تضم مسؤولين ومختصين في علوم الآثار

لجنة وزارية تحل بموقع طبنة الأثري ببريكة

لجنة وزارية تحل بموقع طبنة الأثري ببريكة
  • القراءات: 710
ع. بزاعي ع. بزاعي

حلت أمس الأول بالموقع الأثري بطبنة  ببريكة  لجنة وزارية لاستكشاف هذه المدينة الأثرية التي لا تزال   محل بحث واستكشاف تحت إشراف  وزيرة الثقافة  والفنون  السيدة مليكة بن دودة  بالتنسيق مع مديرية الثقافة لولاية باتنة  وبمشاركة كل من السيد عبد القادر دحدوح، المدير العام للديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية، والسيد عبد الرحمان خليفة، مستشار السيدة الوزيرة، وبحضور السلطات المحلية وممثلي المجتمع المدني.

أشار بيان وزارة الثقافة أنه تم الوقوف على حالة حفظ الموقع والذي يحظى باهتمام وحراسة دائمة (7حراس). وأضاف أن عملية مخطط حفظ وتثمين الموقع جارية في مرحلتها الثانية بعدما تم القيام بأسبار أثرية بموجبها تم توسيع نطاق الموقع وهو الآن على مستوى اللجنة الوطنية لتعديل تصنيفه. وفي إطار العملية ذاتها، سيستفيد موقع طبنة الأثري من عملية تسييج وفقا لما افاد به ذات المصدر الذي أوضح أنه  تم  تسجيل مشروع حفرية من طرف المركز الوطني للبحث في علم الآثار سنة 2019، على أن تنطلق أشغال  التنقيب فيه  عن قريب. إلى ذلك ولضمان حماية وتسيير أمثل للموقع، قرر الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية، توظيف أثري بصفة مستعجلة، في انتظار انطلاق الحفرية. وكان الموقع كان قد عرف  خلال سنة 2017 تنقل لجنة وزارية في مهمة عمل  دامت  أكثر من اسبوعين بمشاركة أكثر من خمسين طالبا في علم الآثار في ثلاث مواقع محددة بالمدينة الأثرية وهي الخزان المائي الذي تم التنقيب عنه وتحديد معالمه بنسبة كبيرة، والحصن البيزنطي حيث تم الكشف عن مدخله والمسار الحجري المؤدي إليه، بالإضافة إلى الحمامات الرومانية الواقعة غرب المدينة الأثرية، حيث تم الكشف عن معالمها بنسبة كبيرة، في حين تم جمع قرابة خمسين قطعة أثرية تم تحويلها إلى المركز الثقافي "احمد بن علية" بوسط مدينة بريكة من أجل القيام بعرضها ببهو المركز الثقافي.

وتم خلال العملية  الأخيرة  وفقا لما صرح به وقتها به مدير القطاع  السيد كابور، تحديد المجال الجغرافي لمعالم المدينة بشكل رسمي قبل أن تعطى إشارة انطلاق  التنقيب عنها في الأشهر القادمة وذلك بعد تقديم التقارير النهائية التي قامت بها اللجنتين الوزارتين، حيث كانت الزيارة الأولى خلال تلك الصائفة من أجل التحديد الجغرافي لمعالم المدينة باستعمال الأقمار الصناعية، في حين تم تكليف اللجنة الأخيرة بعملية جرد مختلف الآثار الظاهرة للعيان من أجل الشروع في عمليات التنقيب الرسمية. إلى جانب ذلك قامت اللجنة بزيارة بعض المواقع الأثرية الأخرى المنتشرة بدائرة بريكة على غرار الموقع الأثري كاف الرومان والذي يعتبر المقلع الرئيسي الذي تم من خلاله بناء كل من المدينة الأثرية تيمقاد وطبنة، وهو ما يؤكد الإرث الكبير الذي تزخر به المنطقة، حيث عانت هذه المواقع المهمشة وغير المحمية من نهب لآثارها.

للإشارة تعد اثار مدينة طبنة الإسلامية من ضمن أهم الكنوز التاريخية بمنطقة الأوراس التي تعاقبت عليها العديد من الحضارات  وتوجد على بعد 4 كلم جنوب مدينة بريكة 88 كلم جنوب ولاية باتنة على الطريق المؤدية إلى مدينة بسكرة. ولا تزال آثار طبنة شاهدة للعيان وفي حاجة لمن ينفض عنها الغبار وينبش عن كنوزها  التي ترقد  تحت التراب وتثمين أهميتها التاريخية  وتستدعي تدخل  وزارة السياحة ودائرة الآثار العامة  حيث أن هذه الآثار مهددة بالزوال بفعل العوامل الطبيعية ويد الإنسان التي امتدت إليها وزحف العمران، وهي انشغالات حملتها جمعيات ثقافية بالمنطقة  للمسؤولين المعنيين. وما يروى عن طبنة ان إحدى أبواب مداخلها الرسمية المصنوعة من الفضة  وتحمل نقوشا لآيات قرآنية قد وظف فيما بعد بابا للمدخل الرئيسي للمسجد العتيق بسيدي عقبة.  ويؤكد مختصون ضرورة القيام  بمبادرات  لوضع منطقة طبنة الأثرية في صدارة الاهتمامات، وهذا بوضع خارطة سياحية  للمحافظة على هذه الكنوز التاريخية أشارت إليها بحوث تعود للعصر الروماني والبيزنطي حيث تم العثور على ضريح يعود لأحد القادة الرومان وقرية سكنية وأبار وبرك لتجميع مياه إضافة الى معاصر النبيذ التي كانت مشهورة في ذلك الوقت، إضافة لكهوف محفورة بالصخر يعتقد أنها كانت  قد وظفت كسكنات.