افتُتحت الدورة الخامسة لتظاهرة الفوارة شو، أول أمس الأحد» بمسرح العلمة الجهوي، التي تنظمها تعاونية «فنون وثقافة» لمدينة سطيف، حيث كرمت في حفلها الممثل الكوميدي الراحل أحمد بن بوزيد المعروف بالشيخ «عطا الله»، وعبّرت مجمل تدخلات الرسميين عن ضرورة تثمين هذا الحدث. وكانت الفرصة لدعوة كل المسرحيين الفنانين والمهتمين للالتفاف حول المسرح الجزائري بهدف الارتقاء به.

بعد أربع دورات للفوارة شو احتضنتها مدينة سطيف، تعود النسخة الخامسة من مسرح العلمة الجهوي وقد ثمّن توفيق مزعاش مدير التظاهرة، الفكرة، لإيمانه بأن المدن الصغيرة أكثر احتضانا واستقبالا لأي حدث ثقافي، عكس المدن الكبرى. وأضاف في حديثه إلـى «المساء» أنه حتى من الناحية المهنية فإن دار الثقافة لولاية سطيف لا يمكن أن تتحمل عبء توفير الإمكانيات التقنية مثل ما يوفره مسرح حقيقي، والقصد مسرح مدينة العلمة، الذي سيضمن احترافية العروض. 

وأفضى مزعاش الذي هو أيضا رئيس تعاونية «فنون وثقافة»، بأن الفعالية تختص في فن «وان مان شو»؛ بخلق مسابقة تجمع عددا من الموهوبين يفصل بينهم لجنة تحكيم يترأسها المسرحي جمال قرمي، وأن الهدف من التظاهرة هو تقاسم المكاسب الفنية والخبرة مع الشباب الهاوين لهذا اللون المسرحي، إذ أكد المتحدث أنه يعرف فوضى عارمة، وأصبح كل هبّ ودب يقول إنه كوميدي، وأخذوا التزكية من البرامج التلفزيونية، وهو أمر غير مقبول وغير معقول، على حد تعبير مزعاش.

وعن تمويل مثل هذه التظاهرات، أكد المتحدث أن المشكل في حامل المشروع وليس المؤسسات الاقتصادية بعينها. وذكر بعض المؤسسات الخاصة التي ساهمت في إنجاح «الفوارة شو» إلى جانب مؤسسات الدولة، على غرار الديوان الوطني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، ولاية سطيف ودار الثقافة «هواري بومدين».    

ومن جانبه، عبّر سفيان عطية، مدير المسرح الجهوي لمدينة العلمة، عن سعادته بالمساهمة في «لمّ شمل هذا الكم من الفنانين الذين توافدوا من جميع ربوع الوطن، سعداء بتضافر الجهود لإنجاح هذا الحدث». كما رحب بالحضور قائلا: «أهلا بالجميع، أهلا بالمتعطشين للفن الراقي. سيشرق هذا المسرح لمدة خمسة أيام بنور حضوركم»، مؤكدا أن الشعار الذي يرفعه مسرح العلمة: «إذا كنت عاشقا للمسرح.. حتما سنكون أصدقاء».

أما عبد الرزاق بوشناق، مدير دار الثقافة لسطيف «هواري بومدين»، فقد أثنى على تنظيم هذه التظاهرة الفنية، التي جعلت من الفعل الثقافي عاملا يجمع الهيئات والمؤسسات العمومية والقطاع الخاص، لدعمه والسعي لتطويره واستمرار تنظيمه.

وعرف حفل الافتتاح وقفة تكريمية للفنان الراحل أحمد بن بوزيد، المعروف بالشيخ عطا الله، تم خلالها عرض فيديو مصور لخّص أهم محطات حياته الفنية، وقدّم فيها الفنان فيصل قرقور وصلة غنائية. كما عرض الممثل صابر عياش، ابن مدينة قسنطينة، عرضه «خديمكم صابر».

للإشارة، تعرف الطبعة الجديدة التي ستستمر إلى غاية 12 من شهر أفريل الجاري إلى جانب المسابقة الرسمية التي سيشارك فيها 20 عرضا، العديد من النشاطات التي نذكر من بينها محاضرات حول الفن الرابع يقدمها أساتذة مختصون وفنانون أمثال حميدة خيدر، ربيع قشي، جمال دكار، وورشات تكوينية يؤطرها الفنانون حليم زدام وعبد الكريم بريبار إلى جانب عروض مسرحية في فن وان مان شو، يقدمها بوهة سيف، مراد صاولي، طاهر سفير، زرقان حقو، توفيق مزعاش وجمعية السفير الثقافية قسنطينة.