الكاتبة فلة الأندلسية تقدم جديدها بكريشاندو

قصص وأشعار عن الحياة بحلوها ومرّها

قصص وأشعار عن الحياة بحلوها ومرّها
الكاتبة فلة الأندلسية
  • القراءات: 461
لطيفة داريب لطيفة داريب

قالت الكاتبة فلة الأندلسية خلال الندوة التي نشطتها أول أمس بمدرسة كريشاندو بمناسبة صدور كتابها "أكتب قصتي" عن دار القبية، إن تناولها عدة طابوهات مردّه إلى تسليط الضوء عليها، وعدم مواصلة التستر عنها.

الاغتصاب، الأطفال مجهولو الهوية، الطلاق التعسفي، النرجسية المنحرفة، الخيانة الزوجية وغيرها، طابوهات تعرضت لها الكاتبة فلة الأندلسية في إصدارها الجديد، الذي يضم سبع قصص وإحدى عشرة قصيدة.

وفي هذا السياق، اعتبرت فلة أن التطرق للطابوهات في الكتابة، أمر ضروري، مضيفة: " يجب تفادي التستر عنها وتجاوزها، بل تسليط الضوء عليها من خلال تحسيس الأولياء بخطورتها ". وتوقفت عند المصابين بـ "النرجسية المنحرفة" ، التي تتغذى من الجفاف أو الحنية المفرطة التي يتلقاها الطفل من الأولياء أو أحدهما، فيلجأ إلى محاولة التحكم في الغير، وتخريب حياة من يعتقد أنهم أحسن حالا منه، وسيواصل على هذه الوتيرة في كبره، خاصة أنه غير قادر على التعاطف مع الغير، ويشعر بأن الجميع ضده. وتابعت الكاتبة أن ضحايا هؤلاء النرجسيين عليهم بالفرار من هذه العلاقة السامة؛ سواء كانت عاطفية، أو في إطار العمل، وإلا سيصابون بانهيار عصبي، وربما أكثر من ذلك.

وبالمقابل، كتبت فلة في مجموعتها هذه، سبع قصص، من بينها قصة تأثر بها كل من قرأها إلى حد البكاء، عن شابة تدرس الطب متعلقة بوالدها الذي عاش الشقاء، ويعد ابنته بدخوله الوشيك، في مشروع مع مهاجر حتى يكسب المال الكثير، في حين تعده الابنة بالعيش المريح فور حصولها على عمل بعد انتهاء دراستها، لكن الأمور تنقلب على رأسها بعد فقدان الأب جراء فيضانات باب الواد، وهنا تتحول الشابة إلى معيلة للعائلة بفضل أناملها التي تصنع بها أشهى الأطباق، وفي نفس الوقت تلتقي برجل يصبح زوجها، ويبحث معها عن جسد والدها أو ما تبقّى منه.

وفي هذا قالت فلة إنها زارت باب الواد يوما بعد الفاجعة، وتأثرت كثيرا بما شاهدته بأم عينيها، وكذا بالحكايات التي وصلت أذنيها حول أناس جلبهم قدرهم المحتوم إلى باب الواد في تلك الساعة من ذلك اليوم. كما أشارت إلى رغبتها في الكتابة عن العلاقات العائلية، وقدرة النساء على إعالة أسرهن بفضل أناملهن.

قصة أخرى وهذه المرة عن خطر الإشاعة في المجتمع، وعن الطلاق التعسفي الذي حدث لشابة تطلقت بعد شهر واحد من الزواج، بفعل المشاكل التي واجهتها مع حماتها.

كما أشارت في قصة ثالثة، إلى انكار امرأة رغبة زوجها في تطليقها بعد عشرين سنة من الزواج، وإسكان شخص في البيت العائلي؛ لأنه ساعده في تحقيق غايته مقابل دفع رشوة.

ودائما مع هذه القصة، كتبت فلة عن اعتقاد المرأة تعرض زوجها للسحر؛ لأنها لا تريد أن تصدق بأنه قادر على تطليقها وطردها من المنزل، والزواج بامرأة أخرى. وفي نفس الوقت كتبت عن تضامن الجيران مع هذه المرأة؛ من خلال دفع إيجار سكن لها لمدة عام كامل.

وأكدت فلة أن جميع قصصها التي كتبتها في هذا المؤلَّف، وعددها 7، تعود إلى أحداث واقعية، في انتظار صدور ثماني قصص كتبتها ولم تشأ أن تعرف النور في هذا الكتاب، الذي ضم، أيضا، مجموعة من القصائد.

وعن هذه القصائد، قالت فلة إنها كتبتها للتخفيف من وطأة مواضيع القصص الرهيبة وإن كانت معظم نهاياتها سعيدة؛ لأنها تحب نشر الأمل. كما إن موضوع كل قصيدة قريب من القصة التي تلته؛ مثل قصيدة عن شكر الابنة أمها عما تفعله لأجلها.

للإشارة، تعكف فلة الأندلسية على كتابة رواية باللغة الإسبانية، علما أن الشاعرة الشابة إيناس حيوني، من كتبت مقدمة لهذه المجموعة القصصية والشعرية، "أكتب قصتي".