الموقع الأثري ”ديانا فيتيرانوروم” بباتنة

قرب الشروع في التسييج

قرب الشروع في التسييج
قرب الشروع في التسييج
  • القراءات: 887
ق.ث ق.ث

سيشرع في الأيام ”القليلة المقبلة”، بإشراف من الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية، في عملية تسييج الموقع الأثري ”ديانا فيتيرانوروم” ببلدية زانة البيضاء، الواقعة على بعد حوالي 50 كلم شمال غرب مدينة باتنة، حسبما أكده المدير المحلي للثقافة، عمر كبور.

عينت المقاولة المكلفة بتسييج الموقع، وهي متواجدة بعين المكان، في انتظار مباشرة الأشغال التي ستدوم حوالي 3 أشهر كأقصى تقديري، حسبما أوضح نفس المسؤول يوم الأربعاء الماضي، مضيفا أن العملية تدخل ضمن مخطّط استعجالي لحماية مواقع أثرية في ولايات تيبازة وعنابة والمسيلة، إلى جانب موقع تيمقاد (باتنة) الذي شارفت فيه الأشغال على الانتهاء، وأضيف موقع زانة الأثري، للتكفل به ضمن هذا المخطط المسجل سنة 2008، بعد مراسلات عديدة وجهتها مديرية الثقافة لوزارة الثقافة، تتضمّن ضرورة التدخّل لوقف التردي الذي تشهده آثار منطقة ”ديانا” وموقعها الأثري.  ستمكّن العملية، وفق نفس المختصين، من المحافظة على هذا الموقع الروماني المتواجد بالقرب من التجمع الثانوي زانة أولاد سبع، بمحاذاة الطريق الولائي 153 الرابط بين الطريق الوطني رقم 75 وبلدية وادي الماء، وحمايته من عدة أخطار تحدق به، خاصة من الزحف العمراني. تعد ”ديانا فيتيرانوروم”، حسبما أفادت به مصلحة التراث الأثري بمديرية الثقافة،  من المدن الرومانية التي تم تشييدها في القرن الثاني للميلاد من طرف الفرقة الثالثة الأغسطينية، ضمن التوسّع الروماني على حساب الممتلكات النوميدية  السهلية المتواجدة بالجهة.

تم وفق المصدر، استغلال هذه المدينة الواقعة حاليا بإقليم بلدية زانة البيضاء بدائرة سريانة من طرف البيزنطيين، في إطار مشروع إعادة استرجاع الممتلكات الرومانية المسلوبة منهم من طرف الوندال.

من المعالم الأثرية الواضحة بهذه المدينة العتيقة، والتي ما زال الجزء الأكبر منها محفوظا تحت الأرض، وتم تصنيفها وفق المصدر في قائمة التراث الوطني عام 1900، ليصدر هذا القرار بعد ذلك في الجريدة الرسمية رقم 7 بتاريخ 23 يناير 1968، أقواس النصر والكنيسة المسيحية والقلعة البيزنطية والساحة العامة وكذا  الحمامات.

تقدر المساحة الإجمالية لهذا الموقع الأثري الذي انطلقت فيه الأبحاث الأثرية أثناء الفترة الاستعمارية، بداية من سنة 1850 بحوالي 76,5 هكتارا، حسب نفس المصدر، مشيرا إلى تحديد المنطقة الأثرية ومنطقة الحماية للموقع الأثري،  واستفادته من الدراسة الخاصة بحمايته واستصلاحه وكذا المنطقة التابعة له، إضافة إلى تصنيفه في إطار مراجعة الدراسة الخاصة بالمخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير لبلدية زانة البيضاء كمنطقة غير قابلة للتعمير، نظرا لوجود آثار فيها.  حسب ممثل الديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية محليا، ومسؤول المتحف والموقع الأثري بتيمقاد، والمكلف بالإشراف على عملية تسييج الموقع مجيد بلقارص، فإن تسمية الموقع بـ«ديانا فيتيرانوروم” هو نسبة إلى الملكة التي كانت تحكم في تلك الفترة، ويقال بأن اسم ”ديانا” يعني آلهة الصيد عند الرومان، وكانت المدينة وقتها عبارة عن معسكر للراحة تم بناؤه لمعطوبي الحرب.  أكد المختص أن موقع ”ديانا” أو زانة الأثري ”هام جدا”، حيث يبين الظاهر من المباني فيه وكذا بقايا الفخار بزخارفه الرائعة والفسيفساء التي وجدت به، على أن هذه المدينة كانت ”راقية جدا”.

يذهب الكثير من المختصين في علم الآثار، إلى الاعتقاد بأن الكشف الكلي عن هذه المدينة وما يحويه الموقع الأثري ”سينسينا في تيمقاد الأثرية”، يضيف المختص في الآثار، فإذا كان المخطط العمراني لمدينة تيمقاد فريد من نوعه، حيث يظهر على شكل لعبة شطرنج، وهناك من الأثريين ـ يضيف المتحدث ـ من يسمي زانة مجازا باسم أخت تيمقاد، لأهمية هذه المدينة الأّثرية التي ما زالت لم تكشف بعد عن كل أسرارها.