من أجل إبداع بلا تفريط

قوانين الذكاء الاصطناعي.. ضرورة حضارية

قوانين الذكاء الاصطناعي.. ضرورة حضارية
  • 150
لطيفة داريب لطيفة داريب

دعا الأستاذ إيدير إسماعيل إلى إنشاء ذكاء اصطناعي خاص بنا يعتمد على بنك معلوماتنا ومعطياتنا حتى نحفظ خصوصياتنا ونحقّق السيادة الرقمية، بينما طالب الأستاذ شمس الدين حداد بضرورة وضع إطار قانوني واضح خاص بالذكاء الاصطناعي حتى نحمي حقوق المبدعين والمستهلكين والاقتصاد الوطني والموروث الثقافي.

في إطار فعاليات معرض الجزائر الدولي للكتاب، نُظّمت بقاعة "آسيا جبار"، ندوة "الذكاء الاصطناعي وحقوق المؤلف"، نشطها الأستاذان إيدير إسماعيل وشمس الدين حداد من الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة.

في البداية، ألقى مدير "أوندا" سمير ثعالبي كلمة بهذه المناسبة، قال فيها إنّ العالم يشهد تحوّلات تكنولوجية متسارعة غيرّت من ملامح الابداع فأصبح الذكاء الاصطناعي يؤلف كتابا ويبدع موسيقى ويصوّر لوحة وينتج فيلما، مضيفا أن الديوان يرافق هذه التحولات الاستراتيجية منذ عام 2023، من خلال وضع برامج رقمية لحماية أجدى لحقوق المبدعين في انتظار القيام بالمزيد من الخطوات حول هذا الموضوع.

أشار ثعالبي الى أهمية التفكير الجماعي العالمي حول وضع قانون يحمي حقوق المبدعين، بمراعاة التطوّر الحاصل في التكنولوجيات والذي يأتي على رأسه الذكاء الاصطناعي.   من جهته، قال الأستاذ ايدير إسماعيل إنّ الذكاء الاصطناعي مثل طفل يستقطب المعلومات المحيطة به، إلاّ أنّ الذكاء الاصطناعي يمتصّ ملايين المعطيات وينقسم إلى نوعين، الأوّل تحليلي يلاحظ ويصنف المعطيات والثاني عام يهتم بالإبداع في مجالات مختلفة ويمكن أن نصفه بالنموذج الإحصائي. حثّ المتحدّث على تنظيم حملات تحسيسية حول موضوع الذكاء الاصطناعي والإبداع، وتجديد عمليات الإيداع مثلا على مستوى "أوندا" وغيرها من الممارسات التي يجب أن تتماشى مع التطورات الحاصلة في مجال التكنولوجيا، علما أن للوندا دور كبير في تحقيق التربية الرقمية، مشيرا إلى المرافقة التدريجية للديوان للتطوّر الرقمي المتعلّق بحقوق المبدعين، منذ 2023 إلى غاية 2025 في انتظار انطلاق الخطوة الثانية للوندا في هذا الشأن في الفترة الممتدة من 2026 إلى 2030. وكشف إسماعيل عن إمكانية استعمال الذكاء الاصطناعي ربحا للوقت واستغلال هذا الأخير للقيام بأعمال قد تكون أكثر أهمية لكن طبقا للقوانين، وفي هذا طالب بتجاوز الفراغ القانوني في هذا الشأن. كما أكد امكانية الديوان الوطني لحقوق المؤلف الاستعانة بالذكاء الاصطناعي لتسهيل مهمته في متابعة استغلال المصنّفات في الإذاعات على النت وغيرها وهذا بسرعة كبيرة. أما الأستاذ شمس الدين حداد فتحدث في مداخلته عن الشأن القانوني المتعلق بالذكاء الاصطناعي فيما يخص حماية حقوق المبدعين، ليتساءل عن كيفية التعامل مع الأعمال الإبداعية التي يتشارك فيها الانسان مع الآلة، فهل يستحق المبدع أن تحمى حقوقه حينما يستعين بالآلة أي بالذكاء الاصطناعي؟، وهل يمكن أن نقول عن مصنف ما إنّه ابداع ويستحق الحماية إذا تشارك في إنجازه الإنسان والآلة؟ ويجيب حداد بأن الآراء تختلف لغياب اتفاقية وقوانين تتعلق بهذا الموضوع، خاصة أنّ المعمول به حاليا هو مبدأ أصالة المصنف. وأن هذا الأمر يقف على اجتهادات القضاة فقط. وتابع المحاضر قوله إنّ الحقوق تترتّب عنها واجبات ومسؤولية، فكيف يتم تحديد مسؤولية مصنّف أنجز بالذكاء الاصطناعي أو بمساعدة منه؟ هل يمكن منحه شخصية رقمية أم لا؟. ليعود ويؤكد ضرورة أن تتجاوز الجزائر الفراغ القانوني خاصة أننا نفقد الاجتهادات حول هذا الموضوع.

ودعا حداد الى الاستعمال المسؤول للذكاء الاصطناعي مع احترام حقوق المؤلف والحصول على تراخيص لاستعمال هذا الذكاء في الابداع والذي يتطلب بدوره سن قوانين حوله لتحقيق السيادة الرقمية.