الدكتور والأديب عبد الحق مواقي لـ«المساء":

كتابي الجديد عن سير وتراجم أعلام منطقة طولقة

كتابي الجديد عن سير وتراجم أعلام منطقة طولقة
  • 1989
❊ع.بزاعي ❊ع.بزاعي

شكلت مختلف الجوانب المرتبطة ببعض مظاهر الحياة في المجتمع الأوراسي ومنطقة الزاب، وأعلام ومشاهير هذه المنطقة الذين تركوا بصماتهم في التاريخ القديم والحديث لمنطقة الأوراس، موضوع استلهام للشاعر الطبيب والكاتب عبد الحق مواقي، الذي أصدر كتابا جديدا موسوما بـ«سير وتراجم أعلام منطقة طولقة".

 

كتب الأديب عبد الحق مواقي في كتابه عن أهمية الوعي الثقافي في الحفاظ على الموروث التاريخي، كما نبش في هذا الموروث لتسليط الضوء عن سير وتراجم أعلام منطقة طولقة، هذه البلدة التي صنفها الكاتب عبد المنعم القاسمي الحسني في كتابه الموسوم "أعلام التصوف في الجزائر منذ البدايات إلى غاية الحرب العالمية الأولى" باسم "الكوفة الصغرى"، حسبما عرفته هذه الحاضرة من نهضة علمية وفكرية ودينية في مختلف حقب التاريخ، وإشعاعها على العالم، بما يقدمه من أسماء لرجال عظام اكتنفهم النسيان. 

قال محدثنا لـ«المساء"، إن الخوض في التراث وما يحمله من دلالات ربط الماضي بالمستقبل، ينم عن حس مفرط، بغية التعريف بأكبر عدد من أعلام وشخصيات المنطقة، والترويج لأعمالهم وتصوراتهم ومواقفهم، مضيفا أنه استعان بأفكاره الفلسفية التي تخوض في العمق، فتناول سيميولجية الصورة ولغة الإشارة عند فردينان دي سوسير في مضمون غلاف الديوان، ليستدرج القارئ للوقوف على أعمال شخصيات وأعلام منطقة طولقة.

في هذا قال مواقي "جرني الطموح إلى الاهتمام بفن الترجمة، وكتابة سير النابغين والأعلام، كما تأثرت في بداية دراستي الجامعية، بمنشورات أعلام الجزائر ككل، ومنطقة الزيبان، خاصة في الصحف والمجلات، فجعلت من هذه المقالات مدخلا لتجسيد الفكرة، وجعلت من الأدب والإبداع متنفسا لتخصص جامعي يتمثل في الطب، لأعزف على وتر الإبداع وأشخص لأدب الثورة وأدون التاريخ، وبداخلي شحنة أفكار بعبق الوطنية، أفجرها لخدمة التراث الأصيل واستحضار أعلام وشخصيات المنطقة".

اعتبر ضيف "المساء"، أن إصداره الجديد هو دعوة صريحة للخوض في المحاور ذات الصلة بمكونات الثقافة والتاريخ، على غرار اللغة والموسيقى والعادات والتقاليد والآثار، كما اعتمد على لغة الخطاب المباشر المؤثر حفاظا على الموروث الثقافي للمنطقة وخوفا من الاندثار.

للإشارة، يقع إصدار مواقي الجديد في 231 صفحة من الحجم المتوسط، وهو مدعم بصور معظم الشخصيات الـ159 المترجم لها، منهم الشيخ أبو بكر الجزائري والشاعر عثمان لوصيف وأحد قيادات الثورة التحريرية محمد خيضر، كما له مخطوط قيد الطبع بعنوان "طولقة التاريخ الكامل" في ثلاثة أجزاء، يسرد فيه تاريخ منطقة طولقة، إلى بزوغ فجر الاستقلال.

عرف الكاتب الشاعر الدكتور مواقي بديوانه "أقبية الروح" في الشعر العمودي، ويقع في 64 صفحة. يبحث الشاعر في مقدمة ديوانه عن الحقيقة المطلقة التي يقول عنها، إنها ضرب من الجنون والخيال وإن كانت البدايات مشوبة بالعثرات.

مواقي شاعر جمع بين الطب الذي يحترفه كمهنة في المستشفى الجامعي بباتنة، والرياضة التي يمارسها في اختصاص "اللايكيدو" والكتابة الصحفية، حيث عمل لعدة عنوانين وطنية، كجرائد "الأطلس"، "الراية"، "الجمهور الجزائري" و«الأوراس"، وهو مقدم حصة طبية "مع الطبيب" بإذاعة الزيبان في بسكرة. من مؤلفاته؛ كتاب "سير وتراجم أعلام منطقة طولقة"، ديوان "أقبية الروح وديوان ما سنه الخازوق لي"، وكتاب "ألف سؤال وألف جواب في الطب، الربو التحسسي عند الطفل" باللغة الفرنسية، وكتاب في التاريخ بعنوان "زاوية سيدي عبد الرحمان بن موسى التاريخ والجذور"