يعتبر مصطفى مش، المولع بالخط العربي، أحد أبرز الخطاطين المعروفين على الساحة الوطنية، ومتخصص في الخط الديواني، الذي يصنف من أهم وأجمل فنون الخط العربي في الحضارة الإسلامية، يعود تاريخ نشأته إلى حقبة الدولة العثمانية، وقد تمكن هذا الفنان في الخط العربي، وهو أصيل حي بامنديل بالضاحية الغربية لمدينة ورقلة، من إحراز الجائزة الثانية ضمن طبعة سنة 2021 للمهرجان الثقافي الوطني لفن الخط العربي، الذي جرى تنظيمه مؤخرا، بقصر الثقافة "مفدي زكريا " (الجزائر)، وهو يملك مجوعة هامة من اللوحات والأعمال الفنية المستلهمة من جمال فن الخط العربي الأصيل.

منذ ولوجه عالم الخط العربي، كسب مصطفى مش، الحاصل على شهادة مصمم معماري، خبرة في مجال هذا الفن من فنون الحضارة الإسلامية، ومازال يحظى بمكانة خاصة في التراث الثقافي الجزائري. كما شارك الفنان البالغ من العمر 47 ربيعا، خلال مسيرته الفنية التي تمتد على مدار سنوات، في عدة تظاهرات ثقافية ومعارض مختلفة على الصعيد الوطني والدولي، على غرار الصالون الوطني للخط العربي (باتنة - 2015)، والمهرجان الأول للخط العربي والزخرفة الإسلامية (الجزائر-2007)، والطبعة التاسعة من المهرجان الدولي لرواد الخط العربي (العراق-2016)، فضلا عن مشاركاته في خمس دورات على التوالي من المسابقة الدولية لفن الخط العربي بإسطنبول (تركيا).

فاز هذا الخطاط الملهم أيضا بعدة جوائز، من بينها الجائزة الأولى في الخط الديواني ومسابقة الورشة الوطنية الخامسة لفن الخط العربي (المدية-2009)، كما احتل المرتبة الأولى في صنف الخط الديواني ضمن الطبعة العاشرة لمسابقة فن الخط العربي (بسكرة-2016)، بالإضافة إلى المركز الثالث في مسابقة "نبي الرحمة" للخط الكوفي والزخرفة، والتي احتضنتها مدينة الرباط (المغرب). شكل شغفه بالخط العربي الذي بدأ منذ نعومة أظفاره، إلى جانب احتكاكه بالخطاطين المحترفين، أمثال يوسف بولعراس، الذين التقاهم في العديد من المحافل والتظاهرات الثقافية التي شارك فيها، من بين أهم العوامل التي ساهمت بشكل كبير، في صقل مواهبه وتعزيز قدراته ومعارفه الفنية، كما صرح لـ"وأج".

بهدف تطوير وتثمين فن الخط العربي وطنيا، أكد الخطاط مصطفى مش على ضرورة إنشاء مدرسة متخصصة في تكوين الشباب الموهوبين في هذا الفن، ودعا إلى استحداث سوق متخصص في مجال الخط، يتم من خلاله إتاحة الفرصة للفنانين الناشطين في هذا المجال، بغية التعريف بأعمالهم وعرضها للبيع.