أقيمت الليلة الثانية من مهرجانات صور الدولية على أدراج قلعة الشقيف الأثرية، أحياها المطرب التونسي لطفي بوشناق، الذي احتفى بمروره الثاني على الجنوب اللبناني الأقرب إلى فلسطين، فغّنى الحبّ والطرب والشعر، ناثراً الفنّ والطرب الأصيل الذي بات عملة نادرة في أيامنا، فسخر بوشناق من الوضع الفنيّ الراهن على طريقته، إذ أكد أنه سيعود إلى رعي الأغنام؛ علّ (غنماته) تفهم التكتيك الفنيّ الذي يجهله بعد هذه الفوضى في عالم الغناء وفقدان الطرب الأصيل والشعر الموزون، وعليه فقد استحضر في سهرته التي استمرت زهاء ساعتين ونصف ساعة عمر بن أبي ربيعة وقيس بن الملوح وسيد درويش والشيخ سلامة وعبد الحي ووديع الصافي، فضلاً عن أغنياته المحببة والشهيرة، والتي ردّدها الحضور عن ظهر قلب. ولم ينس بوشناق الذي أنجز ألبومه الغنائي "لبنان" منذ مدة وأطلقته مؤسسة سمير قصير، أن يهدي اللبنانيين في هذه الأمسية أغنية "بحبك يا لبنان بجنون"، وأراد أن يؤديها للمرة الأولى من قلعة الشقيف، والأغنية من كلمات الشاعر علي الورتاني، فكانت تحيّة إلى "الشعب اللبناني، الذي "يزهو وترابه محمي من كل ظالم مجنون"، فأشعل بأدائه حماسة الجمهور الذي وقف مصفقّاً وهاتفاً، والذي أحبه وأحب أن تكون المرة الأولى التي يؤديها فيها من قلعة الشقيف، واستعمل فيها بعض الإيقاعات اللبنانية الراقصة والسريعة. كما حضّ الحضور على التفاؤل بالخير على الرغم من الأزمات التي تشهدها المنطقة وعالمنا العربي عبر تقديمه أغنية "تفاءل يا روحي بالخير" وهي من ألحان عبد الله المرتشي.

ولم تغب القضية الفلسطينية عن وجدان بوشناق، الذي قدّم أغنية "خلولي وطن"، فتفاعل الجمهور معه للغاية، وأعرب عن وقفته وعزّته تجاه هذه القضية السامية، فوقف وحيّا صمود الشعب الفلسطيني المقاوم. كما قدّم أغنية "أجراس العودة" التي وضعها أخيراً، وانتقد فيها صفقة القرن وإعلان القدس عاصمة الكيان الصهيوني، وكتب الأغنية الشاعر السوري عماد الدين طه، وأبرز ما ورد فيها "أجراس العودة تقرع أو لا تقرع لم العجلة؟… سليمات العصر الحالي مشغول بملء السلّة وحديث عن حرب كبرى وصفقة قرن مختلّة".

وأراد بوشناق أن ينثر الفرح والرقص والحركة في صفوف الحضور من خلال أغاني الفلامينغو، فغّنى "لاموني يلي غارو مني" و«سمرا يا سمرا" و«حبيتك وتمنيتك". وبناء على طلب خاص من السيدة رندى بري رئيسة لجنة المهرجانات التي كانت حاضرة، قدّم أغنية "طلعت يا محلا نورها شمس الشموسة" التي شاركه فيها الجمهور.