عاصمتا الحضنة وجرجرة تبدعان في مدح سيد الأنام بقاعة "الأطلس"

كشف الحجب عن التراث الوطني

كشف الحجب عن التراث الوطني
  • القراءات: 779
مريم / ن مريم / ن

 نشطت فرقتا "ندى" الفنية من تيزي وزو ومجموعة "رنا الفن" من المسيلة أول أمس، حفلا ساهرا بقاعة "الأطلس" ضمن فعاليات ليالي التراث والموشح والمديح ، قدمتا فيها عذب الكلام وجميل الألحان في مدح المصطفى خير الأنام.السهرة كانت مناسبة لاستعراض الغناء الشعبي وما فيه من درر لا تزال صالحة لكل زمان ومكان.

البداية كانت مع مجموعة "رنا الفن" من عين الحجل بولاية المسيلة (تأسست سنة 2008 وأعضاؤها من مناطق مختلفة من الولاية) التي قدمت برنامجا من لب تراث المنطقة من أداء المنشد المعروف (من نجوم مسابقة الشارقة العالمية) الفنان علي صحراوي وكذا 6 أعضاء من فرقته، وأغلب ما قدم مدائح في النبي الكريم منها "الله ما صلي على المصطفى" و«اتحزم الركب وعوّل" و«صلة الأم" وعن فلسطين، علما أن الفرقة استعملت كل الطبوع منها النايلي والعاصمي والتلمساني والمشرقي وغيرها، وكان الفنان قمة في الأداء بصوته المدوي ولغته الراقية، كما زاد الديكور الحفل أبهة من خلال البوابات العملاقة المنصوبة وراء الفنان وبإضاءة ساحرة.

التقت بعدها "المساء" المنشد، حيث أشار إلى أن الإنشاد في المسيلة يعتبر الفن رقم واحد، كما أنه فرض وجوده عبر ولايات الوطن من خلال الحضور المستمر والجوائز التي يحصدها، ناهيك عن حضوره خارج الوطن وافتكاكه للجوائز، فالمسيلة لها 3 نجوم في مسابقة الشارقة.

كما تحيي الفرقة، حسب المتحدث، العديد من المناسبات غير الدينية، مما يجلب لها جمهورا أوسع وفي مناسبات عديدة، كما أشار السيد صحراوي إلى أن الإنشاد فن قائم بذاته، لذلك يتطلب تكوينا موسيقيا وهو ما التزم به كل أعضاء الفرقة المكونين في معاهد موسيقية، الأمر الذي ساعد على أداء المقامات ومختلف الانتقالات الموسيقية.

بالنسبة للحفل فإنه الأول بـ«الأطلس" وأمام الجمهور العاصمي، فالفرقة سبق لها فقط الأداء أمام جموع الطلبة بجامعات العاصمة.

أكد الفنان أن للفرقة تسجيلات بالإذاعة الوطنية، منها إذاعة القرآن الكريم وبالتلفزيون الجزائري ومختلف القنوات الخاصة. ورغم ذلك يرى صحراوي أن هذا الفن لم ينل حظه خاصة في الإعلام، رغم أنه شرف الجزائر في الخارج وله جمهوره الواسع، كما أن شركات الإنتاج غائبة في الجزائر، مما جعل الفرقة كغيرها تسجل في الأستوديو ويتعرض إنتاجها غالبا للقرصنة، الأمر الذي منع الجزائر من الوصول إلى العالمية وبالتالي أصبح التراث الجزائري يستغل من الغير.

بالنسبة للفرقة تحضر حاليا فيديو كليب صورت مشاهده بتركيا وخضع لتوزيع موسيقي في فلسطين بتعاون من المنشد عبد الرحمن بوحبيلة وسيعرض قريبا بعنوان "اشتياق" وهو في نوع المديح.

تقدمت بعدها فرقة "ندى الفنية" من تيزي وزو بقيادة أسامة بونار وتتكون الفرقة من 10 أعضاء، وقد استهلت فقرتها بمدائح من تراث منطقة القبائل، بعضها أدخلت عليها بعض الإضافات العصرية وتميز الأداء بالانسجام التام ولمسة رقة تخاطب الوجدان حتى للذي لا يفهم القبائلية، ومن ضمن ما أدته "الله ياخلاق" و«الله الله إثماثن"، كما أدت الفرقة أغان بالعربية منها "شوقي لنور بهاك"و"على الاسلام" و«لا إله إلا الله" و«فوق الحرم".

عقب الحفل التقت "المساء" الفنان الشاب أسامة الذي أكد أن الفرقة تأسست سنة 2013 وحرصت على إحياء التراث القبائلي في المديح والتأكيد على أن هذا الفن موجود بالأمازيغية، والتزمت الفرقة بألحان وكلمات التراث، ثم انطلقت في إنتاج أعمالها الخاصة.

بدايات الفرقة كانت في المناسبات الدينية والوطنية وكذا في ملتقيات دينية بدعوة من مديرية الشؤون الدينية ومديرية الثقافة لولاية تيزي وزو ومن التلفزة الجزائرية، ثم تعزز الحضور في مختلف المناسبات الاجتماعية، وقد تميزت الفرقة ـ حسب رئيسها ـ من خلال إحياء تراث الرواد منهم مقران أقاوة المعروف بأدائه للمديح وكذا بأشعار امحند أومحند، إضافة لأغاني الكبار منهم آكلي يحياتن وشريف خدام وغيرهم، ويؤكد المتحدث أن الجمهور القبائلي مولع بهذا الفن الراقي الذي يمثل تراث أجداده، لذلك يقبل عليه، وهنا ذكر أسامة أنه خلال سهرة أقامها منذ أيام قليلة بذراع بن خدة، لم يجد الجمهور مكانا للجلوس بسبب الإقبال الكبير، مما أكد أن الإنشاد لم يعد مرتبطا بالمناسبات الدينية والوطنية بل أصبح على طول الأيام وأصبح الناس يتذوقونه ويطلبونه، وقد طافت هذه الفرقة كل ولايات الوطن بما فيها الجنوب الكبير وكان الجمهور لا يطلب سوى الإنشاد القبائلي ليكتشفه، على الرغم من أن الفرقة تؤدي أناشيد بالعربية.

على هامش الحفل، تحدثت "المساء" للسيد جدّي يزيد من مديرية البرمجة للديوان الوطني للثقافة والإعلام منظم الفعالية، الذي أكد أنه يتم استقبال الفنانين والفرق ضمن برنامج ليالي التراث والإنشاد والموشح من كل مناطق الوطن بلا استثناء، سعيا إلى تقريب هؤلاء من الجمهور العاصمي ومنح فرصة الاحتكاك بين هؤلاء الفنانين وتقديم تراثنا المتنوع.