سيدي بلعباس تحتفي بـ"الراي"
فرقة "ميلواست" تخطف الأضواء في الطبعة 14

- 152

ألهبت فرقة "ميلواست" الشبابية، أول أمس، ركح مسرح الهواء الطلق "صايم لخضر" بأداء متميز ضمن فعاليات الطبعة الرابعة عشرة للمهرجان الثقافي الوطني لأغنية "الراي"، وسط تفاعل كبير من الجمهور، خاصة فئة الشباب.
قدمت الفرقة، المكونة من ثمانية موسيقيين ومطربين، عرضا إبداعيا، مزج بين الإيقاعات السريعة والأنغام الرايوية الأصيلة، في مزيج فني جمع بين الطابع البدوي والغناء العاطفي والحماسي، ما أكسب السهرة طابعا حماسيا استثنائيا. وأشاد الحضور بأداء الفرقة التي أعادت تقديم "الراي" برؤية جديدة تحافظ على روح التراث وتواكب العصر.
وأكد محافظ المهرجان، حسام حرز الله، أن هذه الطبعة تميزت بعروض شبابية مبدعة، أثبتت أن فن "الراي" لا يزال نابضاً بالحياة، وقادرا على الجمع بين الأصالة والمعاصرة، مشيرا إلى حرص المنظمين على إتاحة الفرصة أمام المواهب الصاعدة، لتقديم أعمال نوعية ترتقي بالذوق الفني.
وعلى هامش المهرجان، احتضنت المكتبة الرئيسية للمطالعة العمومية "المجاهد الراحل محمد القباطي"، يوما دراسيا، خصص لمناقشة مسار أغنية "الراي" وتطورها عبر الأجيال، بمشاركة فنانين وباحثين وأكاديميين. بالمناسبة، دعا المتدخلون إلى تسليط الضوء على الأعمال الأصيلة، وتوحيد الجهود من أجل تثمين هذا الفن الذي حظي باعتراف دولي، بعد تسجيله من قبل منظمة "اليونيسكو" كتراث وطني جزائري.
وقد شهد اللقاء، مداخلات عدد من الأسماء البارزة، على غرار الباحث في أغنية "الراي"، مير محمد، والناقد عاشور بوزيان، والباحث محمد كالي، الذين تناولوا نشأة "الراي" وانتقاله من الطابع البدوي إلى العصري، كما حضر رواد الفن، مثل الشيخ النعام والشيخ ميمون، في تجسيد حي لمسار تطور هذا اللون الغنائي.
بالمقابل، يجري بسيدي بلعباس، تنظيم معرض للفن التشكيلي، ضمن فعاليات الطبعة الرابعة عشرة للمهرجان الثقافي الوطني لأغنية الراي، تحت عنوان "زرقي أحمد صوت خالد في الذاكرة الوطنية"، تخليدا لأعمال هذا الفنان المتألق، الذي ترك بصمته في فن "الراي" وأعطى الكثير من أجل الارتقاء به.
ينظم هذا المعرض، ضمن البرنامج الثقافي الموازي للمهرجان على مستوى بهو مسرح الهواء الطلق "صايم الأخضر"، احتفاء بمسيرة هذا الفنان الذي ترك بصمة عميقة في هذا الفن الشعبي الجزائري، حسب ما أوضحه محافظ المهرجان، حسام حرز الله.وأضاف ذات المتحدث، أن هذا المعرض يضم أجنحة متنوعة، تعرض السيرة الذاتية للفنان زرقي أحمد، إلى جانب لوحات فنية وصور أرشيف توثق مراحل مختلفة من حياته وأبرز محطاته الفنية، إضافة إلى وثائق نادرة، تسلط الضوء على إسهاماته في إثراء أغنية "الراي"، وعلاقته الوثيقة بالواقعين الاجتماعي والسياسي للجزائر، خلال فترات مفصلية من تاريخها.
يهدف هذا المعرض، الذي لقي اهتماما من الجمهور والمختصين بالشأن الفني، إلى الحفاظ على الذاكرة الفنية الوطنية ونقلها للأجيال الصاعدة، لما يمثله زرقي أحمد من رمز فني وشعبي، ارتبطت أغانيه بقضايا المجتمع وهمومه، معبرا عنها بصدق وبساطة، أكسبت صوته محبة وتقدير فئات واسعة من الجزائريين.
كما يشكل هذا المعرض فضاء هاما للزوار، خاصة فئة الشباب والباحثين في تاريخ الأغنية الجزائرية، للتعرف عن قرب، على مسيرة أحد أبرز الأصوات التي ساهمت في ترسيخ مكانة أغنية "الراي" في الساحة الفنية الوطنية.