تحت شعار ”أعلام الجزائر منارة الأجيال”

قافلة ”نور الإيمان” تحط رحالها بتيزي وزو

قافلة ”نور الإيمان” تحط رحالها بتيزي وزو
  • القراءات: 790
❊ س.زميحي ❊ س.زميحي

حطت القافلة العلمية لمنطقة القبائل نور الإيمان أول أمس، الرحال بمتحف المجاهد مدوحة بتيزي وزو،  للتعريف بأعلام الجزائر، والتي شارك فيها رجال دين وباحثون أكاديميون ومثقفون، وكانت فرصة لتنشيط الحياة الثقافية بالولاية وربط الأجيال بموروثهم الثقافي الزاخر.

أكد المسؤول بمديرية الشؤون الدينية والأوقاف بتيزي وزو الأستاذ علي العربي لـ المساء، أنّ المركز الثقافي الإسلامي نظّم بالتعاون مع مديريات الشؤون الدينية والأوقاف، قوافل علمية تحمل شعار أعلام الجزائر منارة الأجيال ضمن احتفالات الذكرى 64 لاندلاع ثورة نوفمبر، تزامنا مع إحياء المولد النبوي الشريف.

القافلة تجوب عدة ولايات، منها قافلة نور الإيمان التي حطت رحالها بمنطقة القبائل، لترحل بعدها إلى بجاية، ثم سطيف، فبرج بوعريريج والبويرة وبومرداس. كما أشار محدث المساء إلى أن هذه المبادرة تهدف إلى ربط أجيال اليوم بأجيال الأمس، والتعريف بمآثر العلماء لدى الشباب، ليرتبطوا أكثر بالقيم الدينية والروحية والوطنية.

وأضاف الأستاذ علي العربي أن هذه القافلة التي تحط بتيزي وزو تسعى للتعريف بثلاث شخصيات، هي الشيخ محند الحسين والشيخ أرزقي الشرفاوي وشخصية أخرى ربطت بين التصوف والتربية والتعليم، وتتعلق بالشيخ سيدي عبد الرحمان الأيلولي إمام وأستاذ بمعهد سيدي عبد الرحمان، مؤكدا أن هذا اليوم الدراسي يضم إلقاء سلسلة من المحاضرات التي ينشطها أساتذة لعرض مسارات تلك الشخصيات.

بالمناسبة، دعا المحاضرون المشاركون في القافلة إلى إحداث برامج جديدة فاعلة، تجلب اهتمام العائلات، وتحفزهم على توجيه أبنائهم لدراسة تاريخ أعلام الجزائر، والاطلاع على موروثهم الثقافي من خلال تفعيل دور الزوايا. كما دعوا إلى نفض الغبار عن العلماء الذين أنجبتهم المنطقة؛ من خلال إبراز دورهم وأعمالهم وإسهاماتهم القيّمة في نشر العلم والثقافة الإسلامية في أوساط المجتمع، موضّحين أن مثل هذه الأنشطة كفيلة باستحضار التاريخ الإسلامي الجزائري الذي تأسس عبر القرون بفضل مساهمات العلماء والمشايخ والزوايا. كما نوّه المشاركون بأهمية إحياء تراث العلماء والمشايخ، علما أنه جزء من تاريخ الزواوة، الذين قدّموا الكثير للثقافة الإسلامية، ما يتطلّب اليوم تركيز الباحثين والطلبة على ما خلّفوه من أجل حفظ أعمالهم، مع العمل على إحياء تراث القبائل الثري، خاصة منه الذي بقي مغمورا، ليتفق الجميع على أن مثل هذه الأنشطة تبرز تمسّك المنطقة بأصالتها وقيمها الروحية وبقائها معقلا لا يُستغنى عنه في الحفاظ عن الهوية الوطنية.

ويذكر التاريخ المكانة البارزة للشيخ محند الحسين، الذي كان مصدر رضا للسكان المحليين، الذين عانوا من البؤس ووحشية الاستعمار.

وكان الناس يجيئون من جميع الجهات لطلب النصيحة والتماس بركته، وشعرُه كان علاجا لمآسيهم، علما أنه أدرك طبيعة المستعمر، الذي وصفه في شعره، وحرّض الناس على المقاومة وحتى التمرد.

وفي المشرق وبحثا عن المعرفة سرعان ما أصبح الشيخ أرزقي شرفاوي ـ واسمه الحقيقي أرزقي قزو ـ مرجعا دينيا وعلميا، غير أنه اختار العودة إلى وطنه، ليعطي علمه لسكان منطقته. وألّف ستة كتب لم يبق منها أيّ أثر. كان حريصا جدا على العلم، ولم يكتف بتعاليمه المحلية، والتحق بمدرسة الثعالبية في العاصمة قبل أن يتجه إلى  القاهرة للتسجيل بالأزهر الشريف. وعند عودته إلى الجزائر بعد لقاء مع أبناء منطقته خلال رحلة حج إلى مكة، استقر بمسقط رأسه بعزازقة، رافضا البقاء في الجزائر العاصمة رغم إلحاح الشيخ عبد الحميد بن باديس.

وكان المرجع القرآني خلال القرن 17 الشيخ عبد الرحمان الأيلولي، الذي عاش في منطقة إيلولا إيمولا. كان حصنا ضد العديد من الآفات الاجتماعية، ووصل إشعاعه إلى ولايات الشرق الجزائري.