لامية دحو ورشيد رزاقي ضيفا ”ميديا بوك”

قواف على إيقاع النغمات

قواف على إيقاع النغمات
  • القراءات: 793
مريم. ن مريم. ن

استضاف فضاء ”ميديا بوك” بالعاصمة أوّل أمس، الشاعرين لامية دحو ورشيد رزاقي اللذين أسهبا في قراءة القصائد من كلّ طيف ولون على أوزان الموسيقى، منسجمين مع أداء العازفين المرافقين من ذوي الإحساس العالي، كما قدّم الشاعر رشيد بعضا من أغانيه في الشعبي والقبائلي بصوته الرخم الشجي.

أكد الأستاذ عبد الحكيم مزياني، خلال كلمته الترحيبية ضرورة تعزيز حضور الشعر في المشهد الثقافي الجزائري، علما أن هذا الفن ومعه الموسيقى كانا دوما من أهم أعمدة الثقافة عندنا، حيث عبّرا عن الإنسان الجزائري باقتدار منذ قرون طويلة، ومع ذلك أصبح حضوره اليوم محتشما وغير مطلوب من الجمهور، ويعزف عنه المنتجون، مذكّرا أنّ الشعر إذا ما همّش فلن تكون هناك ترقية له في المجتمع، مضيفا أنّه إذا حصل هناك اهتمام ما فغالبا ما يكون مرتبطا بالتظاهرات والمواسم الثقافية الكبرى (تظاهرة الجزائر عاصمة الثقافة العربية، ثم عاصمة الثقافة الإسلامية)، مذكرا أن الشعوب تهتم بالشعر والإبداع الثقافي بشكل دائم وتعتبره واجبا.

واستعرض المتحدث بعض المبادرات التي كانت في الماضي والتي عملت على تعزيز الشعر في الساحة الثقافية الجزائرية، من ذلك تجربته شخصيا من خلال حصصه على شاشة التلفزيون الجزائري خصص فيها حيزا لفطاحلة الشعر الجزائري منهم امحند أومحند، كما أشاد الأستاذ مزياني بجهود الشاعر الراحل جمال عمراني، الذي عمل معه عندما كان مسؤولا عن لجنة القراءة والنشر بالمؤسسة الوطنية للفنون المطبعية في السبعينيات وحتى سنة 1980، وبفضله وبنضاله صدرت العديد من الأعمال الشعرية وبالتالي تعزّز النشر والمقروئية.

كما استحضر المتحدث ذكريات المجاهدة والشاعرة المعروفة نادية قندوز التي قدمت الكثير للثقافة والفن الجزائري، وبخصوص استضافة الشاعرة لامية دحو فقد قال السيد مزياني إنّها بمثابة تكريم لكلّ الشعراء الذين رحلوا ولكلّ الذين لا زالوا يبدعون .

بعدها أعطي المجال لصوت شاب وواعد لا يال يرمي خطواته الأولى في درب القافية، ويتعلّق الأمر بالشاعرة لامية دحو ذات الـ23 ربيعا التي ملأت فضاء هذه المكتبة بالحيوية، وقد أشارت إلى أنّها تكتب بالفصحى، وتحاول القفز على كل السدود مهما كانت، علما أنها من مواليد 1997، ومختصة في الأدب العربي وفي قسم الأدب العالمي، كما تدرس الإنجليزية والتركية، وهي ـ كما تقول ـ تتنفس الشعر، ولها محاولات في النثر والأقصوصة.

بداية قرأت لامية ”جزائرنا” وكانت تقرأ بأسلوب استعراضي جذاب يشبه الأداء المسرحي وكان مطلعها ”قلبي هتف اسمك يا جزائر الندى”، ورغم أن أغلب الحضور كانوا من المثقفين الكهول ولا يحسنون اللغة الفصحى لكنهم قالوا لـ"المساء” (منهم طبيب) إنهم استمتعوا بالأداء وبالكلام الشاعري المرتب والبرّاق والرائع، وقد قالت الشاعرة عن هذه القصيدة إنها كتبتها إثر موقف تعرضت له بالحافلة، حيث كانت مجموعة من الشباب تتحدث عن الحرقة فاعترضت وراحت تكتب عن الجزائر، أما القصيدة الثانية التي قرأتها فكانت بعنوان ”تحرق أرواحنا” وهي عن خيانة صديقة لتختتم مشاركتها بقصيدة حب.

الجزء الثاني من اللقاء خصّص للشاعر والملحن والمطرب رشيد رزاقي، وقد ذكر أن له 3 دواوين شعرية وسيصدر له في طبعة 2020، لسيلا ديوانه بالأمازيغية وبدأ الضيف قراءته بقصيدة كتبها بالفرنسية بعنوان ”سنة 2019” قال فيها إنّ السنة التي سبقتها غادرت دون غلق الأبواب، وتركت النيران موقدة في المواقد وحيا فيها الحراك.

ثم قدم أغنية مع فنان شاب يدعى حسان، ومع الفرقة التي قادها حميد مفلاح، وهي عبارة عن مونولوغ بين أب وابنه بعنوان ”اللي قادر باباه” (أي احترام الأب).

وقرأ رشيد بعضا من الشعر بالقبائلية، ثم غنى في طبع أشويق بأغنية ”اختصار قصة حياتي”، وعن الطرب القبائلي قال إنّه يتذوقه منذ أن كان طفلا يلعب بحيه في الأبيار، حيث كانت جدته مدمنة على سماع الموسيقى القبائلية عبر الراديو.

في أثناء المناقشة تم الحديث عن عدة مواضيع متعلقة بالشعر منها الشعر الملحون، حيث أكد رشيد أنه ينتهج الشعر المغنى في أعماله حتى وهو يكتب بالفرنسية تماما كما فعل الأجداد، ليتوقف عند روائع ”الصرابات” و"يوم الجمعة”، ثم أهدى أهل القصبة (كان بعض الحضور من أبنائها) معقل الفنون قصيدة بعنوان ”باسم الله وكلامي ظريف”.