عبّروا عن أوجاع بلدهم

فنانون تشكيليون يرسمون كفاح الأطباء ضد كورونا

فنانون تشكيليون يرسمون كفاح الأطباء ضد كورونا
  • القراءات: 1583
لطيفة داريب لطيفة داريب

الفنان التشكيلي كائن حساس، يعبّر عن خوالجه وعما يحدث في محيطه بممارسته الرسم والنحت وغيرهما من الفنون التي تنضوي تحت ما يمسى بالفن التشكيلي، لهذا كان من الطبيعي جدا أن يرسم عن كفاح الأطباء ضد العدو كورونا .

في هذا السياق، قال الفنان فتوش حمزة، خريج مدرسة الفنون الجميلة بمستغانم، قال لـ "المساء"، إنه أراد مواكبة الحملة الصحية التي تنص على ضرورة أخذ اللقاح للحد من انتشار فيروس كورونا. وأضاف أن الملاحظ في عمله، أن  الأعين مشدودة إلى الحقنة. كما إن آخذ الحقنة تعتليه فقاعة شفافة؛ دلالة على الحماية، في حين أن الطبيبة التي تحقنه يعتليها إطار أصفر؛ دلالة على القيمة الرفيعة لها. وذكر حمزة رسمه هذه اللوحة في إطار مشاركته في مسابقة نظمها بنك خاص، مشيرا إلى عدم عرضها أمام الجمهور بفعل إيقاف كل الأنشطة الثقافية؛ جراء فترة الحجر الصحي التي تمر بها أكثر ولايات الوطن.

وتمنى حمزة رسم أكثر من لوحة في الموضوع، لكن بفعل الظروف المادية المتأزمة، وعدم وجود إعانات مالية للفنان الذي يعاني من البطالة، يصعب عليه تحقيق ذلك. ومن جهته، كشف الفنان مصطفى بوغويش لـ "المساء"، عن رسمه لوحتين حول نضال الأطباء ضد فيروس كورونا، سلمهما للطاقم الطبي لمستشفى عين الكبيرة بولاية سطيف، وهما معروضتان في قاعة الاستعجالات. اللوحة الأولى هي لوحة زيتية مقاسها 90/60، تحت عنوان: "لا حول ولا قوة إلا بالله"، عن قصة حقيقية لطفلة يتيمة الأبوين، لفظت أنفاسها الأخيرة بين يدي طبيبها بفعل نقص الأكسجين. وقد كان  آخر من ودعها إلى مثواها الأخير بعد مجهود مضن لإنقاذها.

ورسم مصطفى في لوحته، الخط المستقيم للجهاز الذي يربط بالمريضة، وهو دليل على وفاتها، إضافة إلى حزن الممرض أو الممرضة على رحيلها. وقد تأثر مصطفى كثيرا بهذه القصة التي رواها له الطبيب ساعد حسام غانم، وأراد تخليدها في لوحة فنية. أما اللوحة الثانية فهي حول الجيش الأبيض، ومصارعته أمواج الكوفيد؛ في حرب سقط فيها الكثير من الشهداء. وقد رسم في اللوحة طبيبا يرفع أصبعه لإلقاء الشهادة؛ رمز على أن الأمر بيد الله.