في قلب سرايدي السياحية

كرنفال بهيج مع "عمو جحجوح" و"فيفي"

كرنفال بهيج مع "عمو جحجوح" و"فيفي"
  • 151
سميرة عوام سميرة عوام

انبثقت الفرحة من قلب سرايدي السياحية، مع انطلاق العرض التنشيطي والبهلواني، الذي قدمه، أمس، الفنان المحبوب عمو جحجوح ورفيقته فيفي، في تظاهرة ثقافية فنية جمعت بين الترفيه، الإبداع والتواصل الإنساني، تحت سماء صيفية مبهجة، ومشهد طبيعي ساحر زاد من رونق الحدث وألقه.

عرفت مدينة سرايدي، التي تحتضن الجبل والبحر معا، يوما مميزا من أيامها الصيفية النابضة بالحياة، حيث احتضنت ساحة البلدية فعاليات هذا العرض المبهج، الذي جاء ثمرة تنسيق محكم بين مديرية الثقافة لولاية عنابة وبلدية سرايدي، وبمساهمة فاعلة لكل من جمعية "أجراس" الثقافية وجمعية "الشعلة" الثقافية، اللتين جسدتا من خلال دعمهما، صورة مشرقة للتكامل الجمعوي الثقافي، في سبيل ترسيخ ثقافة الفرح الهادف والاحتفال الجماعي.

لم يكن هذا العرض مجرد حدث ترفيهي عابر، بل لحظة لقاء إنساني نبيل، جمعت العائلات، الأطفال، الشباب، وكبار السن، في فسحة من الفرح المشترك، حيث نجح عمو جحجوح وفيفي في أسر قلوب الحاضرين، بفضل حيويتهما، وعفويتهما، وحسن تفاعلهما مع الجمهور. فقرات بهلوانية، ألعاب خفة، عروض تفاعلية، رقصات فكاهية، نداءات مرحة للأطفال، كلها امتزجت في لوحة فنية نابضة، تُعيد إلى الأذهان كرنفالات الطفولة البريئة التي تأبى أن تغيب.

الأطفال، بضحكاتهم الصافية، كانوا نجوم الحدث بلا منازع. ارتفعت أصواتهم بالفرح، وهم يركضون، يصفقون، ويرددون ما يُقال على لسان الفنانَين، في تفاعل بديع لم يكن بحاجة إلى سينوغرافيا معقدة، لأن المسرح هنا كان القلوب المفتوحة، والابتسامات الصادقة، والطبيعة الحاضنة.

وقد لاحظ الجميع الانسجام الكبير بين الفرق التنظيمية والمتطوعين، الذين سهروا على نجاح الفعالية، في جو يسوده النظام والحماس، مما يعكس احترافية الهيئات المشاركة في تنظيم المناسبات الثقافية، ويبرز قدرة سرايدي على احتضان الفعاليات الكبرى بمستوى راقٍ من التنظيم والتسيير.

الجدير بالذكر، أن هذا الحدث استقطب زوارا من البلديات المجاورة، وحتى من قلب ولاية عنابة، ما أضفى عليه طابعا سياحيا ثقافيا واضحا، يعزز من مكانة سرايدي كوجهة صيفية لا تكتفي بجمال طبيعتها، بل تضيف إليه دفء الثقافة وروح التلاقي الإنساني.

وفي هذا الإطار، عبر عدد من الحاضرين عن امتنانهم لتنظيم مثل هذه الأنشطة، التي تتيح للأطفال فضاءات آمنة وممتعة، وتمنح العائلات فرصة للالتقاء خارج دوامة الحياة اليومية. كما ثمن ممثلو الجمعيات الثقافية هذا التعاون المؤسسي، داعين إلى استمراريته وتوسيعه، ليشمل مزيدًا من البرامج الموجهة لمختلف الفئات.

هكذا، تُثبت سرايدي مرة أخرى، أن الثقافة لا تعني الجمود داخل الجدران، بل هي حين تنزل إلى الشارع، تعانق ضحكات الأطفال، وتغتسل بماء الجبل، وتتمايل مع نسمات البحر. هي حين يصبح الفرح فناً، والبهلوان رسالة، والتعاون قيمة يعيش المتفرج في التفاصيل.