طباعة هذه الصفحة

أمسية شعرية بفضاء بشير منتوري

قراءات على وقع نغمات الأوتار

قراءات على وقع نغمات الأوتار
  • القراءات: 752
مريم. ن مريم. ن

استضاف فضاء ”بشير منتوري” أول أمس، كوكبة من الشعراء، أنشدوا في شتى دروب هذا الفن الضارب في جذور الأزل. ورافقت القيثارة القوافي لتزيدها إيحاء، وتأخذ بيدها نحو الجمهور الحاضر الشغوف بكل ما هو شعر.

أشارت الشاعرة فوزية لارادي في كلمتها الترحيبية، إلى أن الشعر توأم الإنسان، وُلد منذ الخليقة الأولى، وتعاطاه المتأملون للطبيعة وللكون، واكتشفوا معه عذب النغمات على إيقاع خرير المياه وحركة السكون. بعدها تَقدم عازف القيثارة حسام منوي ليقدم معزوفات من روائع الموسيقى الكلاسيكية الإسبانية، وبدا عليه وهو يعزف مدى انسجامه مع آلته الموسيقية، وولعه بالفلامنكو. وبعد عزفه ثلاث قطع أكد للحضور أن الفلامينكو يحمل أصولا أندلسية عربية، ويحمل الكثير من الأحاسيس الراقية، ثم تحدّث عن المعالم الأندلسية، ومنها نافورة قصر الحمراء بغرناطة، التي ألهمت أشهر عازف إسباني بخرير مياهها، فألّف بفضلها الروائع منذ قرنين تقريبا.

بعدها تقدم الشاعر محمد السعيد صخرية الذي صدرت له مؤخرا مجموعته الشعرية، واستهل قراءاته باللغة الفرنسية  بـ ”في قلبي”، جاء فيها ”في قلبي سحر يعبّر عن هواجسي. وفي قلبي الصغير تبتسمين، وهنالك فيه يكمن الأمل والحب والحرية”.

كما قرأ صخرية الصحفي بالقناة الإذاعية الثانية، قصيدة ثانية بعنوان ”أخي الصغير”، وأهداها لأخيه الصغير الذي توفي إثر إصابته بداء السكري، جاء فيها: ”أبحث عن ملامح وجهك الملائكي والطفولي، إنه يحمل البراءة. تلك لحظات جميلة تحرك ذاكرتي؛ إنك مدلل عائلتك. أنت قريب أتمنى أن تكون هنا لأحضنك”. وحملت قصيدته ثالثة بعنوان ”تعال”، الكثير من الرقة والجمال ومخاطبة الحبيب، ليسافر عبر نجوم السماء، ويلمس الفراشات؛ ”فتعال لأحملك معي”.

من جانبها، قرأت الشاعرة فتيحة دحماني بعضا من قصائدها المنشورة، منها ”كان زرعه أخضر” التي يقول مطلعها: ”كان زرعه أخضر، وكان يغني كل صباح ليرعى أكثر”. كما قرأت مقاطع شعرية كتبتها بالفرنسية، وأخرى بالدارجة العاصمية، تنوعت بين الغزل والحكمة. كما قدّمت بالفرنسية ”أنسحب”، وهي لوم للشريك الذي ضاقت الحياة معه. الشاعر دحام سمير، من جهته، قدّم مجموعته الشعرية في نوع الهايكو، منها ”تلك الشجرة” التي يقول مطلعها: ”تراها استشرفت حزني العجوز... كم الساعة؟ إنها الخيبة على دقات روحي. وهل الأغنية التي أسمعها دوما.. تشبهك أو تشبه الذكريات الصماء؟”. الشاعر بوخلاط قرأ بالعربية وبالفرنسية، فقدّم ”أقسمت أن لا أحب”، وكانت القصيدة بالفرنسية على لسان امرأة أقسمت على هجران الحب والعيش وحيدة بعيدة عن الكذابين، لكنها أيقنت في الأخير أن الحب أكبر من ذلك كله، وحملت قصيدة أخرى هي ”أنت السبب” بالعربية؛ لوما للحبيبة، وكذا ”عندما يأتي الليل” بالفرنسية، ثم ”قلت لها”. وقدّمت الشاعرة فتيحة دحماني شعرا بالدارجة، ثمّنت فيه القيم والأصالة وعبق ”الدزاير القديمة”.

وعلى هامش اللقاء، التقت ”المساء” بالعازف حسام منوي، إطار سام بقطاع المالية، الذي أكد شغفه بالبحث في الموسيقى وتاريخ الفن، مشيرا إلى أن أذنه الموسيقية تربت على سماع أكبر الفنانين، منهم الفنان كاظم الساهر، الذي اشتغل معه في فرقته، واحتكّ بعازف القيتار المعروف في هذه الفرقة درغام، وتعلّم من كاظم طول النفس، والقدرة على التحمل، واعتبر طريق الفن شاقا لا يُفرش بالحرير. كما قال له كاظم إن مساره الفني يشبه مساره؛ فهو أيضا بدأ المشوار كعازف قيثارة. وقال حسام إنه ألّف مقاطع موسيقية في الفلامنكو، علما أنه ملمّ بهذا الفن ومدارسه ورواده ونجومه. كما خاض في الموسيقى التركية، علما أن له جذورا تركية من جهة والده. وبالموازاة، فإن هذا الفنان الشاب قرأ مؤلفات عن موسيقى الفرابي ونظرية الائتلاف، وكيف كان العود مثمَّنا. وواصل نصير شمة بعدها المشوار؛ حيث ألّف ”من آشور إلى إشبيلية”. وقد عمل معه حسام، هذا الأخير الذي أسهب في الحديث عن العود أو الكيناري والأركاديين، كما كان يسمى في العصور السحيقة؛ أي منذ أكثر من 4 آلاف سنة. وبالنسبة للتراث الجزائري قال محدث ”المساء” إنه يحمل صفة العالمية نتيجة أصالته وتنوعه. وعن مشاريعه أشار إلى أن له العديد من المشاريع التي تنتظر التجسيد الذي طال لغياب الدعم، وللتضييق على أعماله.قراءات على وقع نغمات الأوتار