عمير يكتب عن "أبي، ذلك القاتل" لثيري كروزي ويؤكد:

كتاب مهم يستحق الترجمة وإعادة الطباعة

كتاب مهم يستحق الترجمة وإعادة الطباعة
غلاف كتاب كروزي
  • القراءات: 626
 لطيفة داريب لطيفة داريب

كتب الكاتب والمترجم بوداود عمير في صفحته الفايسبوكية، عن صدور كتاب "أبي، ذلك القاتل"، للكاتب والإعلامي ثيري كروزي. وأشار في صفحته، إلى أن هناك بعض الأعمال الأدبية تبدو مرتبطة "بالذاكرة"، تتضمن شهادات إنسانية مؤثرة، تشرح التاريخ في بعده الأخلاقي والإنساني من عمق الواقع، من ضمنها كتاب "أبي، ذلك القاتل" الذي صدر حديثا في فرنسا.

أضاف عمير أن هذا العمل يمكن تصنيفه ضمن "أدب الاعتراف"، ويتناول فيه الكاتب والإعلامي الفرنسي ثييري كروزي؛ قصة حياة أبيه، خاصة الفترة التي التحق فيها جنديا ضمن صفوف الجيش الاستعماري الفرنسي سنة 1956، حيث قتل وعذب وارتكب جرائم شنيعة في حق الأبرياء من الشعب الجزائري. أكد عمير أنه في الواقع، حاول ثييري الابن أن يكشف عن سر هذا العنف الذي رافق والده إلى غاية رحيله قبل سنوات، فقد كان أبوه عصبيا شديد العنف إلى حد الهوس، وقد هم أكثر من مرة أن يقتله ويقتل أمه التي عاشت مرعوبة في كنفه، حاولت عبثا الطلاق منه، لكنه كان يهددها بسلاحه الموجود في غرفته.

أشار إلى أن والد ثييري حول حياة ابنه وزوجته إلى جحيم لا يطاق، وكان الابن يضطر للهروب من المنزل واللجوء إلى أقاربه أو الشارع. و"امتهن أبوه بعد عودته من الحرب، ممارسة الصيد العشوائي، وكأنه أراد أن يشبع رغبته الجامحة في القتل، وكان من حين لآخر يختلي بنفسه ويكتب مذكراته. وعند وفاته، بحث ثييري في مخطوطات وصور ووثائق تركها، سمحت له فيما يبدو بكشف خيوط اللغز، لغز هذا العنف المستشري في سلوك أبيه القاتل، الذي سيتبرأ منه في الكتاب، وسيسميه جيم "Jim" اسمه الحربي في الجزائر"، -يضيف عمير-.

في هذا السياق، ترجم عمير مقطعا مما كتبه ثيري، فكتب على لسانه "كنت شديد الخوف من أبي، أعرف أنه ارتكب جرائم قتل خلال حرب الجزائر، وكنت واثقا أنه يمكنه أن يكرر ذلك من جديد". ثم يضيف "لقد احتفظت بعادة حماية نفسي بكرسي أسنده على باب غرفتي، كلما بقيت في منزل والدي. كان هاجس الخوف من "جيم" (الأب) يلاحقني طيلة دراستي، وحتى عندما أصبحت صحافيا، وأعود من باريس لقضاء العطلة... قناعته الراسخة أنه كلما كانت هناك مشاكل في العالم، يعتقد أن العنف وحده السبيل إلى حلها. بالنسبة إليه، ارتكاب مجزرة حل جذري، وسيلة سهلة، علمها إياه العسكر الفرنسي. عندما كان يقول لنا غاضبا "إذا كان الأمر كذلك، سأقتلكم جميعا" كنت أحمل كلامه محمل الجد". في الختام، أكد عمير أن كتاب "أبي، ذلك القاتل" كتاب مهم، يستحق الترجمة إلى اللغة العربية، ويستحق إعادة طبعه في الجزائر.