دالي وود في "كريشاندو":

للأدب الفانتازي قراؤه في الجزائر

للأدب الفانتازي قراؤه في الجزائر
  • القراءات: 641
لطيفة داريب لطيفة داريب

ما بين الطبيعة والعالم العجائبي لم يختر الكاتب الشاب دالي وود طريقه، بل أصرّ على جمعهما معا في حياته أولا، ومن ثم في كتاباته ليُصدر كتاب "ماغو مصاصو الدماء" الذي صدر عن منشورات "أنداكس"، فقدّمه بمدرسة الفنون "كريشاندو" بالبليدة أول أمس.

تحدّث الكاتب الشاب دالي وود عن حبه للطبيعة. ودليل ذلك لقبه الفني "وود"، الذي يعني الخشب أو الغابة، وكذا عن تأثره الشديد بكل ما يمسّها من سوء، وهو ما شعر به حينما احترقت الغابات في الجزائر عامي 2019 و2021. وكان دالي شاهدا على هذه الحرائق المرعبة، أولا عام 2019، حينها فكر في كتابة هذا المؤلَّف عن قردة ماغو (قردة شمال إفريقيا)، الذين قرروا الانتقام من الإنسان مخرب الطبيعة وقاتل الحياة. حدث ذلك حينما شاهد دالي على وسائل التواصل الاجتماعي، قردة تئن ألما وهي ترى فلذة كبدها تحترق، فقرّر أن تنتقم هذه القردة من ظلم الإنسان المتوحش، الذي طلّق الإنسانية، واقترن بالوحشية.

أما حرائق 2021 فقد تلوّنت السماء فيها باللون الأحمر؛ وكأنّ سحبها ستمطر دما، يقول دالي الذي أضاف: "أردت، أيضا في عملي هذا، التطرّق لكورونا، وهذا من باب الادّعاء بأن سبب انتشارها أكل صينيٍّ خفاشا".

وبما أن دالي محب للأدب العجائبي أو الفانتازي منذ أن كان طفلا وينجذب لكلّ ما هو خارق للعادة ومتجاوز للطبيعة المتعارف عليها، جاء كتابه الأول على هذا النحو، فكتب عن قرية من قرى منطقة القبائل تعرضت لحريق مهول، لتجد قردة الغابات والجبال نفسها في وضع سيئ جدا، ومن بينها قرد يلجأ إلى مغامرة، ولشدّة جوعه يلتهم وطواطا، فيصاب بكورونا، ويتحوّل إلى مصاص دماء، ثم ينقل هذه العدوى إلى قردة آخرين، ومن ثم للإنسان، علما أنه توجد في الواقع خفافيش مصاصو دماء، تخرج ليلا، وتتغذى من دماء الحيوانات، ولم لا الإنسان أيضا.

وأمام كل هذا الهول تجد فتاة تدعى "سيليا" نفسها مجبرة على تحدي هذه القردة التي تريد أن تقضي على البشرية، خاصة بعد أن أصيب أخوها بالعدوى، فتحوّله إلى ماغو مصاص للدماء، يعود إلى البيت العائلي، فيُقتل على يدي والده الذي لم يتعرّف عليه. وقبل أن يموت يعود إلى حالته الطبيعية، ويخبر أخته بسر كبير..ما هو هذا السر؟ يجيب دالي بأنّ أخا سيليا أخبرها بأنّ الحل الوحيد لإنقاذ البشرية يتمثل في قتل ماكوفيد، القرد الأول الذي تحوّل إلى مصاص دماء، فتقرّر رفقة خمسين رجلا، القيام بهذه المهمة الخطرة، فهل يستطيعون فعل ذلك؟

وبالمقابل، قال دالي إنه اختار أن يكون بطل عمله امرأة نظرا لاستثنائية هذا الأمر، حيث جرت العادة أن يكون المنقذ "رجلا" ينزل إلى ميدان المعركة ويجيد فنون القتال، مضيفا أن السبب الثاني يعود إلى رغبته في تكريم المرأة الجزائرية المقاومة عبر الزمن.

أما عن اختياره شابة بشعر أحمر، فهذا راجع إلى عدم تحمّل مصاصي الدماء اللون الأحمر، وهكذا تضاعف تحدي القضاء عليهم من طرف امرأة بشعر أحمر.

كما تحدّث دالي عن قرب صدور روايته التي كتبها قبل خطه هذا العمل الذي صدر باللغة الفرنسية، والتي تطرّق فيها عبر العالم العجائبي، لأمريكيين يزورون الجزائر ويتعرّفون على ثقافتها.

وفي هذا السياق، أكد المتحدث ضرورة عدم العزلة، وتجاهل العولمة، بل طالب بالاحتكاك بهذه الحضارات الطاغية، وفي نفس الوقت التعريف بثقافتنا المحلية الثرية جدا والمتنوعة، خاصة من خلال ضمّها أساطير وحكايا كثيرة.

ودعا أستاذ اللغة الإنجليزية الذي ترجم عمله إلى هذه اللغة، إلى مواكبة التطورات الحاصلة في الأدب؛ مثل انتشار الأدب الفانتازي أو العجائبي الذي له جمهوره في الجزائر، وهذا رغم خوف الناشرين منه.