عن مجموعته القصصية ”الرجل، مفترق الطرق”

فوز حكيم لعلام بالجائزة الأدبية ”أفا”

فوز حكيم لعلام بالجائزة الأدبية ”أفا”
  • القراءات: 1255
لطيفة داريب لطيفة داريب

ظفر الكاتب الصحفي رضا بلحجوجة، المعروف بـ"حكيم لعلام”، بالجائزة الأدبية لجمعية فرنسا الجزائر في طبعتها الثالثة، عن مجموعته القصصية ”الرجل، مفترق الطرق” وهذا امام رواية ليندة شويطر ”الفالس” الحاصلة على جائزة آسيا جبار 2019 باللغة الفرنسية، ورواية ”أصوات النساء، اعتداء” لفريدة صافي الدين.

تمنح جمعية فرنسا الجزائر، منذ سنة 2017، جائزتها الأدبية لمنتوج أدبي نشر حديثا، سواء كان رواية أو مجموعة قصصية، للتعريف بها أمام الجمهور الفرنسي والتأكيد على المواهب الأدبية الجزائرية وتشجيع إبداعها.

في هذا السياق تم منح الجائزة الأدبية ”أفا” للمجموعة القصصية لحكيم لعلام، المعنونة بـ"الرجل، مفترق الطرق” عن دار النشر فرانس فانون، من طرف لجنة تحكيم ترأسها مورغان سبورتاس، ومن المفروض أن يتم تسليمها للفائز، في 26مارس الجاري، بمكتبة أرسنال بباريس.

وتقع المجموعة القصصية لرضا بلحجوجة (حكيم لعلام)، في 198 صفحة، وتضم تسع قصص حول الجزائر، وقد شارك بها في الطبعة السابقة للصالون الدولي للكتاب، التي نظمت في الجزائر في الفترة الممتدة من 30 أكتوبر الى 9 نوفمبر 2019، وهذا بعد أن غاب عن هذا الموعد لمدة ثلاث سنوات كاملة.

ولحكيم لعلام، ركن معروف في جريدة ”لوسوار داليجري”، بعنوان ”ادفع معهم”، كما سبق وأن صدرت له مجموعة من الأعمال وهي ”الأنف والخسارة”، ”علامات مجنونة”، ”ادفع معهم”، و"شارع مظلم في 44مكرر”، ويقول عن نفسه إنّه يكتب دائما الجديد فهو لا يحب تسخين أعماله وتقديمها في حلة أخرى، بل يصبو إلى التجديد دائما، كما يستعمل كلماته الخاصة ويعبّر بطريقته الفريدة من نوعها، خاصة وأنّه غير محدّد بعدد معين من الكلمات مثلما هو الأمر في كتاباته الصحفية، ولهذا لا يعطي لنفسه حدودا في الكتابة الابداعية.

أما عن مجموعته القصصية الجديدة، والمعنونة بـ"الرجل، مفترق الطرق”، فقال حكيم في أحاديث صحفية سابقة، إنّها تضم في أغلبها، قصصا كتبها منذ ثلاث سنوات، إلاّ أنّ بعضها كانت عبارة عن تنبؤ بما يحدث في الجزائر حاليا، مثل مغادرة الرئيس السابق عبد العزيز بوتفليقة لسدة الحكم.

في هذا السياق، يحكي حكيم في عمله الأخير هذا، عن عالم نصفه رائع ونصفه مجنون، لكنه في عمقه فظ ووقح، حيث يقودنا إلى أروقة مظلمة لبلد يعيش شكوكا كثيرة، ويتأرجح بين الماضي والمستقبل، وفي نفس الوقت لا يحسن استغلال حاضره بالشكل المطلوب.

ووصف حكيم في مجموعته هذه، شخصيات بسيطة في فكرها وعيشها وأخرى ظالمة لا تريد الخير للبلاد، وسط متناقضات صارخة، استطاع الكاتب الصحفي أن ينسج بينها خيوطا متينة، لتظهر هذه المجموعة في شكل محكم، استحقت جائزة جمعية فرنسا الجزائر. 

أما رواية ”فالس” لليندة شويطر والتي وصلت إلى نهائيات هذه الجائزة وتحصّلت سابقا على جائزة آسيا جبار في اللغة الفرنسية، فتحكي قصة خياطة مريضة نفسيا، تتمكّن من التأهل إلى نهائيات مسابقة في تصميم الملابس بفيينا (النمسا)، وفي انتظار ذهابها الى عاصمة الموسيقى الكلاسكية، تواجه الخياطة يوميات مليئة بالعنف والتناقضات ووسط أشباح تقبع في أعماق نفسيتها، حالمة في السياق نفسه، بقيامها برقصة ”الفالس” في شوارع فيينا.

وصرحت ليندة، في حوار صحفي أنّ فكرة كتابة روايتها هذه الصادرة عن دار ”القصبة” راودتها سنة 2016 حينما كانت تهب للسفر إلى فيينا للمشاركة في ملتقى حول الأدب المقارن، مضيفة أنّه من المستحيل التفكير في فيينا من دون رقصة الفالس، كما أرادت من عملها هذا إعطاء الفرصة ولو في الأدب، لامرأة لا تسافر أبدا وبالتالي لا تملك فرصة اكتشاف عوالم أخرى.

بالمقابل، تأهّلت ايضا رواية ”أصوات النساء، اعتداء” لفريدة صافي الدين، الى نهائيات جائزة فرنسا الجزائر، عن دار ”القصبة”، وهي أوّل رواية لهذه الكاتبة التي صدر لها هذا العمل، 12 سنة بعد تقاعدها، وقد عرفت سنة صدور روايتها هذه، ميلاد ديوانها الشعري بعنوان ”أحبني”.

وتحكي فريدة في روايتها هذه، معاناة طفلة من التقاليد البالية التي ما زالت تنخر روحها قبل جسدها، وكأننّا نعيش في عصر الجاهلية حيث كان البنت تدفن مباشرة بعد مولدها في الكثير من الأحيان. كما ذكرت الكاتبة، الصراع الذي تتخبّط فيه الفتاة بين طموحها في أن تكون أحيانا مجرّد ”إنسان” وبين كلّ العراقيل والمطبات التي تعرقل جميع جوانب حياتها.

في إطار آخر، منحت جمعية الجزائر فرنسا التي يترأسها أرنو مونتبورغ، جائزتها بوعماري ـ فوتيي، المتعلقة بالفن السابع لفيلم ”بابيشا” لمونية مدور في فئة الفيلم الروائي، وكذا لفيلم ”درويشة” لليلى بيراتو وكامي ميلران، في فئة الفيلم الوثائقي.

وقد شارك في هذه المسابقة أمين سيدي بومدين، عن فيلمه ”أبو ليلى” و"شذرات أحلام” لبهية بن شيخ الفقون، كما موّلت هذه الجمعية ايضا الفيلم الوثائقي للياس بوختين الذي تم عرضه الشرفي، مؤخرا بباريس، ويعطي هذا الفيلم الكلمة لنساء وهنّ شريفة وعزيزة وجيميا وميمونة، وهن نساء تركن أهاليهن في بلدهن وتزوجن من مهاجرين، حيث يحكين قصة كفاحهن اليومي وسط بلد قد لا يحتضهن في كل مرة.