الكاتبة سليمة مليزي بموعد "أربعاء الكلمة"

قراءات من نبض الذاكرة والروح

قراءات من نبض الذاكرة والروح
  • القراءات: 1010
مريم. ن  مريم. ن
استضاف موعد «أربعاء الكلمة» بمكتبة ديدوش مراد مؤخّرا الكاتبة سليمة مليزي لتتحدّث عن تجربتها مع النشر وعلاقتها بأدب الناشئة وبالشعر الذي حملته عصارة أحلامها وتجليات امتداد روحها نحو الآخر ونحو الانتماء، حيث تعتمد الكاتبة اللغة الشفافة والهادئة في الكتابة والقراءة لتنثر فراشات إبداعها المعبق بالفل والياسمين.
قدّمت الكاتبة في هذا اللقاء ديوانيها الشعريين «رماد الروح» و»نبض من وتر الذاكرة»، لتختار بعدها الحديث عن بداياتها كشاعرة وقاصة اهتمت بأدب الطفل وراحت تنشر ما تنتج على صفحات الجرائد اليومية منها «الشعب» و»المساء»، علما أنّ ذلك كان في بداية الثمانينيات وقبلها كانت تتعاطى الرسم وأبرزت من خلاله مواهبها.
الانطلاقة كانت مع الخواطر وقد نشرتها ليشجّعها القرّاء على المزيد، وفي هذه الفترة كانت تعمل بمجلة «ألوان»، وفي سنة 1982 أصدرت قصة قصيرة خاصة بالشباب ليتواصل النشر مع كتب الأطفال التي كانت تفتقدها الساحة الوطنية آنذاك لتقدم مثلا أولى قصصها وهي «العصفور الضفدعة»، إضافة إلى أربعة مشاريع أخرى بقيت حبيسة الأدراج.
تواصل نشاط النشر مع جريدتي «الشعب» و«الجمهورية» من خلال النادي الأدبي لتصدر سنة 84 قصة قصيرة بوهران، وفي نفس السنة - تؤكّد الضيفة - إلتحقت بمجلة «الوحدة» واتّفقت مع مديرها آنذاك على نشر ملحق خاص بالأطفال صدر منه ثلاثة أعداد كاملة وحقّقت النجاح ثمّ حوّل الملحق إلى مجلة للأطفال سميت «رياض»، تكفّلت هي بمهمة تحريرها وامتدّ هذا التواصل مع العالم الصغير عبر الإذاعة من خلال برنامج «الحديقة الساحرة».
آخر قصة للأطفال نشرتها بجريدة «المساء» سنة 1993 لتتوقّف وتنسحب من الساحة لظروف عائلية خاصة متعلّقة بتربية الأبناء الثلاثة والسهر على شؤونهم ورغم إلحاح الناشرين والجرائد، بعدها وفي سنة 2012 قرّرت العودة (بعد ذهاب ابنها البكر لإكمال دراسته الجامعية بباريس) فرجعت للكتب والخواطر والمنتديات وكانت الباكورة هو ديوان شعر بعنوان «رماد الروح» الذي صدر سنة 2013 علما أنه كان شراكة شعرية مع المبدع السوري معتز أبو خليل، فكان ديوانا بصيغة المثنى وهو رسالة إلى الوطن العربي الذي مزّقته زوبعة الربيع العربي وزرعت فيه أشواك الفتنة والفرقة.. يحوي هذا العمل الصادر بدار الخلدونية للنشر 80 قصيدة نصفها للسيدة سليمة، وهنا أشارت المتحدثة إلى أنّ عنوان الديوان أيضا مقسوم بينها وبين الشاعر السوري الذي اختار هو الرماد واختارت هي الروح التي أرادتها محلقة تنشر حلما عربيا مليئا بالحب والتفاؤل .
أما بالنسبة لديوان «نبض من وتر الذاكرة»، فقد نشر بدار «الكلمة نغم» بالقاهرة سنة 2014 وهو يتضمن شعرا نثريا الذي ترى فيه سليمة أكثر تعبيرا من القصيدة الموزونة به الكثير من الحرية، وهنا تؤكد أن نشرها بالخارج جعلها تقتنع بأن النشر في الجزائر كان دوما في المستوى والعروض لا تقل جودة عما يقدمه الآخرون.
يحمل هذا الديوان ذكريات جميلة سجلت غيابها عن ساحة التأليف والنشر منها حالات حميمة وأحداث عالمية ومنها حالات حب وغضب وقهر وانفجار وظلم للمرأة وكل ذلك في قالب إنساني تردد عبر 115 صفحة، وأكّدت الضيفة أنّ مقدّمة الديوان كتبتها الإعلامية والشاعرة اللبنانية نعمت بجاني، كما تضمن العمل شهادات لمجموعة من الأدباء والشعراء العرب.  
قدّمت السيدة سليمة مليزي بالمناسبة أيضا «انطولوجيا الفينق للأدب العربي المعاصر» الصادرة عن أكاديمية الفينق لدار العنقاء بالأردن سنة 2014 وكان تحت إشراف زياد السعودي. وفي هذا الكتاب تم اختيار بعض النصوص الجزائرية في القصة والشعر لكل من المتحدثة وليندة كامل وسمير رقروق ضمن أعمال أخرى لكتاب من عدة مناطق من الوطن العربي، كما ستترجم هذه الأعمال إلى عدة لغات حية.
في الأخير، تحدّثت السيدة سليمة عن بعض مشاريعها منها إصدار «العرين للشعر والإبداع النسوي» بالتعاون مع المبدعة الجزائرية المقيمة بمصر رزيقة بنت الهضاب، وكذا التفكير في استحداث جائزة خاصة بالإبداع النسوي بالجزائر المراد بها إثراء الساحة الأدبية النسوية وكذا للأدب النسوي المهمش للخروج به إلى النور وستتكفل السيدة رزيقة بمهمة الطبع.
من جهة أخرى، للسيدة سليمة ديوان تحت الطبع زائد مجموعة قصصية طلبتها منها وزارة الثقافة.