الممثل محمد جديد المعروف بالهواري لـ “المساء”:‏

لا أرضى أن يقترن اسمي إلاّ بالأعمال الهادفة

لا أرضى أن يقترن اسمي إلاّ بالأعمال الهادفة
  • القراءات: 3702
 حاورته: نادية شنيوني حاورته: نادية شنيوني
 
 

بدايته الفنية كانت بمسرح “أب الفنون” عام 1988، حيث اعتُبرت هذه الفترة أصعب ما مرّت به الجزائر، لكن رغم صعوبة الظرف إلاّ أنّ هذا الممثل الموهوب المكتشف لقدراته في الثانوية لم يتوان في زرع الابتسامة على الشفاه، فكانت بلسما مسكنّا لقلوب متألّمة من أوضاع مأسوية مزرية، بداية من اكتشاف فرقة ثلاثي الأمجاد التي عُدّ ضيفنا من أبرز أبطالها، وكانت من خلال لحظات ضحك في حصة فكاهية لفوغالي، من هنا كانت الانطلاقة عبر فضاء رحب استطاعت فرقة ثلاثي الأمجاد لمحطة وهران الجهوية بفضله أن تصنع الفرجة، تجذب المشاهدة وتعرف الشهرة بأعمالها الهادفة المجسّدة فكاهيا لواقع اجتماعي ينطبق عليه قول “شرّ البلية ما يضحك”، وبعد غياب طويل للفرقة وأعضائها تجاوز 10 سنوات، عاد أفرادها للتمثيل عبر إنتاج جزائري فكاهي، شمل مواضيع اجتماعية هامة، على رأسها الهجرة ومشاكلها. وعن سبب احتجاب فرقة الأمجاد وعودة أعضائها إلى التمثيل من جديد، و جديد التطلعات، الآفاق، المشاريع المستقبلية وأشياء أخرى هامة، حدثنا الممثل محمد جديد الشهير باسم “الهواري” من خلال هذه الدردشة الخفيفة التي خص بها جريدة “المساء”:

 

 “المساء”: ظهور فرقة ثلاثي الأمجاد كان في فترة صعبة، رغم ذلك صنعتم المتعة والفرجة، صمدتم ولم تفكّروا في الهجرة، في المقابل عرفتم الشهرة، فما سبب غياب هذه الفرقة عن الساحة فجأة؟

الممثل محمد جديد: لكلّ غياب أسبابه وغالبا ما يكون التوقّف مفروضا أو إجباريا نظرا لظروف مادية أو معنوية قاهرة، فرقة ثلاثي الأمجاد نجحت فنيا وجماهيريا لأبعد الحدود وبات الاسم معروفا ومطلوبا. ونزولا عند عشاق الفرقة سنعمل يوما على أن تعود بنفس أقوى ومواضيع أهم، مواكبة للظروف والتغيّرات الحاصلة في المجتمع واصلا، فالفرقة لم تغب مادامت موجودة في ذاكرة وقلب المشاهد الكريم..

 

لاحظنا مؤخرا، أي منذ سنة وأزيد، أنّكم بدأتم تنشّطون، لكن العودة كانت مخيبة نوعا ما بعد فشل “سيت كوم” (دار مكي) لكنكم تداركتم الوضع وبرزتم في السلسلة التلفزيونية  “دار الجيران” التي عرفت نجاحا ونسبة مشاهدة كبيرين؟

هي تجربة كان لا بدّ منها كعودة فقط، ولم يكن ظهوري متميّزا في “السيت كوم”، لكن الحمد لله وفقنا في أعمال أخرى، منها؛ “بوضو” التي شهدت نجاحا منقطع النظير في رمضان 2012، “وجه لوجه” وسلسلة “دار الجيران” للسيناريست محفوظ فلوس والمخرج حفيظ بن صالح، التي مكنتنا من لم الشمل والالتقاء في عمل مميّز يضم أبرز وجوه الكوميديا في الجزائر ككلّ، منهم بطل سلسلة “بلا حدود”؛ حزيم، ثلاثي الأمجاد، بخته، عبد القادر وطبعا الهواري ـ الذي هو أنا ـ وهذه اللمة جعلتنا نقوى من جديد..

 

حقا يقال؛ إنّ في الاتحاد قوة وفي اتحاد المحترفين الموهوبين قطعا تألقا ونجاحا، ألا تعتقد أن تواجد هذه الكوكبة اللامعة في سلسلة “دار الجيران” وغيرها هي سرّ نجاحها؟

أكيد، أشاطرك الرأي، فلاجتماعنا كممثلين لهم قبول وحضور، أكيد كان له الفضل في نجاح هذا الإنتاج إلى جانب أهمية الموضوع الهادف والنص الجيّد الذي يعد أساس العمل الناجح وركيزته ..

 

شاهدناك مؤخرا في “تولوز” تجوب شوارعها بحثا عن عمل ووثائق تمنحك حق البقاء في بلد كثر فيه العناء، من خلال الإنتاج المصورة “السرّ” الذي صورت أغلب مشاهده في فرنسا، حدثنا عن حيثيات هذا العمل المميّز؟

هو عمل هادف بالفعل، كونه يوعّي الشباب لأمر خطير وهو مغبة الوقوع في أيادٍ محتالة للهفته الجارفة قصد الحصول على الوثائق الفرنسية التي تضمن له حق البقاء في بلد يعاني من أزمة اقتصادية خانقة، جعلت شبابه عرضة للبطالة والآفات الاجتماعية، فمثل هذه الأعمال بعيدة نوعا ما عن الطرافة، لكنّها مع هذا لا تخلو من المبكيات المضحكات .

 

فعلا، من المبكيات المضحكات ما كان من كارولين التي كوّرتك (ههه) بالفعل كما جاء في نص الحوار؟

(يضحك) والله لكورتنا كارولين بنهبها مبلغا يتجاوز مائة مليون لأجل وثائق وهمية فالشاب الجزائري باستطاعته بمبلغ كهذا أن يبدأ مشروعا في بلده يقيه شرّ الغربة وذلّها ..

 

في اعتقادك كممثل محترف، إلى ما يرجع ضعف الإنتاج الجزائري الموسمي الرمضاني تحديدا؟

أولا يجب أن نكون منصفين، فليس كل ما يعرض سيء، إذ هناك أعمال جيدة رغم النقائص، وباعتبار أنّ الكمال أمر لا يدرك، لكن مع هذا يمكننا أن نتدارك الأخطاء ونراجعها، ومن بين أسباب رداءة الأعمال الخاصة بالشهر المفضّل؛ الارتجالية في كتابة النصوص والسرعة في الإنجاز، إذ هناك أعمال تنجز في آخر لحظة وعليكم تصور النتيجة، فالطبخة التي لا نعطيها حقها لا تستوي، فما بالك بإنتاج فني يقدم للمشاهد في ظروف كهذه وعليه لا بدّ من إنجاز أعمال رمضان قبل الشهر المعظم بسنة على الأقل، مع توفير الإمكانيات المادية والبشرية لذلك، حتى نضمن عملا جيدا ونجاحا مؤكدا..

 

من هو الممثل الأقرب إلى الهواري؟

طبعا “عبد القادر”، فنحن متفاهمان جدّا ونعمل بانسجام وعفوية تحقّق الناجح دائما..

 

 وماذا عن بخته؟

بخته أخت وممثلة جيّدة لها شعبية كبيرة، صنعت نجوميتها بتميّزها، عفويتها وبساطتها، وأنا شخصيا أرتاح في عملي معها، هي أيضا، لذا تكون حاضرة معنا كلّما رأينا وجودها ضروريا في عمل ما...

 

ما هو سرّ نجاح الهواري كممثل؟

عفويتي وبساطتي هما سرا نجاحي

 

عدا الإنتاج التلفزيوني، هل من نشاطات أخرى للهواري؟

أكيد هناك نشاطات ودعوات من هنا وهناك، فنحن نقيم حفلات ونستعرض سكاتشات على مدار السنة في بلدان كثيرة، وقد زرنا؛ فرنسا، كندا، لندن، ألمانيا وغيرها...

 

وماذا عن المشاريع؟

هناك عدة مشاريع وسيناريوهات يُكتب منها ما تمت كتابة نصّه، ولعل أهمّها؛ مسلسل بوليسي كوميدي “المطاردة” ودراما اجتماعية: “مهمّة في أمستردام”، إلى جانب أعمال أخرى كثيرة مدروسة وهادفة، فيها طرافة، متعة وتنوير لبعض القضايا الاجتماعية الخفية عن المشاهد الكريم، لتوعيته وتبصيره ..

 

كلمة أخيرة.

أشكر التلفزيون الجزائري الذي أعادنا إلى الواجهة بعد غياب طويل، مقدرا مواهبنا وقدراتنا، متذكّرا صمودنا في مرحلة هجر فيها العديد من الجزائريين، وكنا قادرين على الهجرة بدورنا لكنّنا فضلنا البقاء من أجل شدّ أزر الجزائر والمشاهد الذي كان في أمسّ الحاجة إلى الدعم المعنوي، المساندة والضحكة الصادقة المنسية لحزنه الماسحة لدمعته، وأشكر المنتجين الذين فتحوا لنا أبواب المساهمة  في أعمال قيّمة وأدعوهم إلى العمل على إعطاء ما هو أفضل وأقرب للمشاهد دائما، أي الهادف من الأعمال الممر لرسائل واضحة تفيد الفرد والجتمع، تبني ولا تهدّم لصالح الجزائر، الأرض الكريمة المعطاءة التي راح ضحيتها شهداء، وأبعث بالمناسبة شكري لجمهوري العريض الذي أقابله في كل مكان وألمس حبّه واحترامه للفن الذي نقدّمه، وأشكر في النهاية جريدة “المساء” على الاهتمام، الالتفاتة واللقاء...