عن روايته "أفصح الريح عن اسمه"

فوز محمد عبد الله بجائزة "أحمد بابا 2023"

فوز محمد عبد الله بجائزة "أحمد بابا 2023"
  • القراءات: 694
لطيفة داريب لطيفة داريب

فاز الكاتب الجزائري محمد عبد الله بجائزة "أحمد بابا 2023"، عن روايته الأخيرة "أفصح الريح عن اسمه" الصادرة عن دار نشر "أبيك"،  خلال حفل الافتتاح الأدبي بمالي، والذي عرف تنظيم العديد من التظاهرات وتسليم جوائز دولية لكُتاب إفريقيين.

تسلم مدير دار النشر "أبيك"، كريم شيخ، جائزة "أحمد بابا 2023"، نيابة عن الفائز محمد عبد الله، وقد عبر عن سعادته بحصول الكاتب الجزائري الشاب على هذه الجائزة التي تعنى بالكُتاب الإفريقيين.

كان محمد عبد الله صاحب خمس وعشرين ربيعا، قد طرح العديد من التساؤلات في روايته الرابعة، يأتي في مقدمتها دور الثقافة في تحقيق الثورة التحريرية، أو بشكل أدق عن مكانتها في بلد محتل، قرر أبناؤه الظفر بالحرية. وتساءل "هل يمكن أن يكون للثقافة دور في المقاومة ضد المستعمر في زمن رُفع فيه السلاح، وتَقرر فيه نيل الحرية؟". وأجاب أن المقاومة حملت أكثر من وجه، وأن كتابه هذا تطرق للمقاومة المهمة جدا للفنانين والأدباء والصحفيين، متابعا أنه تناول مسألة تعزيز أجيال من المثقفين الجزائريين لمكانة الجزائر دوليا، رغم أنها كانت تحت نير الاستعمار. واعتبر أن الثورة التحريرية كان لها أثر كبير على الجزائريين، حتى في وقتنا الحالي.

كما تناول الكاتب في روايته هذه أيضا، اصطدام جزائريين بواقع مختلف تماما عن واقعهم، خلال التحاقهم بالمدارس، ممثلا بطفل التحق بالمتوسطة، فوجد نفسه في عالم مختلف عما ألِفه، وكذا أمام حاجز لا نعرف إذا استطاع تخطيه أم لا، ليعود عبد الله إلى اهتمام هذا الطفل بالإبداع، في زمن عرف بزوغ الثورة التحريرية، وتساؤلات حول جدوى الثقافة في هذه الظروف تحديدا.

للإشارة، أدار الناشر كريم شيخ، ملتقى الفعاليات الأدبية في إفريقيا، الذي نظم في إطار تظاهرة الدخول الأدبي في المالي. شارك فيها ممثلون عن عشرين معرضا للكتب بإفريقيا، إضافة إلى ناشطي اللقاءات الأدبية التي تنظم بشكل دوري في مناطق متنوعة جغرافيا ولغويا من القارة السمراء.  في هذا السياق، قال شيخ، إنه لأول مرة يُعقد هذا الاجتماع الهام في إفريقيا، والذي يشارك فيه منظمو تظاهرات ثقافية ومعارض للكتب، ناطقون باللغات العربية والفرنسية والإنجليزية والبرتغالية. وأضاف أن مثل هذا اللقاء، سمح للمشاركين بالتعرف على بعضهم البعض، وكذا الاحتكاك فيما بينهم، والتطرق في نفس الوقت إلى الصعوبات التي تعترضهم، خلال تنظيمهم للتظاهرات الثقافية، كالتي تعنى بحركية الكتاب والكاتب والناشر ومحاولة إيجاد حلول لها، وكذا أهمية التنسيق بين الفاعلين الثقافيين الإفريقيين، حتى لا يتم برمجة نشاطين في وقت واحد، مؤكدا تركيز المناقشات حول أهمية الترجمة، لضمان توزيع أفضل للكتب في القارة الإفريقية.

عرف هذا اللقاء مشاركة أيضا، الكاتب وممثل المعرض الدولي للكتاب بالجزائر، أمزيان فرحاني، الذي قال إن المنتدى تاريخي، وقد كشف عن الحيوية والنشاط للكتاب ولداعميه، رغم الظروف الصعبة، وخص بالذكر، تنظيم بينال الأدب الفرنكفوني لإفريقيا السوداء لبوبو ديولاسو المخصص لأدب الطفل.

للإشارة، اتفق المشاركون في ملتقى الفعاليات الأدبية بإفريقيا، تجميع جهودهم، خدمة للكتاب الإفريقي، وفي هذا، سيتم إنشاء شبكة التبادلات والمبادرات، لمواصلة النقاش ووضع اقتراحات قوية تمس الكتاب في القارة، ومن ثمة إنشاء الشبكة الإفريقية للتظاهرات الأدبية، التي سيتم تنسيقها على المستوى القاري لمدة عام، بعدها سيتم تنظيم اجتماع تقييمي لها، وبرمجة الخطوات المقبلة.

كما سيطلق المنتدى نداء موجها إلى الاتحاد الإفريقي، وإلى جميع حكومات الدول الإفريقية، لتهيئة ظروف أفضل وتطوير الكتب والقراءة والأدب في القارة، من الناحية الثقافية والقانونية والمالية والضرائبية وغيرها، خاصة أننا نعيش في عصر تقنيات الاتصال الجديدة، التي تنتج لنا محتوى رقميا، يمثل تحديا استراتيجيا، يجب أن يساهم فيه عالم النشر والإبداع الأدبي.