طباعة هذه الصفحة

لفتح المجال أمام الفنانين لتسويق منتجاتهم

فطموش يطالب بفتح الفضاءات الفُرجاوية

فطموش يطالب بفتح الفضاءات الفُرجاوية
  • القراءات: 554
❊ حنان. س ❊ حنان. س

ناشد الكاتب والمخرج المسرحي الأستاذ عمر فطموش السلطات الولائية لبومرداس، أن تكون السباقة وطنيا في مجال فتح فضاءات العرض لفسح المجال أمام مختلف الفنانين لتسويق منتوجاتهم الفنية. وأوضح لـ "المساء" على هامش حفل تكريم ثلة من فناني الولاية إحياء لليوم الوطني للفنان المصادف للثامن جوان من كل عام، أنّ الفنان بالجزائر يعاني من إشكالية نقص الترويج لفنه.

اعتبر الأستاذ عمر فطموش أن أهم إشكالية يواجهها الفنان الجزائري في مختلف الطبوع الفنية، تتلخّص في نقص فضاءات ترويج منتجاتهم الفنية سواء مسرحيات أو أشعارا شعبية أو موسيقى أو غيرها، داعيا في هذا السياق إلى العمل على فتح فضاءات عرض على مستوى الجامعات والإقامات الجامعية ومراكز التكوين المهني وغيرها؛ من أجل السماح للفنان بعرض فنه، وبالتالي المساهمة في تسويقه المنتوج الفني، مناشدا السلطة التنفيذية لبومرداس أن تكون السباقة وطنيا في هذا العمل؛ من خلال "فتح الفضاءات الفرجاويّة للفنان"، يقول الأستاذ فطموش.

وأوضح أنّ هذا العمل لا يتطلب سوى تضافر الجهود بين عدّة قطاعات، أهمها مديريات الثقافة والتربية والشبيبة والرياضة والتكوين المهني والجامعة؛ من خلال السماح بتنظيم عروض مسرحية وحفلات للفن الشعبي وأمسيات شعرية... في الثانويات والمتوسطات وبمراكز التكوين المهني والإقامات الجامعية، ما يسمح للفنان بالترويج لفنه؛ "حيث إنّ الفنان ليومنا هذا مايزال معزولا عن الساحة الاجتماعية.. فهو يحتاج ما بين 30 إلى 40 سهرة موسيقية للترويج لفنه، وقرابة 50 عرضا مسرحيا للتعريف بعمله"، يقول محدثنا، مضيفا: "هذا يعني أن سوق العرض الفني اليوم غير موجود؛ ما يجعلنا نطالب بالتنسيق بين مختلف الجهات لفتح المجال أمام الفنان، لتكون لديه فرصة لتقديم فنه".

في نفس السياق، تحدّث الأستاذ فطموش عن رواج هذا الأمر خلال سبعينيات القرن الماضي، لما عرض كاتب ياسين أوّل عمل مسرحي له، وهو ثلاثية "محمد خذ حقيبته - حرب الألفين - فلسطين مخدوعة"، والتي تمكّن مليون متفرّج من متابعتها بفضل عرضها في مراكز التكوين المهني؛ "فكيف نريد أن يتم اليوم الحديث عن فنانين إن لم تتح أمامهم فرصة التعريف بأنفسهم من خلال عرض منتوجهم الفني؟!"، يتساءل الأستاذ فطموش، مبرزا أنّ هذه الإشكالية تحديدا، قد تناولتها مسرحية "صحا لارتيست" (تحية للفنان) من إخراجه، والتي تتحدث في ساعة و10 دقائق عن "مأساة فنان في الجزائر" عبر قصة بسيطة لفنان عازف كمنجة (كمان كبير)، كانت لديه حفلة موسيقية، وحدث وتقطع خيط آلته الموسيقية، فراح يجول ويصول عبر الدكاكين، محاولا إيجاد محل خاص بالآلات الموسيقية لإصلاح آلته، فاصطدم بواقع رواج محلات فاست فود والمطاعم بدون أن يجد ضالته، فقرر الهجرة، ودراسة الموسيقى في بلد أجنبي، فأصبح فنانا مشهورا، وأكبر عازف آلة الكمان الكبير.

ويختم الأستاذ فطموش حديثه إلينا مثمنا التفاتة السلطات الولائية لبومرداس في تكريم عدد من الفنانين، مطالبا إياها بالتفكير بجدية في فتح الفضاءات الفرجاوية، لاسيما أن بومرداس تلقَّب بمدينة الفكر والإبداع، ولديها خصوصية إبداعية مميزة؛ كونها تجمع الهوية الوطنية في الإبداع باللغتين العربية والأمازيغية..