كاظم الساهر يسافر بالقسنطينيين إلى زمن الفن الجميل

- 503

صدح صوت الدبكة العراقية، في فضاء قاعة العروض أحمد باي بقسنطينة، نهاية الأسبوع الماضي، وحمل الحضور على الرقص تارة والاستمتاع تارة أخرى، لمدة أكثر من ساعتين من الزمن، بعدما امتزج بصوت بلبل العراق وقيصر الأغنية العاطفية، كاظم الساهر، الذي صال وجال بالجمهور في حديقة العشق والغرام والشعر القصيد، وكان محط تقدير الجيل القديم من الجمهور ودغدغ مشاعر من عاصره وحصل على حب وعشق من الجيل الجديد، فكانت سهرة ليست كباقي السهرات.
واعتلى الفنان العراقي كاظم الساهر ـ في إطار برنامج صيف 2016 ـ ركح قاعة العروض الكبرى أحمد باي، حيث سافر بالجمهور الغفير الذي جاء خصيصا للتمتع بروائعه، في أزمنة الحب والغرام، فغنى مدرسة الحب التي ردد الجمهور كلماتها، كما أطرب أبو وسام الجمهور برائعة "زيديني عشقا" من نفس الألبوم، إضافة إلى قصائد "لا تتنهد"، "كل عام وأنت حبيبتي" و«حافية القدمين".
وغنى الساهر "أكرهها وأشتهي وصلها" من ألبوم "حبيبي والمطر" الذي صدر سنة 1999، كما غنى على وقع صوت الدبكة العراقية، "أخذ الحلوة ونام براحة شوبي". ولم يتمالك الجمهور نفسه أمام دعوات الطبل، للرقص، فرقص الشباب والكهول واختلطت الرايات الجزائرية بالرايات العراقية في مشهد يدل على الحب والتآخي بين الشعبين، فكان الجسد بالجزائر والقلب بالعراق الجريح.
كاظم الساهر الذي غنى للحب والعشق، لم ينس الوطن وحرقة المنفى، فقدم أغنية عن المنفى عبر قصيدة الشاعر العراقي حسن المرواني والتي قال في مطلعها: "نفيت واستوطن الأغراب في بلدي...ودمروا كل أشيائي الحبيبات...خانتك عيناك...في زيفي وفي كذب...أم غرك البهرج الخداع مولاتي".
وتلقى كاظم الساهر في نهاية الحفل، باقة ورد من طرف والي قسنطينة، الذي أبى إلا تحية أعضاء فرقة الفنان العراقي. كما عبرّ الفنان عن سعادته الكبيرة بتواجده بقسنطينة على الخصوص وبالجزائر على العموم، وحيا موقف الجزائر الثابت في الدفاع عن قضايا الأمة العربية وعن الشعوب المستضعفة.
وفي تصريحات صحفية قبل بداية الحفل، قال كاظم الساهر إن المنطقة العربية لا مستقبل لها، دون الاهتمام بالتعليم وتثقيف الشعوب، مضيفا أن مستقبل أي بلد ينطلق من الاهتمام بالأطفال وهو ما يحرس عليه شخصيا في أعماله المستقبلية، موجها دعوة للشعوب العربية عند انتخاب أي حاكم، الابتعاد في معايير الاختيار عن الديانة، الطائفية أو المذاهب وإنما التمسك بوطنية المترشح وبإنسانيته وما يملك من علم وثقافة.