15 سنة على رحيل الشاعر الشبوكي

قصة كفاح وإبداع

قصة كفاح وإبداع
  • القراءات: 1801
مريم. ن مريم. ن

أحيا بعض المثقفين والمناضلين وأبناء ولاية تبسة مؤخرا، الذكرى 15 لرحيل الشاعر المجاهد محمد شبوكي، الذي ردد الأبطال أناشيده في الجبال وأثناء المعارك، وكانت رائعته ”من جبالنا” عنوانا كبيرا للثورة التحريرية، ناهيك عن مساره الأدبي والثقافي الذي عايش أجيال ما بعد الاستقلال.

رافقت روائع الشاعر الراحل أبطال الثورة والملحمة التي صنعها رجال نوفمبر الأشاوس، فأصبح الشيخ محمد الشبوكي من طينة ذلك الجيل الذي صنع التاريخ، وأولئك الذين رفعوا سلاحهم في وجه المستعمر.

الشبوكي صاحب رائعة ”جزائرنا” التي يتغنى بها الجزائريون على اختلاف أعمارهم وتوجهاتهم، ويرددها أفراد الجيش ورجال السياسة، وكادت أن تكون النشيد الوطني للجزائر المستقلة.

الراحل محمد الشبوكي من مواليد عام 1916 بمنطقة ثليجان، التابعة آنذاك للشريعة بولاية تبسة، وقد حفظ القرآن الكريم، ثم توجه في بداية ثلاثينيات القرن الماضي، إلى تونس لمواصلة تعليمه، وتلقى الشاعر أصول اللغة والفقه على يد الشهيد الشيخ العربي التبسي، ومع حلول عام 1934، التحق بجامع الزيتونة إلى غاية تخرجه عام 1942، ليعود إلى أرض الوطن، وينخرط في جمعية ”العلماء المسلمين الجزائريين” نظير مواقفه السياسية والنضالية، وانخراطه في الثورة، تم اعتقاله عدة مرات بداية من سنة 1956، ولم يطلق سراحه إلا في عام 1962. تقلد بعد الاستقلال، عدة مهام سياسية، مسخرا حياته لخدمة الجزائر إلى غاية وفاته في جوان 2005.

عرف عن الشاعر الراحل زهده وعدم تفضيله للأضواء والشهرة، رغم شهرة قصيدته ”جزائرنا” التي ملأت الآفاق، وحمل ديوانه ”ديوان محمد الشبوكي” الذي ظهر للنور عام 1995، قصائد الشيخ التي يعود بعضها إلى فترة الاستعمار، وبعضها الآخر لجزائر الاستقلال، وقد كان لطبيعة التعليم العربي الذي تشرب منه، الأثر الواضح في قصائده التي كانت تأتي قوية الصورة والدلالة، كما التزم بمقومات القصيدة العربية العمودية، فجاءت قصائده متناغمة مع البحور الشعرية وبروح ثورية متمردة على الاستعمار.

تبقى رائعة ”جزائرنا يا بلاد الجدود” خالدة ويقول فيها:

"جزائرنا يا بلاد الجدود................ نهـضنا نحطم عـنك القيود

ففيك برغم العدى سنسود............. ونعصف بالظلم والظالمين

سلاما سلاما جبال البلاد............... فأنت القلاع لنا والعماد

وفيك عقدنا لواء الجهاد............... ومنك زحفنا على الغاصبين”

كما خلد شاعر الثورة الشيخ محمد الشبوكي معركة ”الجرف” الجزائرية الشهيرة، التي شبهها الفرنسيون بمعركة ”ديان بيان فو” الفيتنامية.

للإشارة، يعد الراحل محمد الشبوكي شخصية إصلاحية وأدبية وسياسية رائدة، سخر شعره لخدمة القضية الوطنية، كما يعد علما من أعلام الشعر. تناولت بعض الدراسات، آثاره الشعرية والنثرية ومواقفه النقدية والفكرية، والتزامه بالقصيدة العمودية والنثرية.