وقّعت بالإهداء كتاب "نوماد"

فريدة سلال تدعو إلى الاهتمام أكثر بالتراث الصحراوي

فريدة سلال تدعو إلى الاهتمام أكثر بالتراث الصحراوي
  • القراءات: 3283
ز. الزبير ز. الزبير

استضافت مكتبة "ميديا بلوس" بمدينة قسنطنية، أول أمس، الكاتبة فريدة سلال، التي تحدثت عن مسيرتها وعن أهم الأحداث التي استوقفتها من أجل ولوج عالم الكتابة، حيث قدّمت بيعا بالإهداء لكتابها الأخير "نوماد" أو الرحالة، الذي صدر عن دار القصبة في حجم متوسط بحوالي 300 صفحة وباللغة الفرنسية في انتظار ترجمته إلى اللغة العربية. وتناول جزءا من سيرتها الذاتية، وعلاقتها بزوجها الوزير الأول الأسبق عبد المالك سلال في جو من الحب والاحترام، وعلاقتها بوالدتها التي نصحتها بالتوجه إلى الصحراء، وبذلك وجدت إلهامها لبداية الكتابة.

فريدة سلال التي نشطت ندوة على هامش البيع بالإهداء وسط ديكور مميز زينته نساء التوارق بلباسهن التقليدي وموسيقى الإمزاد، تحدثت عن تجربتها مع الكتابة، والتي قالت بشأنها إنها جاءت كحدث عارض صدفة. كما تناولت تجربتها مع الطبيعة والصحراء الجزائرية. وقالت إن مبادرتها جاءت من أجل الحفاظ على التراث المادي وغير المادي بعمق الجزائر الواسعة، مضيفة أن حبها لهذا التراث جعلها وهي صاحبة شهادة دكتوراه في الفيزياء، تروّض القلم وتسبح في الخيال من أجل نسج أحرف وكلمات وأسطر وصفحات عدد من الكتب، على غرار "فارس"، "أسوف" و«إمزاد". وقالت إن فراغها من العمل مكّنها من الجلوس أمام الحاسوب وتأليف بعض الكتب، مضيفة أن كتاب "نوماد" أو الرحالة، جاء بعد تجربة عاشتها شخصيا عندما تاهت في الصحراء وشعرت باقتراب الأجل، قبل عودة الأمل ونجاتها.

الدكتورة فريدة سلال التي رفضت الحديث في السياسة، أكدت أن مرافقتها لزوجها خلال سفريات عمله، مكنتها من اكتشاف العديد من الثقافات، كما كانت الفرصة سانحة لها من أجل التعريف بالثقافة الجزائرية، وقالت إنها كانت مدافعة شرسة عن الجزائر في كل المحافل التي حضرتها، حتى إنها شاركت في مسابقات طبخ دولية للتعريف بالطبخ التقليدي الجزائري ونالت جوائز، على غرار جائزة الطبخ بإحدى الدول الإفريقية عن طبق "شربة الفريك" القسنطينية، وهو الطبق الذي قالت عنه إنها أخذت سر تحضيره من والدة زوجها.

وقالت الكاتبة فريدة سلال في دردشة مع "المساء"، إنها لا تؤمن بالأدب النسوي، حيث إن الأدب، حسبها، واحد ولا يوجد فرق بين أدب الرجل وأدب المرأة، مضيفة أنها كانت مناضلة منذ ريعان شبابها انطلاقا من مدرجات الجامعة، وهي لا تفرق بين عمل الرجل وعمل المرأة، وأنها كانت رفقة أخيها الرجل، تشكل ساعدا واحدا لبناء هذه الدولة، معتبرة نفسها رجلا خارج البيت، وتحتفظ بأنوثتها لزوجها فقط. وعن مشاريعها المستقبلية أكدت الدكتورة سلال أنها تحلم بتحويل جمعية "أنقذوا الإمزاد" التي أسستها سنة 2003، إلى منظمة دولية للحفاظ على هذا الموروث المادي وغير المادي، مضيفة أنها شعرت بسعادة كبيرة عندما نجحت في إنجاز دار "الإمزاد" بتمنراست سنة 2004، والتي تجمع مختلف الفنانين في هذا الطابع الفني، وجاءت من أجل الحفاظ على هذا الموروث ونقله إلى الجيل الحالي مع تسجيل أقراص مضغوطة لهذه الموسيقى، وتدوين هذا التراث كحقوق مسجلة لدى الديوان الوطني لحقوق المؤلف، لتكشف عن تحدّ جديد من أجل إنجاز دار الديوان بولاية بشار للحفاظ على هذا الموروث الفني الذي يتعرض للنهب من بعض الدول المجاورة. وقالت إنها رئيسة شرفية لهذه الجمعية في انتظار الحصول على اعتماد وزارة الداخلية، وأنها مستعدة لوضع خبرتها في التسيير من أجل إنجاح هذا المشروع.

وأبدت الدكتورة فريدة سلال استياءها من بعض الأطراف التي أساءت لشخصها ولعائلتها من خلال نشر بعض الإشاعات التي خدشت مشاعرها، مؤكدة أن علاقتها الأسرية جيدة، وأن هناك علاقة صداقة ودعابة ليس لها نظير بينها وبين زوجها، مضيفة أنها تعبت من هذه الإشاعات المغرضة، ودعت الأسرة الإعلامية إلى الاهتمام أكثر بالموروث الثقافي الصحرواي، مؤكدة أنها على استعداد لاستقبال الإعلاميين من مختلف أنحاء الجزائر بتمنراست؛ قصد المساهمة في الترويج لدار الإمزاد.