جمعية أحباب منصورة تعرض مسرحية "قلم ديزني"

فرجة ومتعة ورسائل هادفة

فرجة ومتعة ورسائل هادفة
  • القراءات: 475
لطيفة داريب لطيفة داريب

قدمت، مؤخرا، جمعية "أحباب المنصورة" من تلمسان، مسرحية "قلم ديزني"، عن نص معمري نجية، إخراج سيد أحمد دراوي، وسينوغرافيا عبد اللطيف نقادي، وهذا بقصر الثقافة. تحكي المسرحية في 45 دقيقة، قصة الطفل حكيم، الذي يساعد والدته الأرملة في مصروف البيت من خلال بيع القبعات. وفي يوم من الأيام يلتقي بعجوز تبيع الكتب، فيطلب منها أن تشتري عنه قبعة، لكنها ترفض بحجة عدم امتلاكها المال، فتتم عملية المقايضة، وهكذا يتحصل حكيم على كتاب وقلم سحري.

وحينما يفتح حكيم الكتاب يجد نفسه في عالم آخر، حيث يلتقي بالثنائي زعطوط وبعطوط، اللذين يحاولان إيجاد الأميرة، حتى يتحصلا على الجائزة التي وعد الملك بتقديمها لمن يدله على ابنته، وهنا ينضم لهما حكيم، لأنه الوحيد القادر على قراءة الخريطة التي تأخذ بالجميع إلى عالم ديزني. وفي عالم ديزني يلتقون ببياض الثلج، التي ينقذها حكيم من خلال قلمه السحري الذي يستعمله لتحقيق أمانيه، إلا أن بياض الثلج لا يمكنها أن تضحك، فقد فقدت ابتسامتها، ومع ذلك تنضم للفريق، وهنا يظهر علاء الدين صاحب المصباح السحري، رفقة بثينة حارسته الشخصية التي تقوم بحركات تدل على قوتها، إلا أن زعطوط الشرير يقرر تنويم الجميع حتى يستفرد بالمصباح السحري. ورغم أنه أيقظ صديقة بعطوط إلا أن أنانيته غلبته، لكن عاقبته كانت وخيمة، حيث جمده المارد.

وبكى بعطوط على مصير زعطوط، ووعد بأن يظل صديقه مهما كان. وفي نفس الوقت يستيقظ الجميع، ويستخدم حكيم قلمه السحري مرة أخرى، ويحرر العملاق من المصباح السحري، فينال الكثير من العطايا. أما بياض الثلج فتشرع في الضحك، ويكتشف الجميع أنها الأميرة المفقودة، فيقرر زعطوط بعد أن تحرر رفقة صديقه بعطوط، إعادة الأميرة إلى حضن والدها الملك. أما حكيم فيرفض أن يستفيد من الجائزة ويعود إلى عالمه حيث توجد والدته الحنون.

صانعو العرض يتحدثون إلى "المساء"

قدم السيد نقدي عبد اللطيف، رئيس جمعية أحباب المنصورة بتلمسان، لـ "المساء"، تفاصيل تخص مسرحية "قلم ديزني"، فقال إنها عبارة عن مشروع مسرحي دعمته وزارة الثقافة والفنون. وقد تم عرض المسرحية في كل من تلمسان، ووهران، وقسنطينة، والجزائر العاصمة،  وبومرداس، ولقيت استحسان الجمهور. وأضاف أن هذا العمل واجهته صعوبات، تمثلت في الظروف الناتجة عن جائحة كورونا، لكنه عرف النور أخيرا. كما أشار إلى تقديم الجمعية التي أسسها عام 2009، العديد من المسرحيات، وهي: الاختيار، والغابة الخضراء، وحلويات فرولة. وقد نالت الكثير من الجوائز سواء على المستوى المحلي أو العربي (تونس والمغرب والأردن).

وعن تعلقه بالأطفال إلى درجة تخصص جمعيته في تقديم مسرح الطفل، قال عبد اللطيف إنه عمل بهلوانا، وكان دائما قريبا من الأطفال حتى إنه يحافظ على الطفل القابع فيه بكل حب ولطف. وبدورها، تحدثت كاتبة النص معمري نجية إلى "المساء"، عن ظروف كتابتها هذا النص، فقالت إنها انطلقت في الكتابة منذ أن كان عمرها 13 سنة، حيث كتبت قصة بعنوان: "إشراقة". وتابعت أنها تنجذب كثيرا للأطفال، وساعدها في ذلك تخصصها النفساني. كما إن نص "قلم ديزني" هو ثاني نص مسرحي كتبته، وأول نص يخرج إلى الضوء، من خلال تعاملها مع جمعية "أحباب المنصورة" ودعم رئيسها لها، حتى إنها تعلمت الكثير منه، وساعدها في تجاوز العديد من العقبات.

أما عن موضوع مسرحية "قلم ديزني" فذكرت نجية أن فكرة المسرحية جاءتها من رحم الفشل، حيث حضرت خيبة فريق عمل جمعية أحباب المنصورة خلال مشاركتها في تظاهرة ببومرداس، فنبتت في ذهنها فكرة كتابة نص يمس الطفل وأحلامه، كأن يلتقي بشخصيات رسوم متحركة، ولم لا بشخصيات بديزني، وهكذا يمتزج الحلم بالواقع، ومن خلال هذا التزاوج يمكن تمرير عدة رسائل تخص هذه الشريحة من المجتمع.

واعتبرت نجية أن المسرح هو اللغة الصامتة التي تحاكي العقل اللاوعي للطفل، إذ تبرمج العقل اللاوعي للطفل سواء إيجابا أو سلبا حسب رسالة المسرحية في حد ذاتها، مضيفة أن مسرح الطفل في بلدنا، يعاني، خاصة من خلال اختيار النصوص المسرحية الملائمة للطفل حسب سنه وميوله. أما الفنان منصف سعيدي الذي مثل دور زعطوط في المسرحية، فتحدث إلى "المساء" عن مشواره المسرحي الذي يفوق 20 سنة. وقد قدم عروضا عديدة في مسرح الكبار، والخاص أيضا بالأطفال. كما ظفر بالعديد من الجوائز، حيث اختير تسع مرات كأفضل ممثل عربي، وسبع مرات كأفضل ممثل جزائري في التظاهرات المسرحية التي شارك فيها. ومن جهته، أكد الفنان داني عادل الذي مثل دور حكيم في المسرحية، شغفه الكبير بالمسرح إلى درجة تخصصه فيه، بالتحاقه بالمعهد العالي لفنون العرض والسمعي البصري. كما عبر عن سعادته بميلاد بكالوريا الفنون. وقال إن ذلك يسمح لمحب المسرح بالتخصص في حبه منذ الطور الثانوي.

أما الفنان مولود علاء الدين، فقد تحدث إلى "المساء" عن دوره في المسرحية التي تحقق حلم أطفال في الالتقاء بشخصيات خيالية، حيث مثل دور علاء الدين، مشيرا إلى التحاقه بالجمعية عام 2014، حينما كان يبلغ من العمر 14 سنة. وكان أول عرض له في مسرحية للأطفال، ثم العرض الثاني كان في مسرحية للكبار، حينما كان في 15 ربيعا، علما أنه يجد نفسه أكثر في مسرح الكبار. وأضاف علاء الدين أنه يدرس تخصص فنون درامية في الجامعة، وهو دليل على عشقه للفن الرابع. كما نوه بميلاد البكالوريا الفنية، معتبرا أن تثقيف الطفل وبالأخص المراهق بأهمية المسرح، أمر لا مناص منه.

ومن جهتها، كشفت الفنانة ولد بوخيتين شيماء أشواق لـ "المساء"، عن التحاقها بالمسرح عندما سكنت تلمسان التي جاءتها من العاصمة في سن 14. وأضافت أنها تعشق المسرح، وأنها تريد أن تتخصص فيه، علما أنها تدرس اللغة الإنجليزية بالجامعة. وأكدت شيماء أهمية الرسائل التي تقدمها هذه المسرحية، علاوة على تزويدها بأمور جديدة، مثل ألعاب الخفة، والرقص، والأكروبات. كما أشارت إلى ظفرها، مؤخرا، في تيسمسيلت، بجائزة أحسن ممثلة.

وبالمقابل، حبا للمسرح، يشرك عبد اللطيف نقادي، ولديه أحلام نجوى وبدر الدين، في العروض المسرحية. وفي هذا قال بدر الدين لـ "المساء" إنه يمثل في المسرح منذ عام 2005، أي منذ أن كان في عمر 11 عاما. كما مثل في العديد من المسرحيات، أكثرها موجهة للأطفال. أما عن دوره في المسرحية فمثل دور بعطوط، حيث أضيفت شخصيته رفقة زعطوط، إلى المسرحية التي تمثل فيها شخصيات من عالم ديزني. كما تم تزويد العرض بالكثير من الرقصات، وهو أمر جديد على الجمعية. وبدورها، تحدثت نقادي أحلام نجوى، عن ولعها بالفن الرابع، وولوجها إليه حتى قبل أن تلج المدرسة. كما مثلت دورين في هذه المسرحية؛ دور العجوز وبثينة. ورغم أن تخصصها الجامعي محاسبة وبنوك وتأمينات، إلا أنها لن تترك المسرح، معتبرة إياه رسالة مباشرة، يتم توجيهها للطفل بشكل مباشر ومبسط.