الممثل جمال دكار لـ"المساء":

كي نحافظ على ديمومة المسرح المتكامل يجب أن يكون التنافس شريفا

كي نحافظ على ديمومة المسرح المتكامل يجب أن يكون التنافس شريفا
  • القراءات: 1245
حاورته: وردة زرقين حاورته: وردة زرقين

ممثل مسرحي، تلفزيوني وسينمائي، بدأ التمثيل في الستينات ودخل الاحتراف في السبعينات، أدى أدوارا كثيرة في مسلسلات وأفلام خاصة الثورية منها، جاء إلى قالمة كعضو في لجنة التحكيم للطبعة العاشرة من المهرجان المحلي للمسرح المحترف، حيث التقته "المساء" وكان هذا الحوار...

 هل لك أن تقدّم لنا نبذة موجزة عن مسيرتك الفنية؟

 أنا من مواليد عام 1953 بعين فكرون ولاية أم البواقي، بدأت التمثيل المسرحي سنة 1967 بقسنطينة، وبعد ذلك دخلت الاحتراف في عام 1974. وإلى غاية سنة 2001 عينت كمدير للمسرح الجهوي بباتنة لمدة 5 سنوات، ثم عدت إلى قسنطينة كمخرج، إلى أن تقاعدت. وخلال مشواري الفني قمت بعدّة أدوار في التمثيل المسرحي، التلفزيوني والسينمائي.

 أي عمل يميل إليه جمال دكار، الدرامي أم الكوميدي؟

— أميل إلى العمل الذي يحمل رسالة للجمهور سواء الدرامي أو الكوميدي، وإن كان العكس، فأنا لا أفضل هذا العمل، وأحب العمل الذي يتحدث خاصة عن القيم الإنسانية والعدالة وغير ذلك.

 أين تجد نفسك أكثر في التمثيل المسرحي، التلفزيوني أم السينمائي؟

— الحب الأول يبقى دائما راسخا (يضحك).. طبعا المسرح، فأنا وليد المسرح، أما التلفزيون فجاء من بعد. الإحساس الذي أشعر به في تلك اللحظة وأنا أؤدي دوري على خشبة المسرح أمام جمهوري ليس نفس الإحساس وأنا أظهر على الشاشة.

 ما هي أقرب الأعمال إليك التي قمت بها؟

— في المسرح، هناك عمل ثلاثي قمت به في مسرح قسنطينة رفقة عمار محسن وعيسى هدان، حيث كنا معروفين بالتأليف الجماعي، وهذه الأعمال أعتز بها كثيرا وأثرت فيا كثيرا وهي؛ "هذا يجيب هذا"، "ريح السمسار"، و"ناس الحومة"، بحيث قمنا بتأليف عمل يصور واقع المجتمع الجزائري، وكانت هذه المسرحيات رسالة حاملة لقضايا مجتمع، والتي تتماشى مع الأوضاع الاجتماعية.

أما فيما يخص الأعمال التلفزيونية، فهناك الكثير من المشاركات في مسلسلات، لدي على الأقل 20 مسلسلا وحوالي 08 أفلام، من بينها أفلام سينمائية.

 مع من تعاملت أكثر؟

— تعاملت أكثر مع المخرج العبقري أحمد راشدي من كبار المخرجين الجزائريين، خاصة فيما يخص الأفلام الثورية منها فيلم "وكانت الحرب" وهو فيلم جزائري- فرنسي، فيلم آخر صوِر بتبسة مع عزت العلايلي وحسن مصطفى، جاك دي فيلو وهو ممثل فرنسي كبير، كذلك فيلم "بن بولعيد"، "كريم بلقاسم" وغيرهما.

 كيف تقيم المسرح في بلادنا؟

 أجيب عن هذا السؤال في الوقت الذي يعرف المسرح أزمة كبيرة بسبب سياسة التقشف، ولما يدور الحديث عن التقشف يصيب مباشرة الثقافة، وهذا شيء مؤسف ونحن في عام 2016، والثقافة هي ضحية التقشف في كل مرة، فمثلا عندما يقع انخفاض في سعر البترول الثقافة هي الضحية، فلماذا التقشف يصيب فقط الثقافة بينما نلاحظ في مجالات أخرى الملايير من الدينارات تصرف بطريقة عادية، صحيح هناك اهتمام، لكن عندما تصل الأمور إلى التقشف أول ما يضحى به هو الثقافة، فالدولة فتحت مسارح أخرى، كما أعطت اعتمادات للمسارح أكثر، ويتجلى ذلك في الفرق الشاسع بين الأمس واليوم، حيث بني أول مسرح في عهد الاستقلال في مستغانم، وهذا شيء نعتز به، فيما رممت مسارح أخرى. وعندما كنت أترأس مسرح باتنة، تقدمت الدولة اعتمادات مالية كبيرة للترميم، كذلك بالنسبة لمسرح قسنطينة، وهران وعنابة. وأضيف أنه من قبل، كانت لدينا 3 مسارح فقط والآن تقريبا 14 مسرحا جهويا وهذا ليس بالهين. والمسرح على المستوى الوطني متكامل، ولكي نحافظ على هذه الديمومة حتى يتطور أكثر المسرح في بلادنا، يجب أن يكون هناك تنافس شريف، لأن دور المسرح تثقيفي بالدرجة الأولى، ويسرنا أن يخرج الجمهور من قاعات العرض مستفيدا، فلا بد من آليات لكي تترك الثقافة تعمل بصفة عادية مهما كان الوضع ومهما كانت المشاكل، بحيث يمكن أن تكون الثقافة بمثابة حل لبعض المشاكل الأخرى.

من هم الممثلون الذين كانوا قدوة لك؟ ومن هم الممثلون الذين تراهم موهوبين ولهم مستقبل زاهر في التمثيل؟

— سيد احمد أقومي ربي يطول في عمره، صونيا التي بدأت التمثيل في نفس الوقت الذي بدأتُ فيه، وهي من جيل الاستقلال،  لكن قبلها كان هناك ممثلون مثل كلثوم، فريدة صابونجي، عبد القادر علولة، عز الدين مجوبي، سيد علي كويرات وغيرهم.

أما من الشباب فهناك سفيان عطية وهو ممثل موعود، وقد تنبأت له في إحدى المهرجانات بسطيف، بعد ما اكتشفته وهو الآن يعمل ليثبت أنه ممثل حقيقي، كما يوجد شباب آخرون من الجيل الصاعد الذين يجتهدون دوما.

 هل جمال هو الذي قاد حكيم إلى التمثيل أم العكس؟ 

— بدأت الاحتراف في المسرح وعمري 20 سنة، كنت في مسرح الهواة بقسنطينة، من الفرق الهاوية المعتبرة في الجزائر، وحكيم كان صغيرا في ذلك الوقت، فأنا الأخ الأكبر في العائلة وحكيم الأخ الأصغر، فكان يرافقني إلى المسرح للحضور لأنه كان موهوبا،  بحيث شجعته في سبيل صقل موهبته إلى أن أصبح يطير بجناحيه والحمد لله.

 ماذا أعطاك الفن؟

— أعطاني خاصة حب الجمهور وأنا في تقاعدي من المسرح إداريا (لكن لازلت قادرا على التمثيل)، يسعدني كثيرا التقاء جمهوري بالاحترام والتقدير.

هل هناك مشاريع جديدة؟

— حاليا أقوم بدور العلامة الطيب العقبي أحد مشاهير جمعية العلماء المسلمين، توفي سنة 1957، في فيلم" ابن باديس" الذي يجري تصويره حاليا في عدة أماكن في قسنطينة، العاصمة، ميلة وغيرها.

 انطباعاتك حول جمهور قالمة؟

— زرت قالمة عدة مرات ومنذ أن كنت صغيرا في المسرح الهاوي، كما زرتها في لجنة من لجان الانتقاء وأزورها اليوم وأنا عضو في لجنة التحكيم، وقالمة هي مدينة للمسرح، ومنذ زمن بعيد كانت لها عدة فرق مسرحية تعد اللبنة الأولى للمسرح المحترف. ولاحظت أن جمهور قالمة من الشباب المحب للمسرح، بحيث يتابع ويناقش العروض المسرحية ويحب المسرح.

 هل من كلمة أخيرة؟

— أتمنى أن أرى المسرح الجزائري في أحسن حال، أتمنى كذلك النجاح للطبعة العاشرة من المهرجان الثقافي المحلي للمسرح المحترف بقالمة، وأتمنى لكل شخص يجتهد النجاح.