قصر ازلواز بجانت يروي حكاية إنسان تارقي

قصر ازلواز بجانت يروي حكاية إنسان تارقي
  • القراءات: 2147
جمال ميزي جمال ميزي

تعد مدينة جانت، بأقصى الجنوب الشرقي، وجهة الكثير من السياح والزائرين ليس من الجزائر فقط بل من كل أنحاء العالم، لما تضمه من معالم سياحية هامة، كمنطقة إهرير والبقرة الباكية وامرود التي تحكي قصصا وقصصا، من بينها قصة الإنسان الذي مر من هنا منذ آلاف السنين.

جانت منطقة عريقة تحوي الكثير من المعالم التاريخية في سلسلة الطاسيلي أزجر الضاربة في عمق الحضارة، كالقصور الثلاثة التي تشتهر بها، على غرار قصر نجاهيل وقصر تغوريفت وزلواز، هذا الأخير موجود في الجهة الشرقية لوادي   إجريو بتغزيت، على أرض صخرية مرتفعة.

وحسب سكان المنطقة الذين التقينا بهم، تعني تسمية «ازلواز» وقت الأصيل باللغة التارقية، ويتميز بالبساطة في طابعه المعماري الذي يظهر القصر على أنه نسيج عمراني مغلق،  بحيث تتراءى المساكن متلاصقة فيما بينها، وتشكل سورا يحيط بالقصر من كل النواحي، فيما تحيط من جهات الشمال والجنوب والغرب، بساتين وواحات تعود ملكيتها لأهل القصر أو ما يعرفون بـ«كيل أغرم» باللغة الترقية.

كما يتميز قصر ازلواز أيضا باستعماله لمواد بناء محلية كباقي القصور الأخرى، تتناسب وطبيعة المنطقة، مما ساهم في تمسك السكان بالطابع التقليدي على مر العصور والأزمنة، مشكلة فسيفساء غاية في الإبداع، تتناقص كلما نظرنا للأعلى حتى لا يبقى في الأعلى سوى مئذنة المسجد التي تتوسط، حسب مرافقنا السيد التيجاني، القصر بين كل تساجيت وكيل امندر، والذي كان يعرف توسعة بين الفينة والأخرى.

يتوسط القصر ضريح ولي من أولياء الله الصالحين، ينتمي حسب محدثنا، إلى الزاوية القادرية التي يعود تاريخ تأسيسها إلى بداية القرن الثامن عشر، والتي شهدت هي الأخرى توسيعات وترميمات استعملت فيها مواد تقليدية محلية، ليبقى قصر ازلواز شاهد على حقبة من الزمن مر خلالها الإنسان من هنا ذات يوم، وهي التي تبقى تجسد طقوسا وعادات في الأفراح والأحزان والتعابير الجسدية والأساطير والحكايات الشعبية.