دار الثقافة "هواري بومدين" تستضيف السماع الصوفي

فضاء للكلم الجميل والارتقاء الروحي

فضاء للكلم الجميل والارتقاء الروحي
  • القراءات: 958
نوال جاوت نوال جاوت
بمشاركة ألمع الفرق وأقطاب الأداء الصوفي من العالم العربي والإسلامي، تحولت دار الثقافة "هواري بومدين" بسطيف، إلى فضاء للكلم الراقي والأجواء الروحية، باحتضانها الدورة الرابعة للمهرجان الدولي للسماع الصوفي الذي تحيي لياليه فرق من 12 بلدا هي؛ تركيا، مصر، العراق، ماليزيا، إيران، السنغال، الهند، بريطانيا، تونس، فلسطين، سوريا والمغرب، إضافة إلى مشاركات وطنية لأهم الفرق البارعة في أداء السماع الصوفي من عدة ولايات؛ سطيف، الأغواط، مستغانم، بشار، أدرار، بسكرة، الوادي، البليدة، عنابة وقسنطينة.
الدورة المتزامنة مع ستينية الثورة المظفرة، ستكون حسب محافظها، الأديب ومدير الثقافة بسطيف؛ إدريس بوذيبة، فرصة للفرق التي لم تشارك في الطبعات السابقة بغرض التنويع والتجديد، لتمكين الجمهور من اكتشاف ظواهر روحية، كما تسعى إلى تحقيق التميّز من خلال النشاطات الموازية التي تخدم النشاط الروحي، مضيفا أن الاهتمام بكل ما هو روحي سيرمم ذاكرة الإنسان وتحفزه للتعلق بقيم الخير، المحبة والجمال، على اعتبار الموسيقى الفن الذي يرتقي بالإنسان إلى درجات رفيعة للتحليق والاندماج في العوالم الرحبة التي نحتاج إليها من حين إلى آخر، لنمتلئ بالقيم التي هي حافز مهم في حياة الإنسان اليومية، فـ«هذه الخلوات الصوفية ضرورية للإنسان في مساره اليومي وحياته بشكل عام". 
ويعد هذا المهرجان ـ حسب إدريس بوديبة- من المهرجانات الناجحة في ولاية سطيف، لوجود العديد من مريدي هذا النوع، بدليل الانتشار الواسع للزوايا في هذه الولاية، وأكد أنه متجذر في ثقافة الإنسان، من خلال الوافدين في الطبعات السابقة، الذين ينصتون بخشوع لهذا النوع.
ومن مرامي المهرجان؛ تفعيل الساحة الثقافية بتظاهرات دولية مميزة، خاصة أن السماع الصوفي بدأ يعرف انتشارا واسعا في العديد من الأوساط التي تسعى إلى تذوق الفنون الراقية في مجال الموسيقى والغناء الروحي، الذي يمنح للإنسان الطمأنينة والسكينة في عالم يزخر بالمتناقضات والحروب والآلام، حيث اعتبر بوذيبة "أن السماع الصوفي تراث حضاري وروحي".
وفي قائمة، نجد كل من فرق "دموع العارفين" من مصر، "مصطفى دمرجي" من تركيا، "رباني" من ماليزيا، "عمر أوستازينان" من السينغال، "سوارة" من الهند، "عاشق الرسول" من بريطانيا، "رجال الخضراء" من تونس، ومجموعة "الغزالي" من المغرب، مجموعة طهران للموسيقى التقليدية، إلى جانب مروان صباح من العراق، عبد الفتاح عبد اللّه عوينات من فلسطين وعبد الرحمان عبد المولى من سوريا.
ومن الجزائر، تشارك فرق "التراث" و«الريحان" من سطيف، "موذر" من الأغواط، "بلعالية" من مستغانم، "الأنوار" من بشار، "الهدى" من أدرار، "الضياء" من بسكرة، "آفاق سوف للثقافة والفنون" من الوادي، "الرشاد" من عنابة، "يوسف حسن" من البليدة و«عبد الجليل أخروف" من قسنطينة.
وتقام على هامش المهرجان الذي سيبقى إلى غاية 11 نوفمبر الجاري، محاضرات خاصة بفعاليات هذا المهرجان، منها محاضرة للأستاذ بن سعيد مولود من قسنطينة حول "المنحة الروحي في نوع الحوزي"، وأخرى للدكتور بن عبيد ياسين من جامعة سطيف تحت عنوان "قراءات شعرية صوفية" وثالثة بعنوان "الحلاج في ضوء التلقيات" للدكتور اليامين بن تومي من جامعة سطيف، إضافة إلى معرض للحروفيات العربية، للفنانين خالد سبع وعبد الحق جلاب.