جديد الدكتور فهد سالم خليل الراشد
كتاب " الجدل حول أثرين لجامع العلوم الباقولي"
- 1227
ق.ث
صدر حديثا عن الدار العالمية للنشر والتوزيع (القاهرة – 2016) كتاب "الجدل حول أثرين لجامع العلوم الباقولي"، للباحث اللغوي الدكتور فهد سالم خليل الراشد، الذي يعمل بوظيفة تخصصي أول في معهد الخرطوم الدولي للغة العربية، التابع للمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم، وهي إحدى المنظمات العربية المنبثقة عن جامعة الدول العربية.
يقع كتاب "الجدل حول أثرين لجامع العلوم الباقولي" في 170 صفحة شاملة الفهارس، في طبعة أنيقة وفاخرة. قال الراشد في توطئة هذا الكتاب: "بعد أن وفقني الله عزَّ وجلَّ في نشر كتاب "جواهر القرآن" لجامع العلوم الباقولي، عليّ بن الحسين الأصبهاني (ت 543 للهجرة)، والمنسوب سابقا للزجاج باسم "إعراب القرآن"؛ ارتأيت أثناء تحقيقي له أن أتناول أثرين من آثار جامع العلوم الباقولي وهما "ما تلحن فيه العامة بالتنزيل" و«مسائل في علم العربية والتفسير "، بدراسة مقارنة؛ حيث دار جدل حول نسبة هذين الأثرين، مثلما دار جدل حول كتاب "إعراب القرآن المنسوب إلى الزجاج"، فهناك من الباحثين من حققهما على أنهما لجامع العلوم الباقولي، وهناك من شكك في نسبتهما لجامع العلوم الباقولي، وهناك من الباحثين من حقق هذين الأثرين وصدرا على هيئة كتابين مستقلين على صغرهما.
ينقسم كتاب الراشد إلى مقدمة، تشمل توطئة لموضوع الدراسة وربطها بكتاب "جواهر القرآن لجامع العلوم الباقولي عليّ بن الحسين الأصبهاني المتوفى سنة 543 للهجرة، والمنسوب سابقا للزجاج باسم "إعراب القرآن". كما تشمل هذه المقدمة أيضا الهدف من هذه الدراسة.
وضم أيضا تمهيدا يشمل ترجمة لجامع العلوم الباقولي نقلا عن كتاب "جواهر القرآن لجامع العلوم الباقولي". أما الفصل الأول فقد نقل فيه الأثرين بالنص دونما المساس بمتنهما. في حين عرض في الفصل الثاني مقالات الباحثين الذين ذهبوا على أن هذين الأثرين لجامع العلوم الباقولي، والمقالات المشككة في نسبتهما لجامع العلوم الباقولي.
كما بسط الدكتور في الفصل الثالث، المسائل الواردة في الأثرين وقارنها بما ورد في كتاب "كشف المشكلات، علاوة على إيضاح المعضلات لجامع العلوم الباقولي" وكتاب "إعراب القرآن المنسوب إلى الزجاج" وكتاب "مشكل إعراب القرآن لمكي بن أبي طالب القيسي". ليقدم في خاتمة الكتاب، خلاصة هذه المقارنة التي أدت إلى عدة نتائج. في المقابل ضم الفهرس السور القرآنية والآيات الكريمة وفهرس الشعر وفهرس الشخصيات والأعلام وفهرس الكتب وفهرس الأماكن وفهرس المراجع والمصادر.
يرى د. فهد الراشد أن من حق الباحثين أن يصولوا ويجولوا بتعليقهم أو تحقيقهم حينما تناولوا هذين الأثرين المنسوبين لجامع العلوم الباقولي، ومن حقنا نحن أيضا أن نتناول جزئيات هذه التعليقات ونناقش نتائج هذا التحقيق. مضيفا: "لعلي لا أرى من أنصف هاتين الرسالتين أو هذين الأثرين وأعطاهما حقهما بالبحث والدراسة والمقارنة الجادة حول نسبتهما لجامع العلوم الباقولي".
وأضاف أنه لطالما ارتبط كتاب "إعراب القرآن المنسوب إلى الزجاج" بمكي بن أبي طالب القيسي، لهذا من الظلم بمكان أن نتجاهله، ومن حق الرجل علينا أن نطلع على رأيه في كتابه "مشكل إعراب القرآن" ، ثم نقارن بين ثلاثة كتب، كتاب "كشف المشكلات وإيضاح المعضلات لجامع العلوم الباقولي"، وكتاب "إعراب القرآن المنسوب إلى الزجاج" وكتاب "مشكل إعراب القرآن لمكي بن أبي طالب القيسي". وليست القضية بعرض أنموذج أو أنموذجين فقط،؛ بل نتتبع ما جاء في الأثرين المنسوبين لجامع العلوم الباقولي، ونقارن ذلك بهذه الكتب الثلاث.
في المقابل، هذا الكتاب دقيق التخصص، فقد جاءت نتائج دراسته في قسمين (موضوعية وجدلية)، أما الموضوعية فقد اعتمد فيها الباحث على جداول مقارنة قائلا: "بعد أن تمت المقارنة بين الأثرين من جهة وهما ‘ما تلحن في العامة بالتنزيل’ و’مسائل في علم العربية والتفسير"، ومن جهة أخرى كتاب "كشف المشكلات وإيضاح المعضلات" لجامع العلوم الباقولي، وكتاب "إعراب القرآن المنسوب إلى الزجاج" وكتاب "مشكل إعراب القرآن" لمكي بن أبي طالب القيسي؛ فهناك مسائل وردت ومسائل لم ترد، فعلى سبيل المثال "المسائل التي وردت في كتاب كشف المشكلات وإيضاح المعضلات لجامع العلوم الباقولي" عددها تسع مسائل من أصل ثلاثين مسألة في الأثر الأول.
وفي هذا السياق، المسائل التي وردت في كتاب "إعراب القرآن المنسوب إلى الزجاج" عددها ثمان مسائل من أصل ثلاثين مسألة في الأثر الأول. أما المسائل التي وردت في كتاب "مشكل إعراب القرآن لمكي بن أبي طالب القيسي القيرواني" عددها تسع مسائل من أصل ثلاثين مسألة في الأثر الأول.
أما النتائج الجدلية: فيقول د. فهد الراشد: "رأينا أن نرصد أسلوب صاحب الأثرين ونقارنه بأسلوب صاحب كتاب "كشف المشكلات وإيضاح المعضلات لجامع العلوم الباقولي" وبأسلوب صاحب كتاب "إعراب القرآن المنسوب للزجاج" وأسلوب صاحب كتاب "مشكل إعراب القرآن لمكي بن أبي طالب القيسي، من حيث الاعتزاز بالنفس، وطريقة عرض المسائل، حصرا في المسائل التي وردت في هذه الكتب الثلاثة، توافقا مع الأثرين".
كما يقول المؤلف "في المسائل التي تطابق تناولها مع الأثر الأول، رصدنا أقوال أصحاب الكتب الثلاثة، ففي المسألة التاسعة، قول صاحب كتاب "إعراب القرآن المنسوب للزجاج" قوله "هذا عندنا لا يصح" . أما المسألة الثانية عشرة، فتضم قول صاحب كتاب "مشكل إعراب القرآن لمكي بن أبي طالب القيسي القيرواني: "فالقولان عند أهل النظر ناقصان". في حين تشمل مسألة الثامنة عشرة قول صاحب كتاب "كشف المشكلات وإيضاح المعضلات، جامع العلوم الباقولي" وقوله "فتمسك الجاهل به" و«ونسي الجاهل نص الأئمة".