«سبوت لايت» بمهرجان الفيلم الملتزم

.. فعلا هي السلطة الرابعة

.. فعلا هي السلطة الرابعة
  • القراءات: 766
دليلة مالك دليلة مالك

يستحضر الفيلم الأمريكي «سبوت لايت» للمخرج توماس مكارثي قصة حقيقية وقعت في ولاية بوسطن في بداية القرن 21. ويدور العمل حول تحقيق لصحيفة «بوسطن غلوب» الأمريكية عن الاعتداءات الجنسية المرتكبة من قبل قساوسة في كنائس بوسطن في حقّ أطفال، الأمر الذي أدى إلى استقالة برنارد لوو كاردينال في 2002، وإعاقة حياة هؤلاء الصغار عند كبرهم.

استمتع جمهور قاعة «الموقار» أوّل أمس، بعرض الفيلم الأمريكي «سبوت لايت» (128 دقيقة، إنتاج 2015) المشارك ضمن مهرجان الجزائر الدولي للفيلم الملتزم، وهو عمل حاصل على جائزة أوسكار أفضل فيلم في 2016، وهي أهم جائزة تتعلّق بعالم الفن السابع في العالم.

بالعودة إلى قصة الفيلم المستمدة من الواقع، تُعرف مدينة بوسطن بتمسّك أهلها بالديانة المسيحية الكاثوليكية، غير أنّ قساوستها لم يكونوا في مستوى تطلّعات أهل هذه المدينة المحافظة، ذلك أنّ عددا من صحفيّي جريدة «بوسطن غلوب» باشروا تحقيقا عميقا وطويلا بخصوص هذه القضية، التي هي في الواقع ظاهرة متفشية في كل أبرشية وكنيسة إلاّ أنّ سرّها كان مخفيا لسنوات طويلة. «سبوت لايت» عبارة عن وحدة تحقيق إخبارية متواجدة منذ أوائل السبعينات تابعة لغلوب العالمية، حيث يمكن أن يمضوا أشهرا وربما سنوات كاملة في التحقيق في قصة واحدة ومعرفة أسرارها وخباياها. ولأهمية ما يفعلونه فممنوع عنهم الكشف عما يحقّقون فيه لأيّ شخص حتى لو كانت زوجة أو فردا من العائلة أو حتى صديقا مقربا.

وذات يوم يطلب مدير التحق حديثاً بالفريق إيقاف القصة التي يعملون عليها مؤقتاً من أجل قصة أخرى ستهز العالم أجمع وليس أمريكا وحدها، وتخصّ فضيحة بإحدى الكنائس الكاثوليكية في بوسطن، وعليهم ليس فقط الوصول إلى الحقائق في هذه القصة وإثبات ذلك في المحكمة، ولكن أيضا تحقيق أسبقية على الجرائد المحلية الأكثر انتشاراً في بوسطن.

في قالب درامي محكم البناء وبإيعاز ممثلين محترفين، يتقصى صحفيون العودة إلى الأرشيف وضحايا الاعتداء، للكشف عن حيثيات الأحداث التي وقعت لهم لما كانوا أطفالا، فاكتشف أنّ بعضهم يقنع هؤلاء الصغار بهدف التقرّب من الرب وإرضائه. ويقول الضحايا إنّه اغتصاب جسدي وروحي غيّر مجرى حياتهم لاحقا.  

يطلب مدير الجريدة من صحفيّيه بأن يصعّدوا التحقيق من أجل إدانة القانون والنظام ككلّ، ذلك أنّه وجد أنّ كشف القضية والضحايا لن يُحدث الضجة اللازمة أو بالكاد تُنسى مع الوقت. والأكثر من ذلك أنّ النظام ورجال القانون حلفاء في إخفاء هذه الجرائم الأخلاقية من قبل أشخاص من المفروض أن يكونوا مثلا في الأخلاق فعلا، فتتمكّن فرقة «سبوت لايت» من تعرية الحقيقة، ويُحدث تحقيق الجريدة انقلابا على مستوى الكنيسة؛ الأمر الذي أدى إلى استقالة الكاردينال برنارد لوو في 2002.

جدير بالذكر أنّ الفيلم رُشّح لستّ جوائز أوسكار، فاز باثنتين؛ جائزة أفضل فيلم وأفضل سيناريو أصلي.

«سبوت لايت» أو «بقعة ضوء» هو فيلم دراما أمريكي من كتابة وإخراج توماس مكارثي وبطولة كل من مارك رافالو، مايكل كيتون، رايتشل مكأدامز، ييف شرايبر، جون سلاتري وستانلي توكسي.