهى الثقافي الافتراضي الذي أملته المناخات المترتبة عن التباعد الصحي، الذي فرضه وباء كورونا، حيث تبث فيديوهات يومية تتضمن مواد ثقافية مختلفة، بالإضافة إلى بث نصف أسبوعي أو أسبوعي مع واحدة من الوجوه الثقافية المهمة داخل وخارج الجزائر، علاوة على تنظيم رأس كل شهر، ملتقى وطني أو عربي في تيمة ثقافية معينة. كما تم أيضا تنظيم الملتقى الوطني للقصيدة الشعبية، والملتقى المغاربي للقصيدة الزجلية الحديثة، والملتقى العربي في الرحلة والأسفار، والملتقى الوطني سي محند أومحند أيقونة الشعر الأمازيغي، والملتقى الوطني الخاص بجائزة عمار بلحسن للإبداع القصصي.

اعتبر بوكبة أن هذا التنوع في المواد الثقافية الافتراضية، والتعامل مع مختلف الوجوه المؤثرة داخل وخارج الوطن، جعل من صفحة المقهى الثقافي منصة ثرية تقوم على التنوع والديمومة، حيث كانت أول منصة وطنية دعت إلى نقل النشاط الثقافي الميداني إلى الأفق الافتراضي في ظل وباء كورونا، وبقيت محافظة على هذا الريتم إلى غاية الآن، مؤكدا استمرار هذه النشاطات بالموازاة مع النشاط الميداني بعد رفع الحجر تماما على النشاطات الثقافية، إيمانا منهم بأن للأفق الافتراضي، جمهوره الذي قد يفوق عادة جمهور النشاطات الواقعية، بالإضافة إلى كونها نشاطات بالمجان تقريبا، وهو ما ينسجم مع افتقادهم للموارد. وأضاف أنه بفضل هذا التنوع والثراء اللذين ميزا طبيعة صفحة المقهى الثقافي برج بوعريريج، راحت المتابعات تتزايد أسبوعا بعد أسبوع، وقد وصلت بعض المواد الافتراضية، خاصة فيما يتعلق بالبث المباشر إلى ما يتجاوز مئة ألف مشاهدة، وهذا ما لا يمكن تحقيقه في نشاط ميداني. كما أكد استمرار رعاية بعض النشاطات التي ميزت الموسم السابق في العام الجاري، مثل إطلاق النسخة الثانية لجائزة عمار بلحسن للإبداع القصصي، والاستمرار في تنظيم الدورة الأولى من جائزة الحسين الورثلاني لأدب الرحلة والأسفار.

تابع مجددا سنستمر في تنظيم ملتقياتنا الافتراضية الشهرية مع توسيع نطاقها الجغرافي، بالإضافة إلى مواصلة تنظيم الجلسات الشهرية والدورية للمقهى الثقافي، بتوسيع أفق الشبكة الوطنية للمكتبات الشعبية التي لم تعد موجودة في برج بوعريريج فقط، إنما انتشرت في ولايات أخرى، محاولة منا لنشر ثقافة القراءة والكتاب في الفضاءات الشعبية من مقاه ومصحات وحافلات متخصصة في المسافات البعيدة والفضاءات المفتوحة وقاعات الحلاقة وغيرها. أشار بوكبة إلى أن ما يميز هذه المكتبات الصغيرة، التي يطلقونها في الفضاءات الشعبية، حملها لأسماء كتاب وفنانين ومثقفين على قيد الحياة، من باب توفير جرعة من الاعتراف لهم في حياتهم، ومن باب دفعهم إلى تحويل هذه المكتبات الموجودة في الفضاءات الشعبية إلى مجالس ثقافية حية، فهي ليست مجرد فضاءات للكتب، بل هي فضاءات للنشاط الثقافي الحي المتماهي مع الجمهور، حيث يتم استقدام حكواتيين وعازفين ومصورين وتشكيليين، علاوة على تنظيم بيع بالتوقيع للكتاب في علاقة مباشرة مع الجمهور.