"رافاييل" للهولندي بن سومبوجارت

فضح تعامل النظام الأوروبي مع اللاجئين

فضح تعامل النظام الأوروبي مع اللاجئين
  • القراءات: 577
دليلة مالك دليلة مالك

 

 

عرض الفيلم الروائي الطويل "رفاييل"، للمخرج الهولندي بن سومبوجارت، مساء أول أمس، في سينماتك الجزائر العاصمة، لحساب تواصل مجريات أيام الفيلم الأوروبي بالجزائر، وهو عمل يعود إلى أحداث ما سمي بالربيع التونسي، كسبب من الأسباب التي شجعت على الهجرة إلى أوروبا بطريقة غير شرعية. تدور أحداث الفيلم "رافاييل" (2018، 105 دقائق)، وهو إنتاج مشترك بين هولندا وبلجيكا وإيطاليا وكرواتيا، حول قصة الرجل "نذير" الذي ترغمه الأحداث في تونس، على الزواج من مصففة الشعر الهولندية الحامل "كيميي"، للهروب إلى أوروبا، لكن ينتهي به المطاف في لامبيدوزا كلاجئ غير شرعي، ويروي المخرج هذا الفيلم في قالب درامي رومانسي، ويبرز محاولة حبيبين يفعلان كل شيء من أجل أن يعيشا معا مجددا، من أجل إنجاب ابنيهما رافاييل، متطرقا في الوقت نفسه، لقضية الهجرة، في ظل الأزمات التي تشهدها بلدانهم. 

يتناول العمل الذي تم تصويره باللغات الهولندية والإنجليزية والعربية والفرنسية والإيطالية، أزمة اللاجئين من وجهة نظر أوروبية، عبر قصة كيمي (الممثلة الهولندية ميلودي كلافر) ونذير التونسي (الذي أدى دوره الممثل البلجيكي أبيل مالات). بعد اللقاء في مدينة سوسة الساحلية، تقع الشخصيتان في الحب وتقرران الزواج. كل شيء يتغير تماما مع اندلاع الربيع العربي، وبسبب الفوضى التي انتشرت في البلاد، قرر الزوجان الذهاب إلى أوروبا، وتحديدا إلى هولندا، برفقة صديقهما رافا إرمل (مهدي مسكار). ولسوء الحظ، ومع تفاقم الوضع، يُمنع نذير من مرافقة زوجته الحامل، لعدم وجود الوثائق اللازمة.  تواصل كيمي رحلتها على مضض، بينما قرر نذير محاولة عبور البحر الأبيض المتوسط بشكل غير قانوني. لكنه تمكن من الوصول إلى لامبيدوزا، حيث ينتهي به المطاف في مخيم للاجئين، بينما يحاول يائسا الاتصال بكيمي.

تمكن الزوجان من الاجتماع مرة أخرى، وعلى الرغم من الدليل على أنهما زوج وزوجة، لا يسمح لنذير بمغادرة المخيم. في مواجهة هذا الموقف، تشرع كيمي في رحلة حقيقية لتحريره، والتأكد من أن كلاهما يمكن أن يعيش أخيرا كعائلة. استنادا إلى قصة حقيقية، يقدم الفيلم مقاربة مثيرة للاهتمام حول أزمة الهجرة، من خلال التركيز على نقد تعامل النظام الأوروبي مع اللاجئين، وتسليط الضوء على سخف البيروقراطية. على الرغم من الأبحاث المكثفة حول قانون الهجرة، والتحقق من استيفاء جميع شروط إطلاق سراح نذير، تتلقى كيمي باستمرار إجابات، مثل "أنا أقوم بعملي فقط" أو "هذه هي القواعد"، أثناء إرسالها من مكتب حكومي إلى آخر، دون أن يتحمل أي شخص المسؤولية عن الموقف. اتكأ الفيلم على خلفية درامية، من خلال الصور غير الواضحة، حيث تتناقض ذكريات الماضي، الملونة بشكل جذري مع الظلام واليأس الذي تغرق فيه البلاد أثناء "الثورة"، مثل أصوات الجهير المزعجة والثقيلة المستخدمة، والاستعانة بالموسيقى التي تعمل فقط على إبراز المشاعر في المشاهد الأكثر عاطفية.