عبد القادر شقرون يحاضر بدار "خداوج العمياء":

فرنسا استغلت الطابع البريدي للدعاية، وطوابع ما بعد 62 مرآة للهوية

فرنسا استغلت الطابع البريدي للدعاية، وطوابع ما بعد 62 مرآة للهوية
  • القراءات: 604
 مريم. ن مريم. ن

قدم الأستاذ عبد القادر شقرون بفناء متحف "دار خداوج العمياء" محاضرتين منفصلتين، الأولى بعنوان "الفنون والصناعة التقليدية في الطوابع البريدية 1962-2023"، قدم فيها من خلال شاشة العرض، نماذج من بعض القطع التراثية والحرفية، ثم يعطي تفاصيل عنها، من ذلك مثلا "السرج"، ومادة صنعه، ودواعي استعماله ومناطقه.

كذلك بعض الآلات الموسيقية، منها مثلا "القلال"، وهو آلة إيقاع يضرب عليها باليد، وكل أنواعه القديمة المعروفة المصنوعة من خشب الجوز، من جذع شجرة منحوتة، مجوف بشكل أسطواني، يبلغ طوله حوالي 60 سم، وقطره 25 سم في طرف، و15 سم في الطرف الآخر، ويكسو الطرف الواسع من "القلال" غشاء من جلد الماعز، يمتد تحته وتران من معي الحيوان يرتجان عند لمسه، يحدثان رنة خاصة بـ"القلال"، يقرع الموسيقي الجلد بكلتا يديه بالتناوب، مع تجنب لمس الغشاء راحة اليد، وعندما يكون الموسيقي جالسا، يضع "القلال" على فخذه قريبا من الركبة، وواقفا يتوشح به تحت إبطه، وهو يستعمل في الغرب الجزائري ويرافق الغناء البدوي وفي الرقصة المشهورة "العلاوي". تحدث المحاضر أيضا وبإسهاب، عن "الفروسية" وحلي "المشبك" (المدور) والنسيج منه في منطقة ميزاب، والشدة التلمسانية المصنفة تراثا عالميا وغيرها.

أما المحاضرة الثانية، فكانت بعنوان "التراث الثقافي الجزائري في الطوابع البريدية خلال الفترة الاستعمارية - 1924-1962"، تناول فيها الأستاذ شقرون خصوصية الطابع البريدي في الفترة الاستعمارية الفرنسية، حيث كان جزء من الدعاية الفرنسية المروجة للتواجد الفرنسي ولفكرة "الجزائر فرنسية"، وقال إن فرنسا بدأت تستغل التراث الجزائري في الطوابع البريدية، وكانت تروج هذه الطوابع في داخل الجزائر.

أضاف المحاضر، أن سنة 1930، صدرت طوابع تحتفل بمئوية تواجد الاستعمار بالجزائر، تظهر فيها الطبيعة الجزائرية الخلابة وتظهر الجزائر بهوية فرنسية، كما كان هناك تصوير لميناء سكيكدة والعاصمة، ولبعض المواقع الأثرية، كجميلة وتيمقاد وتنسبها للحضارة الفرنسية، وحاولت فرنسا حينذاك تزوير التاريخ الوطني، فأصدرت طابعا يظهر فيه الأمير عبد القادر وبيجو كصديقين حميمين، إلى جانب طابع آخر يظهر امرأة فرنسية بلباسها الغربي، تجلس مبتسمة وفي ألفة تامة مع سيدة جزائرية، كدليل على التوافق وقبول فرنسا فوق هذه الأرض، ناهيك عن الطوابع التي تحمل بعض الرموز، منها الصليب، لطمس الهوية الإسلامية، وكذا استعراض حملات التبشير و«الإعانات" بالجنوب الفقير، وظهور الكاردينال لافيجري، ومع انفجار الثورة التحريرية سنة 1954، ووقوف الشعب الجزائري في وجه هذا الاحتلال، انتقمت فرنسا بطوابعها الخاصة بالضرائب، لإثقال كاهل الجزائريين المقاومين.