الدكتور بلخوجة يتحدث عن القضية الفلسطينية:

لا حق ضائع وراءه مطالب وهوية ووعي

لا حق ضائع وراءه مطالب وهوية ووعي
المؤرخ الدكتور عمار بلخوجة
  • 605
مريم . ن مريم . ن

استقبلت "دار عبد اللطيف" أول أمس، المؤرخ الدكتور عمار بلخوجة، ليعرض أمام الجمهور بعضا من محتوى كتابيه المتعلقين بالقضية الفلسطينية، وهما "فلسطين: إسرائيل بين الجريمة واللاعقاب"، و«جرائم الإبادة الجماعية الإسرائيلية"؛ حيث التزم المؤلف باتباع مسيرة الأحداث منذ وعد بلفور، ونكبة 48 إلى غاية اليوم.

أشار المتحدث إلى أن كل ما جرى ويجري هو بمباركة من الغرب، ومن الدول العظمى، التي ترفض التنديد بالجرائم التي تُرتكب في حق الشعب الفلسطيني. وبهذا الصمت يكون الغرب متواطئا ضد شعب حُرم من الحماية الدولية رغم أنه "يدرك في قرارة نفسه، أن الحكومة الإسرائيلية تستحق كل العقوبات، وأنه يحق أن يفرض عليها الحصار من كل الأنواع"، حسب الدكتور بلخوجة، علما أن إسرائيل أنكرت القانون الدولي، الذي هو نفسه الذي طُبق بصفة متحمسة ومستعجلة، ضد العراق وليبيا وإيران، وغيرها من الدول.

وتوقف الدكتور بلخوجة عند تاريخ تقسيم فلسطين بمباركة أممية. هذه الأخيرة التي لاتزال، كما قال، تسمي فلسطين بالأراضي المحتلة، في حين أنها تخضع لاستعمار استيطاني مغتصب. ثم استعرض المؤرخ حرب جوان 1967، التي اعتبرها النكبة الثانية لفلسطين، وكيف ضاع فيها ما تبقّى من الأرض الفلسطينية. وفي هذا قدّم الدكتور بلخوجة عدة خرائط .

وطالب الدكتور بلخوجة بالعمل على الذاكرة لحماية تراث وتاريخ وهوية فلسطين، التي يراد لها أن تفرغ من شعبها بدافع خرافات، يتم استغلالها، وإقناع الغير بها لطلب الحشد والدعم.

وأسهب المتدخل في عرض مختلف الجرائم التي عانى منها الفلسطينيون، مبينا أن من بين 500 قرية فلسطينية تم تدمير 400، مع آلاف الشهداء، والتهجير القسري، وأكثر من مليون سجين وغيرها، وهنا ربط ما يعانيه الشعب الفلسطيني وما عاناه الجزائريون إبان فترة الاستعمار الفرنسي، ومن ذلك كسر ذراع بعض الأطفال في انتفاضة 87، وأحدهم أُخذ إلى بيت أمه التي كانت تقلي البطاطا، لتوضع يده في زيت القلي، وهو نفس الحادث الذي جرى في إضراب 8 أيام بالجزائر، عندما أُحرقت يد تاجر "لخفاف"، بوضعها في الزيت الساخن.

وتحدّث ضيف الوكالة الجزائرية للإشعاع الثقافي، عن المكائد التي تحاك ضد الشعب الفلسطيني. واستحضر مقولة مسؤول فلسطيني رحل؛ "هم أخرجونا من الجغرافيا، لكن لا يجب أن نخرج من الزمن".

للإشارة، توقف المحاضر، أيضا، عند بعض المواقف المشرفة لأحرار العالم، وكذا بعض الفلاسفة والمفكرين والساسة، الذين نددوا ووقفوا ضد هذا "الأمر الواقع"، مثل ما كانت الحال مع المفكر غارودي بفرنسا، الذي كتب كثيرا عن القضية (المكيدة مثلا) رغم أن الكثيرين تم التضييق عليهم، وكذلك بالنسبة لليهود والإسرائيليين المنادين بالعدالة والحرية والمنتقدين لما هو جارٍ. كما قُرئ في هذا اللقاء، بعض من الشعر للراحل محمود درويش، الذي شهد النكبة، علما أن النص الذي قُرئ ترجمه الوزير السابق شمس الدين شيتور. 

وتميّزت المناقشة بالثراء. وتعرضت لمسألة الدولة الدينية على حساب الدولة الوطنية المدنية، وكذا تغلغل إسرائيل في إفريقيا. وتحدّث الدكتور فؤاد سوفي عن الإسرائيليين المناهضين للاستعمار. كما دار حديث عن أوسلو، وعن التطبيع، وغيرهما، مع المطالبة بالترويج للكتاب والمجلات الفلسطينية حاليا. ثم انطلقت عملية البيع بالتوقيع لكتابي الدكتور عمار بلخوجة.