بمشاركة 11 فنانا في رواق "محمد راسم"

"فن الغازوز" معرض جماعي يحيي إرث علامة جزائرية

"فن الغازوز" معرض جماعي يحيي إرث علامة جزائرية
  • القراءات: 422
دليلة مالك دليلة مالك

استقبل رواق "محمد راسم" في الجزائر العاصمة، في الفترة الممتدة من 30 مارس الى 3 أفريل الجاري، معرضا فنيا وثقافيا عصريا، عنوانه "فن الغازوز"، نظّمته مؤسّسة "حمود بوعلام"، شمل مجموعة من الفنانين المتميزين روا قصة هذه العلامة، بطريقة مختلفة وأسلوب متميّز. 

يُحيي معرض "فن الغازوز" إرث حمود بوعلام، المشروب التاريخي والمحبوب عند معظم الجزائريين، بفضل عدد من الفنانين الموهوبين، الذين احتفوا بالفن الجزائري المعاصر، في تجربة متعدّدة الأبعاد جمعت بين التقاليد والحداثة، حيث نُقِل الزوّار عبر رحلة ساحرة إلى عالم هذه العلامة التجارية المميزة التي طبعت التاريخ والثقافة الجزائرية من خلال لوحات فنية ومنحوتات وتركيبات مدهشة بتقنيات الواقع الافتراضي.

وعبر 11 فنانًا موهوبًا، كلّ، بطريقته الخاصة، عن جوهر هذا المشروب الغازي، وقدّموا رؤية فريدة ونابضة بالحياة لهذه العلامة، من خلال لوحات تشكيلية، ومن فن الرقمي، ولوحات فوتوغرافية، فضلا عن فن التركيب والنحت.

أوضحت إيمان زياني، الفنانة التشكيلية وخبيرة الفنّ الرقميّ، ورئيسة مشروع "فن الغازوز"، أنّ كلّ تفصيل في عملها يلخّص تاريخ العلامة التجارية، وقالت "درستُ حمود بوعلام بدقّة، مع العلم أن هذه العلامة التجارية نشأت عام 1878، ولها تاريخ عريق. لذلك، قرّرتُ إنشاء عمل يُروي قصة حمود بوعلام بأكملها."

من جهته، نقل الفنان المدعو تخربيشة الزوّار إلى عالمه الفنيّ المُضحك والمُشبع بثقافة البوب، مع تقديم المزيد من الأدلّة حول "فن الغازوز"، وأوضح قائلاً "قدّم لنا حمود بوعلام ملصقًا لمنتوج كراش، وهو غير مكتمل. وطُلب منّا استكماله بطريقتنا الخاصة، مع عكس الثقافة الشعبية الجزائرية وتقاليدنا عليه. ويشمل ذلك دمج القصبة، وشهر رمضان، ولباش التشونغاي، والأطباق التقليدية".

ودعا الفنان التشكيلي والمصمّم الموهوب وليد دروش الزوّار إلى رحلة بديعة في عالمه المُتنوّع ومُتعدّد الاستخدامات. سلّط أعماله الضوء على نهجه الفريد في التصميم، والنحت، وصناعة الجلود، ويعرف عالم الفنان التشكيلي وفنان الشارع المدعو "لوخر" بمزيج فريد من الخيال والإلهام، ونقل عمله الجمهور في رحلة إلى قلب عالمه الإبداعي، المُغذّى من حياته اليومية، وأعاد قراءة ملصقات الراحل عمر راسم، الذي صمّم ملصقات لحمود بوعلام، وفي هذا الشأن قال "حاولتُ ترجمة ذلك بطريقتي الخاصة، مع إضفاء رؤيتي الخاصة"، وتابع "عمل كلّ فنان على جزء من قصة حمود بوعلام، ومن المُدهش اكتشاف كلّ هذه وجهات النظر ومشاركة وجهة نظري مع الجمهور".

من جانبها، غطست نادية قاسي، طالبة في مدرسة الفنون الجميلة في الجزائر، في عالم قصبة الجزائر القديمة ودور حمود بوعلام في الثورة، وقالت "أسلوبي الفنيّ يركّز أكثر على الحنين إلى الماضي، والعاطفة، ولحظات الحياة بشكل عام. أتخصّص بشكل أساسي في اللوحات الشخصية".

وقدّم نسيم طرابلسي، وهو مهندس معماري متخصّص في المحاكاة والواقع الافتراضي والألعاب، تطبيقًا للواقع الافتراضي لمتحف حمود بوعلام. وتمكّن الزوّار من خلال خوذات خاصة من استكشاف تاريخ هذه العلامة التجارية من بداياتها حتى يومنا هذا. بهذا الصدد قال "مجالي هو الواقع الافتراضي. بفضله، يمكننا اكتشاف عوالم رائعة، ونصبح ممثلين لبيئتنا... الواقع الافتراضي يسمح لنا بتحقيق المستحيل".

وتميّز معرض حمود بوعلام بأسلوبه المبتكر، وجانب الفن التقليدي ليقدم تجربة حقيقية مليئة بالدهشة، فقد نجح في دمج الواقع والافتراضي بطريقة غير مسبوقة، مما أتاح للجمهور نظرة فريدة للفن الجزائري المعاصر والثقافة الشعبية للبلاد وتاريخ علامة تجارية أصبحت رمزًا.