المهرجان الدولي للرقص الشعبي بسيدي بلعباس
فضاء مفتوح للفلكلور العالمي والتنوّع الثقافي

- 138

تتواصل سهرات الطبعة الخامسة عشرة للمهرجان الثقافي الدولي للرقص الشعبي، وسط أجواء احتفالية مميزة وإقبال جماهيري غفير بساحة المقطع بمدينة سيدي بلعباس، التي تحولت إلى فضاء مفتوح للفلكلور العالمي والتنوّع الثقافي. وشهدت السهرة الثالثة من المهرجان حضور الآلاف من المواطنين والعائلات، الذين توافدوا بكثافة لمتابعة العروض الفنية المتنوعة التي قدمتها فرق تمثل مختلف ولايات البلاد إلى جانب فرق أجنبية من أربع قارات، في صورة تعكس الانفتاح الثقافي وروح التعايش بين الشعوب.
ألهبت فرقة تركية أجواء السهرة بإيقاعاتها التراثية المميزة، فيما أبهر أعضاء فرقة من "غانا" الجمهور برقصات استعراضية نابضة بالحياة تحاكي الطقوس الإفريقية التقليدية. كما حظيت مشاركة فرقة من مصر بتفاعل كبير من قبل الحضور الذي تجاوب مع أزياءها الزاهية وإيقاعاتها الحيوية.
واستنادا للعائلات الحاضرة خلال هذه السهرة فإنّ "هذا النجاح الجماهيري يأتي ليرسخ مكانة المهرجان كأحد أبرز التظاهرات الثقافية والفنية التي تحتضنها عاصمة المكرة باعتباره منصة لتلاقي ثقافات الشعوب وتبادل التراث غير المادي، وتثمين الرقص الشعبي كرافد من روافد الهوية الوطنية".
وحسب محافظ المهرجان، محمد كازوز، فإنّ "ساحة المقطع تشهد منذ انطلاق المهرجان تدفقا متزايدا للجماهير، ما يعكس حب الجمهور المحلي للرقص الشعبي ويؤكد نجاح هذه التظاهرة الثقافية الفنية في استقطاب مختلف الفئات".
شهدت دار الثقافة "كاتب ياسين" لسيدي بلعباس، أجواء احتفالية بهيجة من خلال سلسلة من العروض الفنية الموجهة للأطفال، في إطار فعاليات الطبعة الخامسة عشرة للمهرجان الثقافي الدولي للرقص الشعبي، وشهدت الدار حضورا كثيفا للأطفال رفقة أوليائهم، وسط أجواء من البهجة والفرح، حيث تجاوب الصغار بشكل كبير مع الرقصات الشعبية والعروض الاستعراضية المفعمة بالألوان والإيقاعات العالمية.
وتم تقديم هذه العروض من قبل الفرق الأجنبية بأزيائها الزاهية ورقصاتها النابضة بالحياة، إلى جانب عروض تراثية جزائرية من مناطق مختلفة من الوطن، أمتعت الأطفال بروحها البهيجة ومضامينها الرمزية.
وأبرز محافظ المهرجان محمد كازوز انه تم تخصيص هذه العروض لفئة الأطفال في خطوة ترمي إلى غرس قيم التبادل الثقافي والتنوع الفني منذ الصغر. وأضاف أن "هذه العروض تأتي في إطار تمكين الأطفال من التفاعل مع الثقافات العالمية من خلال الفنون الشعبية، وإبراز أهميتها كوسيلة للتعبير الإنساني والتقارب بين الشعوب".
من جهتهم، عبر عدد من الأولياء عن ارتياحهم لهذه المبادرة التي سمحت لأبنائهم باكتشاف فنون جديدة والانخراط في جوّ ثقافي تربوي خلال العطلة الصيفية.
كما يعرف معرض منتجات الصناعة التقليدية المنظم ببهو مجسم القبة السماوية وسط مدينة سيدي بلعباس، إقبالا كبيرا من الزوار لاسيما من طرف الفرق المشاركة في هذه التظاهرة الثقافية والتي أبدت اهتماما بالغا بالمنتجات التراثية والحرفية المعروضة.
وشهد هذا الفضاء، الذي يشارك فيه عشرات الحرفيين من مختلف ولايات الوطن، توافد أعضاء الفرق المشاركة من داخل وخارج الوطن الذين طافوا بأجنحة المعرض الذي يهدف إلى تثمين المنتوج التقليدي الجزائري والتعريف بمهارات الحرفيين في مجالات مختلفة على غرار النسيج والخزف والنقش على الخشب والحلي التقليدية والزرابي .
وأكد عدد من العارضين لوأج، أن المهرجان يعد فرصة هامة للترويج لمنتجاتهم ولتبادل الخبرات بين الحرفيين من مختلف جهات الوطن، مؤكدين على أهمية مثل هذه التظاهرات الثقافية في تثمين الإبداع المحلي.
وقد ثمن الزوار لا سيما الفرق الأجنبية جودة المنتوجات المعروضة وتنوعها، مشيرين الى أن مثل هذه الفضاءات تضفي بعدا ثقافيا واقتصاديا للمهرجان وتسهم في ربط الأجيال الجديدة بتراثها المادي والمعنوي.
في هذا السياق، عبرت ممثلة فرقة الرقص من إيطاليا عن انبهارها بجمالية الحلي التقليدية وتفاصيل الطرز اليدوي، مبرزة أن
«كل قطعة تحمل روحا فنية وتاريخا يحكى بالخيوط والألوان عن أصالة الثقافة الجزائرية". أما أحد أعضاء الوفد الصيني، فقد نوه بـ«المهارة العالية للحرفيين الجزائريين"، معتبرا أن "الصناعات التقليدية تمثل رصيدا ثقافيا ثمينا"، فيما أشادت ممثلة عن الوفد الإسباني بتنوع الصناعات التقليدية الجزائرية التي تعكس ثراء حضاريا عميقا.