تيميمون تختتم أول طبعة دولية لمهرجان الفيلم القصير
"كولاترال" يقتنص "القورارة الذهبية"
- 137
مبعوثة "المساء" إلى تيميمون: نوال جاوت
اختتمت ولاية تيميمون فعاليات المهرجان الدولي الأول للفيلم القصير، بعد ستة أيام متواصلة من العروض والورشات واللقاءات، في أجواء احتفالية حالمة على مسرح الهواء الطلق. حضور جماهيري واسع، وضيوف من داخل الوطن وخارجه، ومناخ ثقافي متجدد، يؤكد أن المدينة أصبحت فضاءً صاعدًا للسينما والإبداع.
بالمناسبة، عبّر محافظ المهرجان، زين الدين عرقاب، عن ارتياحه الكبير لنجاح هذه الدورة، وأشار إلى أنّ الأيام الستة، من المهرجان مرّت بسرعة بالنظر إلى كثافة الفعاليات وثراء البرنامج. وأوضح أنّ كل الأنشطة المبرمجة نُفّذت كاملة بنسبة 100%، بما في ذلك عروض الأفلام، واللقاءات الفكرية، والورشات التدريبية. كما شهدت قاعات العرض، بين المسرح البلدي وقاعة السينما، تقديم العروض، إذ كانت تبدأ يوميًا عند الثانية زوالًا ثم الثالثة والخامسة مساءً، بينما احتضن المسرح العروض الليلية من السابعة إلى التاسعة، وسط حضور جماهيري معتبر. وأكد أنّ التنظيم المحكم والالتزام بالتوقيت هو ما يمنح للفعاليات السينمائية إطارها المهني الحقيقي.
وأبرز عرقاب أنّ هذه الطبعة عرفت مشاركة واسعة، حيث تنافس أكثر من 61 فيلمًا جزائريًا إلى جانب مشاركات من 23 دولة إفريقية، ليصل عدد الدول المشاركة في المجموع إلى 31 دولة، ما يعكس البعد الدولي للمهرجان. كما أكّد تنفيذ كافة الأنشطة الموازية، من موائد مستديرة وملتقى دولي حول "السينما، المجتمع والأقاليم"، إضافة إلى الورشات التكوينية التي أتيحت للمشاركين، خاصة أطفال تيميمون، بهدف منحهم فرصة لاكتشاف عالم السينما والاقتراب من حرفها، في خطوة تهدف إلى تكوين جيل محلي من السينمائيين المستقبليين.
وتوقف محافظ المهرجان عند البعد الرمزي والثقافي والاقتصادي لهذا الحدث، معتبرًا أنّ دوره يتجاوز عرض الأفلام إلى المساهمة في الترويج السياحي للمنطقة، منسجمًا مع توجّهات الدولة في إبراز صورة إيجابية للبلاد. وأوضح أنّ الهدف كان تقديم الصورة اللائقة بالجزائر، ضمن رؤية ثقافية تتكامل مع استراتيجية رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون في دعم الفعل السينمائي.
من جهته، أكّد والي تيميمون سونة بن عمر، خلال كلمته الختامية أن هذا الحدث أصبح موعدًا سنويًا بارزًا، إذ خلق حراكًا فنّيًا مميزًا جمع المبدعين لتبادل التجارب وتقدير الرؤى السينمائية، مشيدًا بالحضور اليومي للجمهور الذي منح الحدث "علامة كاملة". وأشار إلى أن الفيلم القصير أثبت مكانته كفضاء للابتكار ونقل القصص الإنسانية وتثمين الهوية الوطنية، مع إبراز مواهب الشباب في السينما.
وخلال الحفل، قرأ المدير الفني للمهرجان فيصل صاحبي رسالة وزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة، التي شكرت السنغال ضيف شرف المهرجان ووفدها الثقافي، وأشادت بدور سلطات الولاية وسكان تيميمون في إنجاح هذه التجربة، مؤكدة أنهم "قلب هذا النجاح"، وأعلنت تعزيز الدعم للمهرجان ابتداءً من السنة المقبلة، لتطويره ومنحه بعدًا أكبر.
شهد الحفل تكريم المخرجة الراحلة يمينة بشير شويخ، والمخرج القدير محمد شويخ، والسنغالية أنجيل بايونغ، تقديرًا لمساهماتهم الفنية والثقافية. كما قدم أطفال المدينة فيلمهم القصير "سرّ تيميمون"، نتاج ورشة أطرها المخرج حكيم طرايدية، في لحظة أثبتت أن حب السينما يبدأ من أعين الصغار. وبصفته ضيف شرف هذه الدورة، قدّم سفير السنغال بالجزائر هدية رمزية لمدينة تيميمون تمثلت في لوحة فنية، تترجم الثناء على حسن الاستقبال والترحاب الذي استحسنته الدولة الضيف في الدورة التأسيسية من المهرجان.
وكانت لحظة الجوائز أبرز فقرات الحفل، حيث توج فيلم "Collatéral" للمخرج الجزائري يزيد يتّو بـ"قورارة الذهبي"، أعلى جائزة في المهرجان، تقديرًا لأدائه الفني المتميز ورؤيته الإخراجية الناضجة. وحاز فيلم Alazar على جائزة أفضل إخراج، فيما نال Lees Waxul جائزة أفضل سيناريو، وحصلت الممثلة صونيا فايدي على جائزة أفضل أداء عن دورها في فيلم The Night Watchers. كما منحت لجنة التحكيم جائزة "Coup de cœur" لفيلم Bord à Bord للمخرجة التونسية سحر العشي، فيما كانت التنويه الخاص من نصيب فيلم The Last Harvest للمخرج Nuno Bonaventura Miranda من الرأس الأخضر.
وعلى صعيد المسابقات الأخرى، فاز فيلم Alazar في مسابقة النوادي السينمائية، فيما حصل كل من Taazirt وCoup de pouce على تنويهات ضمن مسابقة الأفلام القصيرة الوطنية، وتوج فيلم Matter of Honor بجائزة التوزيع، بينما كانت الجائزة الكبرى للفيلم القصير من نصيب Niya، وجائزة أفضل فيلم وثائقي قصير ذهبت إلى Lobi Ekosimba. هذه النتائج تعكس التنوع والإبداع الذي ميز هذه الطبعة، وتؤكد مكانة تيميمون كفضاء سينمائي واعد.
واختتم الحفل سهرة موسيقية مميزة مع فرقة تيكوباوين، التي غنّت لأول مرة في تيميمون، مقدمة مجموعة من أجمل أغانيها، حيث تفاعل معها الجمهور بحرارة، ليُختتم المهرجان بمزيج من السينما والموسيقى والفرح الجماعي. وبهذا، أسدل الستار على أول طبعة "وُلدت كبيرة"، مؤكدة موقع تيميمون كفضاء ثقافي وسينمائي صاعد، وقادرة على احتضان المواهب الشابة.